[align=justify]أخي وصديقي أيها الإنسان الشاعر الطيب القلب وحسن السجايا..
يؤلمني جداً كل من يسقط المواقف والآراء السياسية على العلاقات الإنسانية المبنية على المودة والمحبة والصدق والإخلاص.
رأيك السياسي إن اختلف عن رأيي أحياناً لا يمكن أبداً بالنسبة لي أن ينعكس على رأيي فيك أنت ومكانتك عندي أنا..
قد أختلف معك وقد تختلف معي..
قد أغضب وقد تغضب وتتقاطع رؤيتنا لمجريات الأحداث حيناً وتلتقي أحياناً.. وهذا حقك وحقي..
لكن العلاقات الإنسانية لا تبنى أبداً على موقف سياسي ظرفي ، الإنسان نفسه يمكن أن يتغير رأيه وموقفه تبعاً لمجريات الأمور وكما يراها ويقرأها في كل مرحلة ومفترق..
من يقول لك شبيح لا يعرفك كما أعرفك ولا يحبك إنسانياً وأخوياً كما أحبك..
لا يوجد شاعر أو أديب صادق مثلك، وبمسميات المرحلة : شبيحاً أو تكفيرياً أو بلطجياً
الشاعر والأديب الذي يكتب بعصارة فكره وقلمه يا صديقي أرّق وألطف من أن يسفك الدماء وأطيب من أن يكره..
وأنت .. أنت تحديداً من أطيب وأرق الناس الذين عرفت وأقربهم إلى قلبي إنسانياً وأخوياً...
لو كنت تعرف فقط كم أحبك أخوياً وإلى أي حد أحفظك في أعماق نفسي ما كنت ظننت أني أبيعك أو أشيطنك حتى لو اختلفنا..
أنا أخاف على الوطن وأنت تخاف عليه ونحن أنت وأنا نمتلك الحس القومي ، وقد نقف أحياناً على طرفي نقيض في قراءتنا لكن في حب الوطن لا نختلف وفي عروبتنا لا نختلف وعلى المدى البعيد أبداً لن نختلف..
أنا أكره سيل الدماء وأرفضها وأرفض التصريح لها على أي طرف جاء ، وأنت أيضاً تكره سيل الدماء وترفضها وربما كل منا أحياناً لا دائماً يقرأ هذا السيل بطريقة مختلفة..
أنا رفضت أن يفصلك عني سايكس بيكو وسأرفض بإصرار أن يفصلك عني أي تقسيم جديد..
بيني وبينك الكثير الكثير مما نلتقي عليه..
ذكريات الأشجار وأناشيد العصافير وشدو الحسون وبصمة الهواء والتلال الساحرة والجبال الأبية وشط البحر الوادع ومياهه الدافئة في منطقتنا وعادات وتقاليد وحتى أناشيد الطفولة..
جمعنا حب لبلدة صغيرة وادعة اسمها أوبين..
أنت عزيز عليّ ولا يستطيع شيء من كل مجريات الأمور المصطنعة أن تقيم حاجزاً إنسانياً بيني وبينك
ما جمعنا ويجمعنا وسيبقى يجمعنا كثير جداً لا يعد ولا يحصى
لا تفصل نفسك عن نفسي ولا تظن لحظة أن مكانتك عندي يمكن لها أن تتغير أو أخطئ في قراءتك وقراءة قلبك الوفي المحب الطيب..
ما بيني وبينك جبل راسخ في الأرض شامخ في عنان السماء، صخوره من حجر الصوان لا تجرفه الأمواج ولا يتناثر تحت هول الرياح والأعاصير...
سورية أحب أن أكتبها بالتاء المربوطة تشديداً على عروبتها وأنت تعرف ماذا يعني الفرق هنا بين الألف الطويلة والمربوطة...
مد يدك يا أخي إلى يد أختك ولا تبعدها فأختك كانت وما زالت وستبقى وفية لأخوتك.. ولن أبيع هذه الأخوة أبداً أبداً ولن أخطئ قراءتك لأني أقرأ روحك الصافية وقلبك الطيب جيداً وأثق أنك تجيد قراءتي جيداً...
كنت أخي ولم تزل وستبقى أخي .. لكن أختك متعبة معتزلة في صومعتها يا أخي من هذه الدنيا صامتة واجمة تكاد تعتزل حتى الأنفاس التي تدخل صدرها..
كن دائماً أخي ولا تبتعد عن أختك ولو سطر كل الناس سطور الكراهية فأنت وأنا لن نسطر غير سطور المحبة والوفاء لإنسانيتنا ولن نصدر للإنسانية غير ما ينبع من أرواحنا الصافية...
أختك دائماً وسأبقى
هدى[/align]