الموضوع: مقاومة
عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 06 / 2008, 19 : 08 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

مقاومة

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/17.gif');border:4px double green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
بكل الألم صاح: “المقعد ذو العجلات معضلة.. صعب أن تكون خارج الفعل” وتمنى أن تتحرك قدماه ليوم واحد، أن يزرع كل شبر في المخيم ذهاباً وإياباً.. أ، يشارك في الانتفاضة بأي شكل من الأشكال.. قال بحرقة اندلعت كالنار في الحلق: “لماذا كتب عليَّ أن أكونَ مقعداً.. أصابوني فكان المقعد مصيري. لكن.. إلى متى.. عشر سنوات..” وبكف غطت كل الوجه واعتصرته، مسح أكثر من دمعة وآه..
نادى الزوجة والأولاد.. تجمَّعوا.. أشار بيده.. تحلقوا حوله.. تساءل: “أين نضال؟؟” قالت الأم: “ذهب كالعادة يا أبا نضال..” ضحك بسخرية قال: “أنا أبو نضال؟؟” وأشار بيديه إلى الكرسي والقدمين العاجزين.. قال أحد الأولاد “كنت دائماً عظيماً يا أبي” حرقته كلمات الولد، وضايقته صورة “كنت” فصرخ “اخرجوا.. اتركوني وحدي” خرجوا… هوى برأسه بين يديه، وأخذ يرسم الكثير من صور الألم..
الانتفاضة حركت كل هذا الحزن.. قبلها لم يكن كذلك.. ربما تعوّد أن يكون مقعداً معَ أنَّ هذا مخالف لطبيعته.. ولكن أن ترى الأولاد يخرجون.. يضربون الاحتلال. أن تسمع الأصوات في المخيم ترتفع وترتفع.. أن تزغرد الأمهات لشهيد أو جريح.. وأنت هنا تلوك الوحدة والماضي والذكريات.. ذلك شيء لا يحتمل.. لكن ما العمل؟؟..
أولاد الأبالسة، عندما أصابوه في الظهر، لم يفكر لحظة واحدة أنه سيكون مقعداً.. مرّ في خاطره أنه سيقع شهيداً وسترفعه الزغاريد هنا وهناك.. حين حملوه إلى البيت كان يظنّ أنها الدقائق الأخيرة.. وتذكر سنوات النضال والمواجهة.. تذكر السجون كلها.. الشوارع التي حفظت خطواته.. الوجوه التي كانت تقترب لتكتب في هدأة الليل خطة ما.. لكن الموت تخطاه.. وتركه هكذا قريباً من الأموات..
عند الصباح خرج الأولاد، وعادوا.. ثم خرجوا وعادوا وهكذا.. وحدها كانت تحوم حوله كفراشة ثم تذهب قليلاً، وتعود.. كانت قريبة منه عندما اشتعل المخيم بالصراخ والطلقات والحركة السريعة المتتابعة.. قبض على كفها بشدة وقال: “خذيني إلى هناك” رفضت، فشدّ على كفها وصرخ: “افعلي يا امرأة وإلا” رأت في عينيه أشياء ما عرفتها من قبل.. سحبت يدها، وانسحبت إلى الخلف أمسكت بالمقعد ودفعته.. كان باب البيت مفتوحاً.. صافح الغبار والضجيج، فامتلأت ملامحه بالعزم..أصبح وسط الشارع.. قالت أم نضال: “هذا يكفي.. علينا أن نعود” وأدارت المقعد.. صرخ “هاتي الحجارة يا امرأة” هزّت رأسها ولم تفهم شيئاً.. صاح “أحضري بعض الحجارة.. بسرعة يا أم نضال” تركت المقعد تحرّكَ قليلاً واستقر.. أحضرت بعض الأحجار.. قال “الآن خذيني إلى هناك” أعطته الحجارة.. وضعها بين يديه، قربها إلى صدره، ثم تركها لتستقر في حضنه. كان يعرف أنه يقترب من قلب الخطر.. وكانت الزوجة تدفعه وتخفي الألم الذي يعتصر ملامح وجهها.. تجمدت في مكانها عندما اقترب الرصاص.. فجأة.. تحركت يداه.. دفع العجلتين بسرعة مذهلة إلى الأمام.. أصبح الجنديُّ المذهول قريباً منه.. رفع الحجر وقذفه بكل قوته.. ابتعد الجندي، سقطَ الحجر.. انطلق الرصاص.. امتلأ الجسد بالثقوب والجراح وأخذ المقعد ذو العجلات ينقّط دماً.. ودماً.. ودماًً…

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس