الموضوع: الأرض والحجارة
عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 06 / 2008, 23 : 08 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الأرض والحجارة

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/3.gif');border:4px groove green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
خرج الأولاد من بيوتهم وتجمعوا في ساحة المخيم.. كأنهم كانوا على ميعاد.. تقاربت الرؤوس وشكلت دائرة غريبة المنظر.. كانت الكلمات هامسة إلى حدّ ما.. ارتسمت على الوجوه معالم الإصرار والتصميم.. رفع أحد الأولاد يده وشكل بالوسطى والسبابة شارة النصر.. ارتفعت الأصوات مؤيدة وتراجعت الرؤوس.. بعد دقائق قليلة.. كانت ساحة المخيم خالية..
عندما هبطت الظلمة، هيئ للجميع أن المخيم يغط في نوم هادئ مريح.. وكان جنود الاحتلال يساهرون النجوم والقلق والخوف وهم يتجولون بحذر وبطء. أحد الديكة – هكذا بدا – شذ عن القاعدة وأطلق صياحه فارتعشت قلوب الجنود ولعنوا هذا الديك وأصحابه وكل من يمتّ إليه بصلة.. ضحكت العيون التي كانت تراقب وتنتظر.. قال حامد بهمس “صيحة ثانية.. وننطلق” علّق سعيد “هل سيكفي ما معنا من حجارة؟؟” ضحك حامد وقال: “ما أكثر ما نملك من حجارة”..
ارتفع صياح الديك من جديد.. وفجأة جرى ما جرى. هبّ المخيم وأخذ يملأ الفضاء بالحجارة والخطوات السريعة والمشاعل والأصوات الغريبة.. ضيع الجنود ما تبقى لهم من تماسك وغرقوا في مستنقع من الحيرة والارتباك والخوف.. توزّعوا في كل اتجاه.. أخذوا يطلقون الرصاص بعضهم على بعضهم.. تمنّوا أن يروا واحداً من هؤلاء “الشياطين” الذين يطلقون الحجارة ويحملون المشاعل.. دون جدوى.. تعالى صراخ الجنود.. ارتفعت أصواتهم تشتم وتلعن كل شيء.. داروا حول أنفسهم مأخوذين.. فجأة.. وكما حدث من قبل.. حدث النقيض.. هدأ كل شيء واستكان.. هيئ للجميع أن المخيم يغطّ في نوم هادئ مريح..
وحدهم الجنود أخذوا يدورون في المخيم ويصرخون.. أناروا الشوارع والساحة وأخذوا يكسرون الأبواب ويدخلون إلى البيوت دون سابق إنذار.. قلبوا الدنيا.. وفي كل بيت كانوا يجدون الجميع في الفراش. كانت الرؤوس ترتفع وتنظر باستهجان.. تعوّد الناس مثل هذه التصرفات وما عادوا يخافون شيئاً. بعضهم كان يضحك متحديّاً.. وآخرون كانوا يهزّون الرؤوس ولا يتكلمون.. أما الجنود فكانوا يرشّون الفوضى والأسئلة والاستفسارات دون جدوى.. ثم أتت الأوامر بخروج الجميع إلى ساحة المخيم.
غصت ساحة المخيم بالأهل وامتلأت بالهمهمات.. كأنّ القيامة قامت.. النعاس ما زال في بعض العيون.. حتى أن بعض الأطفال مالوا برؤوسهم وناموا واقفين.. صرخ الضابط: “أريد أن أعرف من هم الذين كانوا يضربون الحجارة؟؟” ساد السكون.. صاح الضابط من جديد: “كلكم تعرفون.. عليكم أن تخرجوهم من بينكم فوراً” بقي السكون المريب سيد الموقف.. أشار الضابط بيده مرة أخرى.. وانطلق الرصاص مخترقاً الصدور.. فجأة تحرك المخيم.. تحرك الناس.. وكل برك الدم التي ملأت الأرض..
ارتفعت الحجارة في الفضاء وشقت طريقها نحو الوجوه المقابلة.. تراجع الجنود.. زعق الضابط.. سار المخيم بكل بيوته وشوارعه وأخذ يلاحق الجنود الذين انسحبوا مذعورين.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس