رد: بداية ونهاية لنجيب محفوظ
حكوا في الروايات، أنَّ شاباًّ باراًّ أحب إكرام أبيه، فأهداه سترة أنيقة ، فلمَّا ارتداها الأب كانت طويلة جداً، فقالت الأم: لا ضير، سأقوم بأخذ قطعة منها إن شاء الله.
وذهبتْ إلى أشغالها.
ولمَّا جاء الشاب من عمله ورأى السترة كما هي، أحب أن يفاجيء أباه، فأخذ من السترة شيئاً، وتركها مكانها وذهب إلى أعماله.
ولمَّا جاءت الفتاة ورأت السترة كما هي،ولم تنتبه إلى ما أخذ منها أخوها، أحبت أن تفاجيء أباها فأنقصت من السترة شيئاً، وتركتها مكانها وذهبت إلى أعمالها.
ولمَّا جاءت الأم ورأت السترة كما هي،ولم تنبه إلى ما أخذ منها ولداها، أحبت أن تفاجيء زوجها فأنقصت منها شيئاً، وتركتها مكانها وذهبت إلى عملها.
فلمَّا اجتمعت الأسرة، ورأوا صنيعهم، ضحكوا طويلا طويلا.
.. .. ..
وهذه الحكاية، إنما سقتها، لأنني ارتديت ثوب المعلّم ! الثوب الذي أخشاه لثقل مسؤوليته ! وهو في الأصل طويلٌ عليَّ، فما بالكم إن أخذ منه شيئاً !
وفي الواقع، وليس مجرد كلام، فما أكتبه عن نجيب محفوظ، رسالة غفت في مكتبي سنيناً طوالا وعمراً منصرماً، فلمَّا رأت النور، اكتملت ببديع تواجدكم، وجميل حضوركم.
فالشكر كله لكم، وأيدينا على قلوبنا ننتظر رهان بلدي في إشفاق وجميعنا يقول: اللهم احم سورية واحفظها واسترها، واختر لنا فلا خيار إلا أنت.
|