[ميساء البشيتي]

لا أحد ينسى بلاده .. هذه حقيقة أكيدة .. ليس للانتماء فقط ولكن
لو نسي هو تجد مليون من يذكره بها ..
في البلاد العربية لا يمكن أن ينسى أي شخص من أين أتى لأننا ما شاء الله علينا
نبقى نقول على سبيل المثال جاء الفلسطيني .. ذهب الفلسطيني .. أولاد الفلسطيني ..
عائلة الفلسطيني ويقاس هذا الأمر على السوري والمصري والجزائري ..
في دول الغرب وأمريكا يقال أمريكي من أصل سوري مثلاً ..
تبقى الأمور في الداخل هل الشخص متصالح مع نفسه أم لا ..
في الغربة أعتقد الانتماء يصبح أقوى .. نحن الفلسطينيون نعاني من مشكلة في دول الغرب وأمريكا
فنحن لنا عدو احتل بلادنا ونسبها إلى نفسه ..
تقول ابنتي والحديث لتوضيح وجهة النظر فقط .. أنها في إحدى سفراتها كانت في اجتماع
فعرف كل شخص عن نفسه .. عرفت أنها قادمة من البحرين .. البلد التي أتت منها وعرف هو عن نفسه
أنه اسرائيلي قادم من حيفا .. وأصبح يتحدث عن حيفا فقامت وقالت أنا من فلسطين ..
طبعا هو تغير لونه ولكنها لم تستطع احتمال أن يتحدث عن حيفا أمامها ..
ابنتي لم تولد في فلسطين ولا تعرفها إلا من الصور لكنها ربما تحمل فلسطين في قلبها وعقلها
أكثر مما لو كانت تقيم داخل تلك الأرض الطاهرة .. لا شيء يتعبنا غاليتي ناهد ولا يهون الجميع ..
لا شيء يتعبنا ويتعب أولادنا إلا حين يلتقون باسرائيلين في الخارج ويأخذ هؤلاء بالحديث عن اسرائيل
فلسطيننا بغطرسة وتفاخر ونحن لا أحد يعرفها بالخارج إلا باسرائيل .. لا تتخيلي كم القهر الذي يسكن
بناتي وهن يرددن ماما نريد أن نذهب إلى حيفا وإلى عكا ..
نريد أن نراهم لو لمرة واحدة ..
لكن طبعاً هذا لغاية اللحظة مستحيل ..
لا أعلم هل غردت خارج السرب ولكن لا أحد ينسى وطنه ..
لكن الغياب دائما قسريا واضطراريا
أما الحب والولاء والانتماء قيبقى للوطن الأم ..
ودمتم .