عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 07 / 2008, 14 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

من الشرق الجزائري الأغنية الشاوية تاريخ و تجديد واندماج عربي أمازيغي..

تعتبر الأغنية الشاوية لسان حال للوضعية التي يعيشها المجتمع ، وهي بذلك تحتضن وتعبر عن حزنه وبؤسه ..
وفرحه ونعيمه, فهي مصدر للسعادة أحيانا وللتنفيس عن مكبوتات الذات أحيانا أخرى. وكذلك كانت الأغنية الشاوية منذ القدم بطابعيها القصبة والبندير, أوالرحابة, فعندما تتأمل في كلماتها تجدها إما ثورية حماسية وإما دينية وإما تعبر عن شوق للمحبوب وصبر عن طول البعد والفراق, فطابع القصبة والبندير الذي يعتبر عيسى الجرموني رائده يتكون في العادة من ثلاثة أشخاص, "القصاب" الذي يعزف على آلة القصبة, "والبنادري" الذي يضرب على آلة البندير, والمغني الذي يتميز بصوت جبلي مرتفع يصل إلى أبعد حد لعدم توفر مكبرات الصوت آنذاك, وتتميز على طابع القصبة والقلال الذي تختص به منطقة الشرق الجزائري بنوع من الخفة والسرعة في اللحن والآداء, وقد وجد فيه الأوراسيون متنفسا كبيرا عن مكبوتات أنفسهم الطواقة للحرية الرافضة للاستعمار والتسلط,
ويبرز ذلك في التراث الشفوي الذي وصل إلينا متوارثا, والقليل منه مسجل اليوم كبعض أشرطة عميد الأغنية الشاوية عيسى الجرموني, فكانت الأغنية الشاوية ترفع من معنويات المجاهدين, وفي يومنا هذا لا تزال هناك أغاني كلماتها ثورية قيلت عن رجالات الثورة أو عن معارك مثل تلك الأبيات التي جاءت عن معركة "أسروثان" بولاية باتنة .

الكونفة اهواد ذ الحمـــام
الجنود سرابن ذي الغمــام قفض القش أنك ها القبطـان هاذا موديل الشـــاوية

و"الحاج لخضر مول الشاش لصفر لبسو عسكر لميمة لابات نصبر" هذا شعر قيل في أحد رجالات الثورة بباتنة العقيد الحاج لخضر. وتسلي أحزان النساء اللاتي فارقنهن أزواجهن وأبناءهن لتحرير الوطن, وكمثال على ذلك الاغنية المعروفة" ياربي سيدي واش اعملت أنا لوليدي، ربيتو بيدي واداتو الدولة الرومية".. التي غنتها امرأة بكاء عن ابنها الذي جندته فرنسيا إجباريا إلى الهند الصينية، وبعدها توارثتها الأجيال باستبدال كلمة "الدولة" بـ"المرأة"، وأخرى جاءت أيضا عن التجنيد الإجباري، باللهجة الشاوية، والتي ترفع من معنويات المجندين آنذاك" تاورقيث الماصة أديوسين سي فرنسا صابر اجوجة ماتا يبلاني..", إضافة إلى ذلك المقطع المعروف في الأغنية الشاوية "أحنا شاوية لا تقولوا دلو جينا حواسة ونولوا.." هذه الكلمات التي قالها عيسى الجرموني في الأولمبياد في فرنسا، وطرد حينها بسبب هذا المقطع.

حتى أنك تجد في الغنية الواحدة شوقا للحبيب وحرقة ولوعة على فراق الأحبة من رفاق السلاح، ومدحا وإكبارا برجالات الثورة وقادتها، وقد حاول العديد من الخلف إحياء التراث وترسيخه لئلا ينسى على سبيل المثال علي الخنشلي، وعبد الحميد بوزاهر.. أما طابع الرحابة فهو يمثل لحمة المجتمع وترابطه وصلابته، ففي الغالب تتكون المجموعة الفلكلورية من ثمانية أشخاص أربعة مقابل أربعة، يغنون بصوت واحد نفس الكلمات، فتمتزج أصواتهم ويتولد صوت أجاج يعم المنطقة يطرب آذان المستمعين، وفي أغلب الأحيان لا ترافقه أية آلة إيقاعية، لكن في بعض المناطق ترافقهم آلة البندير مما يضفي نوعا من البهجة في النفوس، ولا يزال هذا الطابع يحتل الأولوية في الأعراس الأوراسية رغم قدم موضوعاته الثورية التي تشيد بكفاح المجاهدين وتبرز بطولاتهم وانتصاراتهم في معاركهم على المحتل الفرنسي، وترثي من استشهدوا وتمجدهم في نفس الوقت، فأول وآخر الأغنية التي ينشدها هذا الثنائي صلاة وسلام على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بقولهم "الصلاة على النبي والصلاة على النبي صلوا على النبي محمد.."، ويتوسطها أغاني ثورية وغزل عفيف. أما الغنية الشاوية المعاصرة فهي لا تختلف كثيرا عن الأغنية الأصيلة، لكن الفرق في الآلات العصرية المستعملة، فقد برز العديد من الشباب الموهوبين والراغبين في هذا الفن الأصيل من أمثال ماسينيسا، جمال صبري، حسن دادي، وكاتشو، وآخرون من ولايات شرق البلاد أحبوا الطابع الشاوي وغنوا فيه منهم الشاب خلاص، سليم، وجميلة العنابية.. الذين حاولوا أن يجددوا عهدة ارتباط الفرد الشاوي بأغنيته، حيث حملت همومهم وانشغالاتهم المعاصرة.

وقد برز تيارين أساسيين, تيار يفضل الأغنية الشاوية باللهجة الشاوية التي يرونها الوسيلة القرب لمجتمعهم المصغر، والتي تعبر عن طموحاتهم وتداوي آلامهم فهم لا يرغبون في الانسلاخ عن روح لغتهم المعايشة لهم، حيث انماثوا فيها كما ينماث الملح في الطعام، ونذكر من هؤلاء ماسينيسا، عميروش، ميهوب، وجمال صبري.. أما التيار الثاني فعو يسعى إلى إخراج الغنية الشاوية من بوتقتها والتفتح على الجمهور الجزائري العريض، ولما لا نحو العالمية باللغة العربية، كما فعلت الفنانة حورية عايشي المغتربة بفرنسا والتي عرفها الجمهور الجزائري بأغنية "الصالح يا الصالح"، التي أوصلت الكلمات الأوراسية لتخترق دول أخرى، على رأسها فرنسا، إضافة إلى كاتشو، حسان دادي وحميد بلبش.. وقد لاقى هذا النوع قبولا كبيرا من الشارع الجزائري حيث أصبح الطابع الأساسي والمميز لأعراس شريحة عريضة من المجتمع، ويجد بنا أيضا أن نتطرق إلى الأغنية الشاوية النسوية، فنجد في بعض المناطق الأوراسية خاصة آريس، مشونش، وخنشلة، هذا الأسلوب يتبع أعراس المنطقة بأغان مشتركة تغنى عند إخراج العروس من بيت أهلها، وعند دخولها لبيت زوجها، مرددين "سبقت ربي والنبي وعلى محمد وعلي, يربح من صلى عليه النبي محمد"، فتضفي نوعا من التقليدية والأصالة على أعراس المنطقة وهي في لبها تمدح النبي صلى الله عليه وسلم، وتسأل البركة للزوجين وفيها من الغزل العفيف والحب الطاهر قسم كبير. وعلى العموم إن تأملنا الأغنية الشاوية وجدناها ممزوجة بالعربية والشاوية، مما يدل على تأثر كبير للفرد الشاوي بالثقافة العربية والإسلامية، وحبا في تعاليم الدين الحنيف وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
صفاء الاصالة وألق الحداثة
بقلم :سميرة لخذاري *
http://nl.youtube.com/watch?v=kJSTh7...eature=related

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس