ذكريات مستيقظة على رصيف الثلاثين
ذكرياتٌ مستيقظةٌ على رصيفِ الثلاثين
كُتبتْ يومَ الجمعة 13 سبتمبر 2013 بمدينة لالة مغنيّة/تلمسان-الجزائر
--------------
بغداد سايح
--------------
ذِكـراكَ تـنبُش فـي الفؤادِ و تحفِرُ
حـيثُ الـكلامُ إلـى الـبُغيْدِدِ يـنْظُرُ
الـطـفـلُ أنــتَ تـسـلّقتْ كـلـماتُهُ
أشـواقَـهُ و بـكـتْ فـصـاحَ الـدَّفْـتَرُ
فـي الـنبضِ تـغمِسُ أمنياتِكَ كلّما
خـطّـتْ مـبـاهِجكَ الـنّديّةَ أسْـطُرُ
و الـحُبُّ يـكتُبُكَ ابْـتِسامةَ صفحةٍ
تـخـضرُّ بـالـحلُمِ الـشـذيِّ و تُـثْمِرُ
و الحرْفُ يُونِعُ ليْسَ يقطِفهُ الهوى
إلاّ و شـهْـقـتُـكَ الـبـريـئـةُ تــكـبُـرُ
مَـنْ عـلّمَ الـخفقانَ غرْسَ طفولةٍ
حـتّى تـبسّمَ مِنْ شذاها المئزرُ؟
فـاحتْ لـتوقِظَ مـن جـبينِكَ ومضةً
تـمـتدُّ فــي كـبِدِ الـصباحِ و تـقْصُرُ
و الـلوحُ يـحفظُ عـن صِـباكَ تلَعْثُماً
مُـــذْ فــرَّ مِــنْ خـجـلٍ دمٌ مُـتـنوِّرُ
تــهــواكَ طــاولـةٌ تُـزقـزِقُ..فـوقها
أقـلامُـكَ ارْتـعشتْ تـبوسُ و تـنْقُرُ
تــهـواكَ مـحْـفـظةٌ تــنـامُ بـرُفِّـهـا
كُــوسٌ يُـهـنْدِسُ حـبّـها و الـمِـدْوَرُ
تـهواكَ مـدرسةٌ و تـشربُ ساحُها
خـطْـواً تـرقرقَ حـينَ لـهْوِكَ يـقطُرُ
يــتـلـو كــتـابُـكَ مُـقـلـتيْكَ كـأنّـمـا
فــي وجْـنتيكَ لـهُ الـمعارفُ تُـزْهِرُ
عِـشْقٌ تَـطَبْشَرَ فـي يـديْكَ فهذهِ
سـبّـورةُ الأمـلِ الـشّذا بـكَ تـجْدُرُ
مـنـها قـطـفْتَ حـكـايةً و زرعْـتـها
رُوحـــاً يُـرتِّـلُـها مــداهـا الأخــضَـرُ
عـيْـناكَ تـقـرأُ شـهْـرزادَ و غـيْـرُها
عــبْـرَ ابـتـسامتِكَ الـطـويلةِ تـعْـبُرُ
و الـحِبرُ يـبحثُ فـيكَ عنْ وطَنٍ لهُ
بــيـنَ الأنـامـلِ يـسـتفيقُ و يُـبْـهِرُ
كُـرّاسُـكَ انْـهَـمَرتْ حُـروفُ حـنينِهِ
يــا مَــنْ تــرُشُّ عـلـيهِ حُـبّكَ تـنثُرُ
ترْمي بكَ الهفواتُ في دمِهِ و كمْ
يـرسـو بـخـافقِهِ الـحـنانُ الأحْـمَـرُ
تُـفـشي غُــرورَكَ جـيِّـدٌ فــإذا بِـها
تـذْوي الـسّعادةُ و الـعلامةُ تـصْغُرُ
مـا زالَ يـتْبعُ همْسكَ الخطأُ الذي
يــمـحـو عــنــادَكَ مُـــرُّهُ و يُــحـذِّرُ
كـمْ دغْـدغَتْكَ يـدُ الـمساءِ و ربّـما
ألـقـتْكَ فـي هُـدُبِ الـزّميلةِ أبْـحُرُ
تـنساكَ مـقْلَمةٌ و ذا جـرَسٌ نمتْ
رنّــاتُــهُ فــدعــاكَ شــايٌ..سُـكَّـرُ
يـبـكيكَ قِـسْـمُكَ إذْ تـعودُ مـحمّلاً
بـالأبْـجـديّةِ فـــي الـدقـائقِ تـعْـثُرُ
تـبْـكـيـكَ نــافـذةٌ يُــطِـلُّ غـرامُـهـا
مـنـهـا يُــودِّعُ بـسْـمتيْكَ و يـصْـبِرُ
تـبـكـيكَ مــدفـأَةٌ تـعـاظـمَ حَــرُّهـا
شـوقاً إلـيْكَ فـهلْ شِتاؤُكَ يحضُرُ؟
الـعُـمْرُ مــرَّ و لـمْ يـجِدْ لـكَ نـغمةً
خـضـراءَ عـابِـقةَ الـصِّـبا سِـبْـتَمْبَرُ
و الـذكـرياتُ تـثاءبتْ..وقفتْ عـلى
درْبِ اشـتـيـاقِكَ كـالـزنـابقِ تـكـثُـرُ
إنّــي دفـنـتُكَ يــا أنــايَ بـداخِلي
كـمْ عِـشْتَ تـهزِمُني رؤاكَ و تقْدِرُ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|