دولة اسرائيل العنصرية هي واقع فرض ويفرض ذاته في واقع الجسد العربي المسلم...واجهته الدول العربية في بداية أمرها بكثير من الحماس رغم مارافقه أحيانا من صور سوء التخطيط أو عدم مراعاة موازين القوى...خلقت نكبات العرب ونكساتهم أمام العدو الصهيوني...
لكن اسرائيل أدركت بعد التمكين لنفسها...وتهجير الفلسطينيين بطرق الارهاب والقتل الجماعي للابرياء والتطهير العرقي...أنها لن تفلح في العيش بين العرب..الا من خلال سياسة التفرقة...والانفراد بكل دولة على حدة في علاقات تراوحت بين التصادم العسكري..او التحييد السياسي عن طريق معاهدات السلام الوهمي غير الحقيقي...فظلت المحادثات السرية بين العدو الصهيوني والعرب...خفية ليتم الاعلان بين الفينة والاخرى عن بعض نتائجها ...او التكتم على حيثياتها...في مخطط هدف في نهاية الأمر الى تحييد الدول العربية أنظمة وشعوبا...فتفرغ العدو للفلسطينيين...وحاول تقسيم الصف الفلسطيني المقاوم..وحشره في زاوية ضيقة للتفاوض والقبول بسجن كبير كدويلة فلسطينية شمل الضفة وغزة...وهنا انقسم المشروع الفلسطيني المقاوم الى مشروعين...يحمل احدهم شعار المقاومة حتى تحرير كل فلسطين...بينما يحمل المشروع الثاني شعار الخط السياسي التفاوضي المدعوم بشيء من المقاومة...ليبدأ صراع ظاهر وخفي احيانا يعززه العدو الصهيوني الذي قصد الى ذلك عمدا
ولأن الاقتصاد لايعرف لغة المشاعر فقد حرصت اسرائيل على التغلغل الى اقتصاديات الدول العربية المجاورة وغير المجاورة...كصورة للتطبيع الاقتصادي الذي يهدف الى كسر ذلك الحاجز النفسي لدى الشعوب خاصة والتي ظلت ولازالت تشمئز من كل ماهو صهيوني او له علاقة بهذا الكيان المغتصب....
ولانفاجأ عندما نجد العدو الصهيوني مغرما بكشف حجم معاملاته الاقتصادية مع الدول العربية...في محاولة لجعل الشعوب تدرك ان دولة اسرائيل العنصرية لم تعد عدوة ..ا لكن فات اسرائيل أن تعلم ان المنتجات الاسرائيلية لازالت تروج في دولنا دون الاعلان عن مصدر انتاجها او بنسبتها الى دول اوربية ...ولازل المواطن العربي يرفض شراء المنتوج الاسرائيلي.. خاصة ان وجدت البدائل....وحتى ولو اضطرته الظروف الاقتصا دية لشرائه فهو يشتريه على وجه الضرورة لا الاستحباب
لان المواطن العربي لن ينسى أن اسرائيل التي قتلت الاطفال والشيوخ في مجازر وحشية ب48او 67لازالت تقتل الاطفال والشيوخ بنفس البشاعة...فقط لانهم متشبتون بارضهم السليبة فلسطين....قد تكون للدولة العنصرية السيطرة على الارض لكنها لاتملك الشرعية والتاريخ والماضي المشرف...والظالم لايسود مهما طال الزمن
شكرا لك أختي الكريمة هدى الخطيب وأخي المحترم الاستاذ طلعت سقيرق على جهودكم المباركة...ببقاء ابناء فلسطين الشرفاء تحيا فلسطين