عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 09 / 2013, 09 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

n2 صدمني وأوجعني رحيلك عدنان / هدى الخطيب

[align=justify]
لعلها المرة الأولى في حياتي التي أكتب فيها لك..


ألمي لآلامك كان هائلاً بحجم ما ترسخه العشرة في النفس ..

تألمت من أجلك وتألمت من أجل ابني وخوفاً عليه ورعباً على قسوة فقده لوالده في مراحل يحتاج فيها الابن لأبيه..

حملت هم ابني وأوجعني ألا تحمل أولاده وتكون إلى جانبه حين يحتاجك وما أكثر وأشد حاجته لوجودك، لكني تألمت أكثر من أجلك وأوجعني بقسوة ألا تعيش تلك المراحل التي يعيش من أجلها كل أب.

عشت آلامك وأوجاعك وانفطر قلبي عليك وأنت في العناية الفائقة على سرير الموت تكابد سكراته، ودعوت الله لك في كل صلاة أن ينجيك وينقذك ويعيدك صحيحاً معافى..

صدمني رحيلك ووقعت في دوامة الذهول وما زلت عاجزة أن أصدق هذا الرحيل الغريب وأتمنى لو أستطيع إحالة المستشفى إلى القضاء والتي أدخلت إلى جسدك إهمالاً في التعقيم، الجرثومة التي كان لها أن تقضي عليك.

وسط كل هذا الحزن أبتسم أحياناً من بين دموعي وأنا أتخيل أنك تراني من خلف البرزخ وأنك فرحاً بشدة حزني عليك، ويسعدك أن تطلع عليه..

في دوامة أوجاعك كما في كل حزن ووجع تنزاح كل السلبيات ولا يبقى غير معاني العشرة الإنسانية الناصعة والشعور بالقرب والتماهي مع كل نفس موجوع وكل نخزة آخ..

أب ابني، أروع وأجمل وأثمن ما في حياتي حماه الله من كل سوء...

نبرة صوتك في صوته والكثير من التفاصيل الأخرى.

رجل أحبني محبة نادرة، هذا الحب الذي من شدته وقسوة غيرته أتعبك وأتعبني وأتعب كل من حولنا!
تتضاءل وتنزاح اليوم كل الذكريات المؤلمة، وتتقدم الذكريات الجميلة والإيجابية وما تشاركنا فيه في سنوات عشرتنا وما أكثر صفحاتها.

أذكر حين كنا نمارس رياضة الركض معاً ولعبنا على الثلج في الجبال، أذكر السهرات والاحتفالات، أذكر فترة الوحام وأذكر مولد شادي وعيد ميلاده الأول، يوم أوصينا على صناعة ملابس بيضاء بجناحي ملاك له.. يوم أخطتَ له عند الخياط طقم رجالي وهو لم يتجاوز العامين بعد..

أتذكر كيف كان يعترينا الخوف أنت وأنا إذا نام طويلاً وكيف شعرنا بالرعب من الفتحة الجمجمية التي تكون للمواليد الجدد في الرأس ( النافوخ ) ولم نكن نعلم عنها شيئاً وأتذكر أول يوم دخل به حضانة المدرسة وكيف جلسنا معاً في السيارة نبكي بعد تركه هناك خائفاً يبكي وينادينا حتى لا نتركه مع الأغراب وحيداً، وأتذكر إصرارك على رفض تسجيله في حافلة المدرسة واستمرارك في إيصاله وإعادته بنفسك كل يوم من شدة خوفك عليه على مدى سنوات وحتى مجيئه إلى كندا، وإصرارك ألا يناديك أحد باسمك منذ ولد لتحمل فقط لقب: "أبو شادي" ..

أذكر كم كنت تعشق وتتفنن في صنع طعام العشاء وترتيب المائدة، وكان لك أن تصنع أطيب مشاوي ومقالي وكيف كنت تجلس ممسكاً بالفرشاة أولاً بخل التفاح وتدهن الدجاج المشرّح والمنقوع بمتبل الثوم بزيت الزيتون طوال فترة الشواء والتقليب على منقل الفحم وطريقتك الخاصة والفريدة بصنع السلطة الغنية بكل لون من الخضار وأسلوبك بتحضير الكبة النيئة وغزارة وتعدد أطباق المقبلات..

ولا أنسى ديكوراتك المبتكرة التي كانت تدهش كل من يزورنا ويراها، وجماليات تطبيقاتك لها..
أتذكر كيف كنا نجوب القرى والمناطق المختلفة بحثاً عن زهور نادرة..


أتذكر مرات مساعدتك لي في مشاريع تحقيقاتي الصحفية الشائكة في أماكن ما كان يمكن لي أن أدخلها لوحدي، كتلك القرى النائية حيث لا يستطيع حتى أمن الحكومة الدخول وتتأجج جرائم الثأر وحواري مع بعض من ارتكبوا الجرائم لمحاكمة خلفياتهم الذهنية وتبريراتهم ، وأتذكر جيداً ذلك المجرم الذي واجهك بغضب قائلاً لك: "أتصاحب زوجتك لتقابل الرجال وتجلس معهم تحادثهم؟!" ولما ضحكت متعجباً زاد غضبه منك.

أتذكر تلك الجملة التي خرجت على لسان أحدهم حين سالتُه وتحولت على لسانك لنكتة كنت ترويها بلهجة قائلها وأسلوبه:

" ممارسة القتل صعبة في المرة الأولى فقط وبعدها تسهل ممارسته وتغدو كشرب المياه "!!

أتذكّر كيف كان من طقوسنا اليومية لعب البرجيس معاً ، حتى لو كنا على خصام أو أحضرت أعمالك المكتبية لتنهيها أو انشغلت أنا بدراستي الجامعية أو تحضير مواد الصحيفة، في كل ليلة كنا نجد الوقت نقتطعه للعب البرجيس معاً..

كثيرة هي ذاكرتنا المشتركة ومواقف جمعتنا معاً فضحكنا وبكينا وسرنا في شوارع الحياة وفوق أرصفتها..

صفحاتك كثيرة في كتاب حياتي..

ودائماً والد ابني والرجل الذي كان زوجي.

حقاً.. أفجعني وأوجعني رحيلك عدنان ..

إلى رحمة الله وجنة عرضها السموات والأرض أدعو الله لك

ولتكن روحك بخير وسلام وحبور وليكن نومك هانئاً....

هدى الخطيب
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس