أبقت التكهنات على الروائية الجزائرية آسيا جبار ضمن قائمة المبشرين بجائزة نوبل للآداب لهذا العام والتي ستعلن عنها الاكاديمية السويدية بعد غد الخميس. وإلى جانب آسيا جبار يتردد اسم المرشح الأبدي الشاعر العربي الكبير أدونيس، وكذا الروائي الأمريكي فيليب روث والياباني هاروكي موراكامي ويحمل لواء الأدب الافريقي الكاتب الكيني نغوغي وا تيونغو. ومعلوم أن الرواية الجزائرية ظلت على قائمة الترشيحات منذ سنة 2006، أي بعد سنة من دخولها الأكاديمية الفرنسية وإذا ما فازت بالجائزة فإن ذلك سيكون تتويجا لمسار كاتبة وتكريما للآباء المؤسسين للأدب الجزائري وبينهم من أخطأته نوبل، كما هو الشأن لمحمد ديب أو كاتب ياسين. كيف لا وآسيا جبار بالذات من أيقونات الأدب الجزائري والمغاربي المكتوب بالفرنسية، حيث تعد اليوم الوحيدة بين المؤسسين التي لا تزال على قيد الحياة، تقف على قمة معمار أدبي يمتد من نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم. فيما يأمل الشاعر السوري أن يختتم سنوات الانتظار الطويلة التي دشنها عقب فوز نجيب محفوظ بجائزة الجوائز سنة 1988، وظل اسمه يتردد كل خريف في وكالات الأنباء والصحف العالمية، وفي هذا الوقت بالذات قد تختلط الجائزة برائحة السياسة، مع الحرب متعددة الاسماء الدائرة في بلده سوريا، ومعلوم ان ادونيس كان من قلة من المثقفين الذي عارضوا ما سمي بالثورة في سوريا، والتي بدأت كامتداد لربيع العرب الذي يبدو انه لم يكن ربيعا او تعرض لتحريف المسار، وقد قوبل موقف أدونيس بموجة نقد حادة من قبل مثقفين سوريين وعرب تحمسوا «للثورة» التي اصبحت تحت رحمة جماعات دينية متشددة. و كان الشاعر والمفكر المقيم بباريس قد حمل في السنوات الاخيرة على السياسة الدولية وجاهر بالعداء لاسرائيل، ما فسر على أنه كف عن انتظار نوبل. وبغض النظر عن مواقفه السياسية يبقى أدونيس من كبار الشعراء والمفكرين العرب في العصر الحديث، ولن تكون مفاجأة أن تكرم نوبل مسيرته الادبية الرفيعة.
وفي قائمة المرشحين يبرز أيضا اسم الروائي الامريكي فيليب روث الذي استبق بلوغه سن الثمانين ليعلن قراره الخطير: التوقف عن الكتابة التي بدأها في خمسينيات القرن الماضي، حتى وإن كان توقف السيد روث عن الكتابة مرادفا لتوقفه عن التنفس مثلما نقلت النيويورك تايمز عن اصدقائه العام الماضي وهي تلقي بالخبر المشؤوم عن اعتزال صاحب «اللوثة البشرية» الذي كتب اهم كتبه وهو في السبعينيات من العمر. وبالطبع تستحق نوبل السيد روث متوقفا عن التنفس أو متراجعا عن القرار الصعب. خصوصا وأن أمريكا التي تحصي عددا كبيرا من كبار كتاب العالم المعاصر لم تنل الجائزة منذ عشرين عاما أي منذ تتويج طوني موريسون، مثلما تستحق المترشح البارز في قائمة التكهنات هذا العام والأعوام السابقة الياباني الذي حمل كافكا إلى الشاطئ هاروكي موراكامي وطاف في «الغابة النرويجية» والذي يعد من كبار الكتاب المعاصرين.
وتضم القائمة هذا العام أيضا أحد أبرز الكتاب الأفارقة ، ويتعلق الأمر بالكاتب الكيني نغوغي وا تيونغو ، وهو كاتب مسرحي و صحفي ومناضل معروف، والذي أقام في السجن وفي المنافي وعرف بمناهضته لنظام دانيال أراب موي والذي أقسم انه لن يعود إلى كينيا مادام هو في الحكم وحين عاد سنة 2004 زاره زوار ليل واغتصبوا زوجته على مرأى ومسمع منه. وفي فترات إقامته في السجن كتب مسرحية على الانجيل وورق المرحاض. وفي حال تتويج صاحب مسرحية «الناسك الأسود» ورواية «لا تبكي أيها الطفل». فإن ذلك سيكون احتفاء بتربة مثيرة لكاتب أسود امتزجت حياته بين الكتابة والنضال والتمرد إلى درجة انه تخلى عن الكتابة بالانجليزية، كما تخلى عن الديانة المسيحية هو الذي درس في المدارس التبشيرية. ويبقى الاسرائيلي عاموس عوز أيضا في لائحة المرشحين الأبديين لجائزة الجوائز، التي عودتنا على الاختيارات المفاجئة كل عام. وعودتنا على نسيان كتاب كبار في قامة ميلان كونديرا وفي قامة سليم بركات الروائي الكردي السوري الذي يعد خير من يكتب الرواية والشعر بالعربية، والذي تجتمع كل الأسباب لفوزه بنوبل .
يومية النصر الجزائرية (2013/10/08)