تحية نور أدبية سقيرقية موسوعية شاعرة
غاب نوره عنا منذ عامين وفقدناه إنسانياً وإبداعياً ووطنياً..
غاب عن المشهد العربي الثقافي بشكل عام وغاب عن نور الأدب الذي أنشأناه هو وأنا لبنة لبنة ..
هنا في نور الأدب كل زاوية وركن يفتقده ويفتقد إبداعه وكل مبدع يفتقد دعمه ...
هل رحل طلعت وهل مر 24 شهراً على رحيله؟!!
تعتريني قشعرية ينتفض لها كياني كله كلما فكرت بهذا الغياب وتجسدت أمامي الحقيقة وقال لي الحزن: " طلعت لم يعد هنا .. ولا هناك ولا في أي مكان على ظهر هذه البسيطة!!
طلعت بات خبراً وماضياً نقدمه بـ " كان "
خرج ذات يوم من نور الأدب ولم يعد حتى اللحظة - نعم - طلعت خرج ولم يعد ودخل في غيبوبة طويلة وبقي نور الأدب ينتظر عودته - لكنه بدل أن يعود إلينا - غادر قطار الحياة وغادر ثوب الجسد - روح - روح هو الآن يطوف حولنا وتطوف روحه في أفياء نور الأدب ، يتابع الروح ويعجب هنا ويسعد هناك وقد يشعر بغصة في ثالثة..
رحل طلعت - آسفة أني ما زلت أرفض تصديق رحيله - فأنا أعيش وجوده وأكاد أراه وألمسه في كل ركن وزاوية ..
هنا شعره الذي نلهث خلف إبداعه فنتعب ولا يتعب.. ذلك نقده وهناك نثره والدم ما زال يقطر من لوحة معلقة فوق جدار إبداعه القصصي لطفل صغير أغرقنا ضمير طلعت الوطني الأبي بدمائه البريئة !
ما زال وجه الطفل الشهيد في قصة طلعت ينزف وما زالت سلمى تبكي والدها الشهيد في قصيده وهدى الطفلة على شاطئ بحر غزة ملتاعة والقدس ومسجدها يستنجدان ليطالب باختراع حبوب للنخوة العربية، بينما يبث الأمل بالشباب العربي عامة والفلسطيني خاصة ويؤكد لهم عودة الحق لأهله مهما طال الزمن رغم ألمه العربي الإنساني الهائل وجرحه الفلسطيني الغائر ووجه حيفا يغصّ في صوته دون أن يتوقف عن دعاباته وخفة ظله ينثرها في أرجاء نور الأدب .. يخبئ دمعة في عينيه ويسأل هدى ابنة خاله وصديقته الأقرب عن خيول النصر التائهة ويخبرها عن شعوره بالغربة وأنها ستعرف في الغد أننا إن لم نغير جلد الوجوه ونبض القلوب وأحاسيس هذا الزمان الكئيب سنكون جميعاً - الأحياء من أمة العرب - ذهبنا ورحنا وصرنا أقل من الميتين / يا هدى غداً تعرفين....
رغم مرور عامين .. طلعت لم يزل هنا ...
وفي هذه المناسبة ماذا ستقول أنت لطلعت ، ماذا ستكتب له وعنه ، ماذا ستقرأ لنا من إبداعاته وتكتب في نقد نصوصه ودراسة مذهبه وأعماله ؟؟؟؟؟
ها نحن نفتح الباب لنبدأ في الذكرى التأبينية الثانية لنكتب عن الشاعر والأديب الموسوعي الكبير طلعت سقيرق ، وبين أيدينا في نور الأدب كنوز من إبداعاته
التأبين هذا الأسبوع سيكون مفتوحاً للجميع ، ويمكن أن تكتب في عدد المجلة الخاص بالمناسبة وأو تشارك فيما سيفتح من ملفات عن الشاعر وإبداعاته هنا في المنتديات
فلنبدأ مهرجاننا الوفائي:
طلعت سقيرق لم يزل في القلب وإبداعاته تعيش فينا