21 / 10 / 2013, 05 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: هنا طرابلس - لبنان، وما أدراك ما طرابلس الأصالة والعراقة والعروبة والشهامة
[align=justify] كتب الدكتور حسين الجسر:
في زمن الشدّة يظهر أصدق ما في الناس
و نكبة طرابلس في تفجيريها أطلعت أنبل ما في الطرابلسيين والطرابلسيات فظهرت المدينة بوجهها الحقيقي وتجلّى الخير في أبهى صوره.
شباب وصبايا طرابلس هم النور في عتمة هذا القتل البشع والداعر.
نزلوا الى الساحات عقب الانفجار، تنادوا ما بينهم ولبّوا النداء وتجمّعوا بالمئات، نزلوا ليلمّوا جراح المدينة،نزلوا ليلمّوا دمهم المسفوك.
لم يدْعهمْ أحدٌ ولم ينظّمهم حزبٌ أو جمعية ،لم يكنْ خلفهم أيُ سياسي من المدينة ولا أيُّ مسؤول،بل جلبتهم الفطرة الخيّرة والمحبة والمساعدة، جلبتهم نخوتهم، تلك النخوة الصبية المعجونة بأصالة الأخلاق والدين، نزلوا إلى الساحات فأطلقوا وجه المدينة الحقيقي،أطلقوه من حيث لا يدرون، بوجه كلّ قبيح وكلّ مغرض وكل كاره ،أطلقوا وجوههم الجميلة بوجه كل التافهين البشعين ممن افتروا على المدينة لسنوات وممن أهملوا المدينة لسنوات وممن باعوا المدينة من سنوات.
هم بابتساماتهم المضيئة وعفويتهم قالوا أن لا علاقة لهم بالسياسيين ولا بالمسؤولين وأنهم لا ينتمون الى جهة،قالوا بصدق نحن أهل المدينة الحقيقيين نحن شبابها وصباياها نحن روح طرابلس وحاضرها وغدها.
الشدّة تطلع أصدق ما في النفوس من غير تبرّج ولا تصنّع ولا غاية،والشدّة التي ألمّت بطرابلس أطلقت أنبل ما فيها من مشاعر ووعي وعزيمة وتسامي وتضحية .هذه المعاني البهية ظهرت كلها غداة الانفجارات في وجوه الصبايا والشباب،فكان الفرح يشعّ من عيون المصابين،فرح الناس بأبنائها وبناتها وزهو الناس بأنفسهم.
هذا السموّ كان رائعا غير أنّه وجّه صفعات عديدة أوّلها لنوّاب المدينة ووزرائها الألى ظهرت ضآلتهم ،وصفعة لكلّ الذين صوّروا المدينة وكرا للإرهاب والتكفيريين والقاعدة ،حتى صحصح الحق وخرج عليهم بوجوه الشبيبة الوضّاءة المحبّة المعتدلة المتسامحة الواعية ،خرج عليهم ليفضح كذبهم وارتهانهم وقلة مروءتهم ورخصهم ،خرج عليهم معلنا وجه طرابلس الحقيقي ،فلا المدينة قندهار ولا ناسها تكفيريون، بل هي حفنة من الزعران تصادر المدينة أمام تخلّي الدولة وضعفها .
شبيبة المدينة لمّوا الزجاج ولمّوا معهم جراح أهاليهم، وشبيبة المدينة تكلّموا فكانوا الأوعى والأصدق من كل المتسلّقين والمدّعين حب البلد.
ها هي الأيام تكشف أن المجرم واحد في الرويس وفي طرابلس وأن اللبنانيين سنّة وشيعة ومسيحيين براء من هذا القتل الداعر.
ليس هنالك من كلمات تصف هذا الجمال وتعطيه حقه ،فأرجوكم تفرّجوا على هذا الفيديو لتعرفوا وجه طرابلس .
انها فضيحة لكل السياسيين والمسؤولين لكنها فضيحة جميلة وهي الحقيقة التي ستعيش وستحمي الوطن.
حسين الجسر
***
نرجو مشاهدة اليوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=zxhAcdbsjc8
مجلة نور الأدب:
http://www.nooreladab.com/news.php?action=show&id=528
[/align]
|
|
|
|