لن تُغلق صفحتك
[align=justify]يعزُّ عليَّ ويفتُّ في كبدي أن تُغلق صفحتك..
تُظلم الدنيا في عينيَّ, حين أطفيء المصباح الذي كان يضيء ليلك في غربتك.
أحسُّ بالألم الوجيع الذي سبَّبه رحيلك عن أهلك، لأحبابك وأصدقائك، ومن كانوا
ينتظرون ويتشوقون لاختياراتك وآرائك وتعليقاتك، وليسعدهم صدق عاطفتك.
= أتحسَّر على الساعات التي أضعتُها- أنا- ولم أشاركك كلَّ متابعاتك..
سأنتظر وأنتظر نداءاتك لي : ماذا تفضلين ؟ وبماذا تجيبين ؟ وماذا ترين ؟
ولماذا تنتظرين ؟
افتحي لكِ صفحة كي تعيشي حياة مختلفة مثلي، تنسين فيها الغربة فلا تذوبين.
فصفاء قلبك، أشعرك بأن الفراق قريب..فمكثتَ بالليل والنهار تسأل عن أحبة،
توزَّعوا في الأصقاع، تودِّعهم، تبثهم حباً ووداً وأشواقاً، واهتماماً في كل صغير
أمورهم، تنتظر منهم رداً، كلمة، جواباً، لعلها تسهم في التئام جروحك، وسعادة
قلبك المحب.. كأنك أُلهمت أنَّ الأيام اختُزلت، ولم يعد لك منها إلا ساعات..
فأحبابُك وأحبابُهم، وأصدقاؤك وأصدقاؤهم.. أبناؤهم وأحفادهم.. ذكورهم وإناثهم..
شبانهم وشيوخهم..المغتربون منهم والمهاجرون..المرابطون والمغادرون.. تود
الاطمئنان عنهم جميعاً وطمأنتهم..من استقرَّ في مأواه ، أم بقي مهجَّراً ومشرَّداً..
من وَصَلَ إليه الإمداد أم من تركوه بلا مدد .. من سجَّل في جامعته أم تأخَّر..
من تمكَّن من الحصول على حقِّه أم رضي بظلمه ؟!
= تبحث وتنادي..تسجِّل وتصوِّر..تذكر مناقب من رحل إلى رحمة ربه..
وتذكِّر بحقوق المظاليم ممن هم حولك.
كل ذلك احتاج منك وقتاً وجهداً..وصبراً ومتابعة.. وعطاءاً وتضحية. فلم يتسع
نهارك لكل ذاك، فواصلتَ الليل بالنهار، وقلبك الضعيف لم يعد يحتمل ! فالصدق
والإخلاص والحب الصافي، يحتاجه قلبٌ أقوى من قلبك- قد أثقلتِ الأحداثُ
كاهله، وأوقفتِ الصدمات نبضاته- ..
فرحلت.. رحلت..
رحلتَ، وسترحل معك صفحتك، لكنك أبداً لن ترحل عنا، كما لم يرحل أمثالك.
وستبقى في قلوب محبيك ومتابعيك أحلى ذكرى لأنبل قدوة للحب والسلام. وأعظم
رمز للأخوة والوئام.. بقلب أبيض كبياض الثلج، وعاطفة متدفقة كتدفق الموج،
وحنان لا يماثله إلا حنان أم، وبراءة وطيبة لا تساويها إلا براءة الطفولة، وكرم
لا يجاريه إلا كرم الطائي، وذكاء متَّقد بذاكرة متميِّزة لا تنسى فضلا لأحد مهما
قلَّ..لكنها تتمكن من تناسي الطعن والزلل والنكران.
= بعد الفاجعة والصدمة.. ومع الألم والحسرة.. أودعناك في بلد ليس بلدك..وضمَّك
ترابٌ غير تراب وطنك. وكم كان يؤلمك رحيل مُبعد عن وطنه بلا عودة..
وكم تمنيتُ أن تبقى جاراً لأمك ، وأبيك، وأعمامك، وأخوالك، في آخر رحلة من
رحلات عمرك.
لكننا لا يمكننا إلا قول ما يُرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
زوجتك أميمة.[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|