في الحقيقة أن كل من سيكتب رسالة هنا إلى الشاعر طلعت سقيرق في ذكرى رحيله الثانية,
سيقف عاجزاً عن صياغة ما يعتلج في النفس من ذهول وشرود وستمتلئ العيون بالدموع ,
على فراقك يا أستاذ طلعت , فأنت رجل ولا كل الرجال , رجل حمل في قلبه هموم الوطن
السليب فلسطين وقد قتله الحنين له , ولوطن يسكنه ويعيش فيه سوريا الحبيبة فأدخلك بغيبوبة ما حدث
فيها منذ أكثر من عامين وكانت الأزمة في بدايتها , آآآآآه يا أستاذ طلعت الحمد لله أنك لم ترَ
الدمار والخراب والقتل والسلب, ولم تشاهد سورية الجريحة التي تنزف الدماء ,ولم تضطر للجوء مرة ثانية
من مخيم اليرموك الذي عشت به , فالحقيقة أنك لم ولن تتحمل ذلك وها نحن نموت كل يوم ألف موتة وموتة ,
رحمك الله ياأستاذ طلعت فقد أغمضت عيناك في بداية الأزمة ولم تستطع أن تشاهد ما يحدث
فكيف لك أن تتحمل وترى ما يحدث الآن لسورية الحبيبة ,
نم قرير العين , صحيح نحن خسرناك كأخ وكصديق عزيز وخسرناك أديباً وشاعراُ ورمزاً لفلسطين , وخسرناك
نوراً مضيئاً في سماء نور الأدب , لكن عزاؤنا هو ما تركته لنا من تراث واسع وعميق وأصيل , من أخلاق حميدة
وحب للوطن ومن أشعار وقصص وروايات وأدب وكتاب فلسطيني , لن تمحيك من ذاكرتنا الأيام .
وعزاؤنا أن توأم روحك ابنة خالك الغالية العزيزة الأديبة الأستاذة هدى الخطيب مستمرة على
درب المحبة والوفاء والإخلاص لحفظ ذكراك وتراثك إلى الأبد .