[frame="10 98"]
سجنٌ وسجان

سأكون لكـ السجان
فلا تسألني كيف؟
و سأقيد وجودكـ رغماً عنكـ
بسلاسلَ من لهفةٍ وشوق
وحنين
و سأسجنكـ
بين ضلوعي وفي قلبي
فهذا هو المكان الذي يليق بكـ
حكمتُ عليكـ بسجنٍ أبدي
وسلبِ حريتكـ برضاكـ
بلا دفاعٍ ولا محكمةٍ أو ادّعاء
بقرارٍ صادرٍ من قلبكـ وبتفويضٍ منحته لي
باختياركـ
عندما اعترفت لي بحبكـ
وألمكـ وآهاتكـ
و أقررت بأن لا حياة
ولا هوية ولا عنوان ولا ملامح
لكـ
دون عشقي
خيرتني فاخترتُ
أن أسجنكـ وحدكـ
وأُحكِم عليكـ قبضتي
وبعهدكـ أنت
هنا
بين أضلعي دون أن يسمعكـ أحدٌ غيري
حين أضع يدي على قلبي
فـأسمعكـ تنبض بحبي
تناديني باسمي وبمفردات الجمال
والحرية والشمس والأمل
تطل بين أهدابي فـأسرع وأغمض
عليكـ بقوة
حتى لا يراكـ أحد غيري
وترى عالماً لا ينصفنا
عالما يضيق بنا
وبمشاعرنا
سجنتكـ فكنت أنت سجاني
لأني أغلقت على نفسي فلم أعد أرى غيركـ
ولا أسمع صوت مخلوقٍ سواكـ
زواياي الفارغة ملأتها
وأركاني رفعتها بسموكـ
وأنّاتي أخمدتها بحنانكـ
وحزني محوته بحبكـ
أنا السجان وأنت المسجون
وأنت السجان وأنا المسجون
لايهم سوى أننا انصهرنا في كيان
واحد
ورغم هذا وضعتكـ تاجاً على رأسي
لتكون في داخلي سراً
وأمام الأعين جهراً أفاخر به
وأزهو وأغتر
سجنتكـ
سجناً تحلو به الأيام
وقضباناً يمنحنا الحرية
سجنا يطلق حبنا من معتقلات
صمته وألمه
فأنا سجَّانة عمركـ
وأنت المسجون بمحض
إرادتكـ
فـأحبّني أكثر وأكثر
وأكثر..

[/frame]