[محمود طلعت سقيرق]

لأ ارديك سمراء و لا بيضاء و لا حنطية ولا شقراء , لأ أرديك أن تكوني عربية ولا غربية ولا أريدك أن تكوني في حدود السماء , لا أريدك ان تكوني السماء ولا المطر ولا النجوم ولا الديار. بل أريدك أن تكوني بلادي التي في داخلي في جسدي في عروقي في نفسي, أريدك أن تكوني ذلك المطر الذي يستلذ به الصغار و نستشعر فيه في ليالي الضجر.
أنت يا حبيبتي ذلك الوميض الذي في عيوني فنامي في عيوني و أستريحي بعد السفر , خذي من عروقي ما شئت من عروق و ضعيها بين يديك و أصنعي من نبضات قلبي ساعة صغيرة و أرميها في حدود النسيان في حدود بعيدة عن عيون الناس أو أحفظيها في في علبة صغيرة تذكرك بالشفق , و خذي قلبي فمنه تصنعين قلادة و تعلقيها في أجواء شاعرية , تضعيها على صدرك فتحين بها دقات قلبي و يعود القلب و العروق و الأجواء المملوئة بالشباب, فأعود بعد ذاك الموت المسيطر على جسدي و يبدأ عقلي من جديد بالعمل و تعود الحياة إلى قفص صدري, و أستلذ بالموت من جديد و أستلذ بأن أعطيك الروح و النفس.
يؤلمني يا سيدتي الضجر , و يؤلمني أن تكوني سبب الضجر , فأنت يا قدري بعيدة عن كأسي و بعيدة عن ذاك الجلاد الذي يجلدني في كل ليلة في كل عام في كل دقيقة , بعيدة عن أملي إلى حدود تمنعني من التفكير بالأمل , بعيدة فأقتربي من جسدي و نامي فأقسم بأنه لن ينال منك حتى القدر , لن ينال منك المطر , لا ولا لن ينال منك أحد.
فأنا: لأ ارديك سمراء و لا بيضاء و لا حنطية ولا شقراء , لأ أرديك أن تكوني عربية ولا غربية ولا أريدك أن تكوني في حدود السماء , لا أريدك ان تكوني السماء ولا المطر ولا النجوم ولا الديار. أرديدك أن تكوني أمرآة تشعرني بأنوثة النساء و تكوني و تكوني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟