عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 11 / 2013, 57 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
أميمة أبوشعر
بكالوريس دراسات إسلامية في الدعوة ، تكتب الخواطر الأدبية و المقالات
 





أميمة أبوشعر is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رسالة شكر إلى مجمع أبي النور

منذ بضع سنين خلت ، توجهتُ وابنتي قاصدةً مجمع أبي النور..
أردنا حينها العودةَ إلى مقاعد الدرس مجدداً، لتحصيل التخصص في الدراسات
الشرعية العليا ، وهذا كان غاية ما طمحنا إليه، بعد أن سئمنا الفراغ والسَّفه
ومجالسَ النميمة، فطلبنا مجالسَ العلم والتعلُّم..لكننا لم نعرف أنَّ القدر قد خبَّأ
لنا أثمنَ من ذلك بكثير، وأنه سيمنحنا أكثر مما نستحق.
كان الدكتور الفاضل عبد السلام الراجح، والآنسة الفاضلة ندى الصباغ وزوجها
الكريم، والآنسة الفاضلة وفاء عامر..هم مشعل النور الذي وجَّهنا، واليدَ الحانيةَ
التي نصحتنا ووضعتنا في أول الطريق، حين أُخبرنا أنَّ ذاك اليوم هو آخر أيام
التسجيل للدراسات العالية في كلية الشريعة التابعة لجامعة الأزهر في مصر..
فبدأتِ الرحلةُ الجديدةُ المختلفة.
بدأ معها نورُ العلم يضيء حياتنا بعد طول غياب..وبدأت الظلمة تتلاشى بعد
طول رقاد..وعادت الروح تسري في العروق قبل فوات الأوان..وعاد نبض
الحياة الحقيقية يسري ثانية.. وانقلبت الدنيا إلى نور وضياء وهناء، حين اتصل
القلب والفؤاد برب السماء.. وتبدَّلت الأولويات، وتركنا السفاسف والترَّهات.
ومرت السنون كلمح البصر. وها نخن اليوم نختتم مراحل الدرس، وأقف هنا
لأذكر كل الذي كان:
كم أنا بحاجة لعبارات الامتنان والتقدير والشكر لكل من له الفضل فيما نحن
عليه الآن.
وكم أتمنى لو أطلَّت علينا روح شيخنا أحمد كفتارو الطاهرة رحمه الله لترى
جمعنا فتباركه، وتسعد بإنجازاته وثمار تضحياته وتحقيق أمنياته التي أمضى
عمره كله في خدمة الدين والدعوة إليه ومحاربة أعدائه.
كم أتمنى لو كان هذا الجمعُ البهيج في حياة والدي رحمه الله الشيخ محمد سعيد
أبوشعر، وهو الذي رحل عن الدنيا والقرآن بين يديه، يحاول شرحه وبيانَ
إعجازه وتفسيرَ غريب ألفاظه، وهو الذي ربَّانا على تقديس العلم واحترام
التعليم، وحبِّ العلماء والمعلمين.
والشكر كل الشكر للأساتذة الأكارم، كانوا المثل والقدوة.
شكراً للأخلاق الفاضلة التي تعلمناها منهم.
شكراً لنور علمهم وجهدهم وصبرهم علينا، وتقديرهم لسنِّنا، ولو كنا شابات
لسهل التعليم والتوجيه والإرشاد.. لكن نبْل الغاية، وصدق النية والإخلاص،
كان المُيسِّر لنا ولهم جميعاً.
نحن فخورات بانتسابنا لهذا المجمع الذي أنار عقولنا وقلب حياتنا، وجدَّد
مسارنا لنتمم مشوارنا..سيما في عصر نحن فيه اليوم، يحاربنا عدوُّنا
مستخدماً أخبث الأساليب، وصنوف المغريات، قاصداً هدم الدين الحنيف،
متربصاً بنا الدوائر، ليفتن شبابنا، ويسرق منه نورَه، ويطفيء جذوة إيمانه.
سيبقى هذا المجمع ومن فيه في قلوبنا جميعاً رمزاً للنور والخير والسلام.
وسيبقى هذا الشارع الذي يقوم الصرحُ المجيدُ في أوله (مجمع أبي النور)
وينتهي آخره (بمجمع الشيخ العلامة عبد الغني النابلسي) رحمه الله.. سيبقى
الشارعُ في أذهاننا كأنه شارع من شوارع الجنة..ونحن مَنْ كنا نقصده جيئة
وذهاباً في كل يوم.
ستبقى مصاعد المجمع وأدراجه التي حملتنا لطوابقه المضيئة علماً ونوراً،
مُحفِّزاً لنا ومذكرة إيانا بحديث رسول الله عن حال حامل القرآن في الجنة:
وهو يقرأ ويرتقي..
لن ننسى أبداً مقاعد الدرس، ومحاضرات الأساتذة الكرام..نورٌ سيضيء لنا
ما تبقى من حياتنا، ومشعلاً وهَّاجاً يرشدنا إلى خيري الدنيا والآخرة..نورٌ
يوجِّه عقولنا، ويمحو العتمة من حُجُرات قلوبنا، ويعيد الحياة لحياتنا.
أخيراً لا يمكن لي أن أنسى فضل أخواتي عليَّ في تحقيق ما أنجزته من
خطواتي: من ملخصات للأبحاث، وشرح للمسائل المتعثرة، وتسجيل لما
صعب من المحاضرات..كل ذلك دون اكتراث بجهدهن الشخصي..بل كان
همُّ الجميع النجاح بعيداً عن الأنانية والغرور.
ثم لن أنسى فضل زوجي ، المشجع الأول، خاصة عندما يشعر بتقاعسي
بعض المرات حين تزدحم عليَّ المسؤوليات، فيدفعني ويحثني لأتمم المشوار
متوكلة على الله الذي أنعم عليَّ وأقامني فيما أقامني فيه.
أما ابنتي التي كان لها الفضل الأول في تسجيلي وقفتْ معي كالأم الحنون
تسدُّ بعض التقصير الذي أضطر إليه خاصة أيام الامتحانات، رضي الله عنها
وعن إخوتها وجزى الله عني كل أحبتي ألف خير.
وفي الختام أقول: تبارك بيتي بتواجدكم، وفاضت الرحمات، وأشرقت الأنوار
وجمعني الله دوماً معكم، ليستمر اللقاء، ويزداد العطاء.
14 /4 / 2009
** ** **

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
أميمة أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس