عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 12 / 2013, 27 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

حوار مع الروائي المغربي أحمد لكبيري.

يعتقد الروائي المغربي أحمد لكبيري، أن النقاد يصنفونه خطأ ضمن خانة الواقعيين الجدد، بينما أساس كل كتابة عنده، يكمن في تلك القدرة على التخييل وإعادة بناء واقع حقيقي في قالب تخييلي لم يسبق له أن حدث في الواقع من قبل، لكنه مع ذلك يوهم القارئ بواقعيته. وقال لكبيري في حوار مع “الخبر” إنه بخلاف الأمكنة التي لا ينكر واقعيتها وحقيقة أسمائها، فكل شخوصه متخيلة.
ختمت ثلاثيتك، برواية “أرصفة دافئة”، وبقيت وفيا للكتابة الواقعية، لماذا وقع خيارك على الواقعية؟
أعتقد أن مسألة الواقعية كما أفهمها، كانت وستبقى تصنيفا إجرائيا وبعديا، يدخل في إطار اختصاصات النقاد ولا يهم المبدع في شيء أثناء الكتابة. وبهذا، تكون العملية الإبداعية حالة ضرورة تفرضها موضوعات النص الإبداعي وتطوراته، أكثر منها اختيارا أو انحيازا لمفهوم نظري معين. وبالنسبة لي، العملية الإبداعية على هذا النمط الذي يصنفه النقد بالواقعي، انطلقت مع أول نص روائي لي “مصابيح مطفأة” واستمرت في “مقابر مشتعلةو”أرصفة دافئة”، ولكن ليس اختيارا مني للواقعية كمفهوم، بل من فرط حساسيتي بما يعرفه الواقع من مفارقات وغرائبية. وكذلك من فرط السطوة التي مارسها ويمارسها علي هذا الواقع بشكل دائم، فأنا بمعنى ما أكتب كي أشفى أو أتخفف قليلا من معاناة وآلام الناس الذين همشوا وتركوا لحالهم وجها لوجه مع قسوة الحياة، دون أن تكون لي القدرة على فعل أي شيء آخر غير الكتابة، لمساعدتهم على مواجهة أقدارهم. فالكتابة بهذا المعنى، ليست انتصارا للواقعية كمفهوم نظري، بقدر ما هي انتصار للإنسان المهمش والمقصي وإعطاؤه الفرصة للتعبير عن همومه وقضاياه وإيصالها بصوته للآخرين.


وهل تعرف أنك انتقلت من النقيض إلى النقيض، أي من الخيال إلى الرواية / الواقع؟
لا أعتقد أن كتابة الرواية الواقعية، كما قد يتصور البعض، شبيهة بالتصوير الفوتوغرافي أو التوثيقي للواقع. فالكتابة الروائية عموما، أساسها الخيال والبناء التخيلي للوقائع والأحداث ومصائر الشخوص عبر سيرورة زمانية محبوكة، هي خلق جديد لعوالم تقول الواقع دون أن تكون أصلا واقعية. ولا أعتقد أن ثمة كاتب في العالم يكتب خارج ثلاث ركائز أجدها أساسية، وهي المرجعية الثقافية، التجربة الحياتية والقدرة على التخييل. وأكاد أجزم بأن ما يجعل من شخص ما كاتبا روائيا، هو هذا العنصر الأخير، أي التخييل، الذي بدونه لا تستقيم الكتابة الإبداعية ولن تقوم لها قائمة، وإلا لكان بمستطاع كل واحد قادر أن يكتب إنشاء أن يصبح روائيا واقعيا، مادام الواقع لا يبخل على أحد بقصصه ومفارقاته وغرائبيته. وأعتقد أن أهم شيء يقوم به التخييل، هو إيهام القارئ بصدق التجربة المعاشة داخل النص الروائي وواقعية القصة وأحداثها، بينما لم تكن إلا قصصا وأحداثا متفرقة في الزمان والمكان وبين شخوص في الغالب مركبة، جمعت بينهم قدرة الروائي الفائقة على البناء والحبكة لعوالم النص، بنية إيصال رسائله وقول كلمته.


بدأت شاعرا، ثم انتقلت لعالم الرواية، هل بقيت عوالم الشعر راسخة، حتى وأنت تكتب الرواية؟ وهل القصيدة أصبحت عاجزة عن تحمّل هموم العالم اليوم؟
كنت ولازلت أعتقد أن الشعر هو أسمى إبداع تنهل منه وتحتكم إلى شعريته باقي صنوف الإبداع الأخرى، من رواية وقصة. وإن الشاعر كان دائما ناثرا جيدا. فبالرجوع إلى سير أغلب الكتّاب، إن لم نقل كلهم، بدأوا تجربة الكتابة مع محاولاتهم الشعرية. لا جمارك على الحدود بين أصناف الإبداع، إلا قدرة المبدع أو عدم قدرته على القفز على تلك الحدود، ثم إنني لا أتصور كتابة إبداعية لا تحضر فيها الجملة والصورة الشعريتان، وبالخصوص في الرواية، لا أعرف كيف يمكننا تمثل الحالات التي سنكتب عنها، وكيف ننفذ إلى أعماق الأشياء دون أن نكون مسكونين بشيطان الشعر. أما فيما يتعلق بتجربتي مع هذا القفز من الشعر إلى الرواية تحديدا، أعترف بأني اكتشفت أن ما يسكنني من شخوص وأمكنة وتجارب وذكريات، يفترض في من يريد التعبير عنها شعرا، أن يكون عبقريا ملهما، وهذا شرف لا أدعيه. وباختصار شديد، وكما قلت في حوارات سابقة: “فاتني أن أكون شاعرا”.


من أين يستمد أحمد لكبيري مواضيع رواياته؟
القارئ اللبيب لرواياتي، سيكتشف دون عناء كبير، بأن حساسيتي الفظيعة كإنسان، بآلام وهموم الآخرين ومصائرهم، هي التي جعلت ذاتي الكاتبة تتمثل بصدق كبير كل تلك “الحياتات” والشخوص، وتنتصر لهم. فيكفي الواحد أن يسلم ذراعه لبطل الروايات الثلاث، “المحجوب” ليتأبطها، ويرافقه في عودته من بلاد الغربة بأوروبا، ليعيش انحداره ومغامراته واسترجاع ذكرياته بوطنه الأم، ويسافر معه في المغرب العميق عبر أزمنة وفضاءات طالها التهميش والإقصاء، ليعرف من أي واقع أستمد موضوعاتي والمادة الخام لكتاباتي. فبخلاف الأمكنة التي لا أنكر واقعيتها وحقيقة أسمائها، فكل شخوصي متخيلة ومركبة من عدة شخوص، يختلط فيها الذاتي بالآخر، وتتداخل أزمنتها بعضا ببعض، لإنتاج خطاب يعري بسخرية سوداء، سوءة الواجهات الزائفة ويسقط الأقنعة عن وجوهنا البشعة.
يومية الخبر:2013/12/01

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس