عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 12 / 2013, 20 : 01 PM   رقم المشاركة : [201]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

[align=justify]طال بي السهر ليلة أمس ولبثت في أعلى شجرتي حتى أحسست بالبرد يسري في أوصالي .. نزلت لألج البيت وأنا أرتعش وأخلدت إلى النوم . لكني تركت النافذه العريضة مشرعة حتى أتملى بالنجوم وفي تتلألأ .. كانت أصوات الصراصير والضفادع لا تزال ترن في أذني وهدير الماء المتفجر من المنبع يشق سكون الليل ..
لم أنم كثيرا .. فسرعان ما لامست جبهتي أشعة الشمس المطلة من وراء الجبل الشاهق .. نهضت بنشاط مترنما لأصعد مباشر إلى المنبع وأبلل وجهي بماء مثلج .. ثم بدأت على الفور بإزالة كل الأغصان اليابسة التي جرفتها الرياح أو السيول في الشتاء الماضي .. كنت أجمع حزمة من هذه الأغصان والأعشاب الجافة وألقيها بعيدا قرب الشلال ثم أعود منتشيا ببزوغ صباح مشمس زاهي ..
شعرت في لحظة أنني أكنس وأنظف واشذب بعض الأغصان وكأني أعد المكان لزائر مرتقب أو لنقل بدون مواراة ، لزائرة مرتقبة .. وربما أفلتت مني بعض الكلمات عن غير وعي مني .. "هنا سترتاح عند وصولها .. هنا سأقدم لها الحليب .. ثم تنتقل إلى الصخرة فوق المنبع لأسمع أخبارها .. "
من هي هاته التي أترنم بقرب وصولها ؟ حليمة ؟ .. الأخرى التي سبقها ؟ أم أن الغد يخبئ لي مفاجأة غير منتظرة ؟
حتى إعداد الفطور وشهيتي للأكل في أوجها لم يسلم من هذه الهلوسة .. فوضعت فنجانين وقطعتي خبز ساخن جلبته منذ لحظات من عند إحدى العجائز البدويات التي تعيش وحيدة منذ رحيل زوجها وهجر ابنها طلبا للعمل بالخارج .. دخان الفرن يشكل في ذاكرتي صورة حليمة بل ويرسم في الفضاء - كما خيل لي - قامتها بكل التفاصيل ..
اقتربت مني عنزة تحدق في بفضول .. مددت يدي نحوها بلطف فتشممت أصابعي بخطمها ثم ولت تبحث عن العشب .. تأملته وداعتها وغبطتها على صفاء ذهنها مما يعتلج فينا نحن البشر من مشاعر متضاربة بين القنوط والأمل واليأس والأمل ..
حين اقترب الزوال كان العش قد استرد الكثير من عافيته وبدا لي لأول مرة مبتسما راضيا .. فصعدت إلى الشجرة لآخذ مكاني المعتاد وأجلس للكتابة .. سارحا نظري في الأفق الأزرق البعيد .[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس