08 / 07 / 2008, 24 : 09 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
|
نحن نتعود
تطل علينا نشرات الأخبار كل يوم بعدد القتلى و الجرحى في فلسطين و العراق ونقرأ في جرائد محلية أو وطنية وعلى صفحات الإنترنت عن معاناة حاملي الشهادات و أزمة البطالة.
من حين لآخر يشرق برنامج يطرح مشكلة الهجرة السرية و قوارب الموت و من فينة لأخرى نسمع عن ظواهر كالعنوسة والمحسوبية و البيروقراطية ..
فماذا نفعل؟
هناك تدرج يمتد من الإستماع أوالقراءة أو المشاهدة باهتمام إلى تغيير القناة أو قلب الصفحة أو الإمتناع عن الإصغاء و رفض متابعة أخبارقد تبدو بعيدة عن عقر الدار.
إننا أو معظمنا أصبنا بحالة ملل من أخبارالبلاد العربية أو الإسلامية التعيسة لهذا فإننا نجد أنفسنا نتهرب منها و الأسوء من ذلك ،و الذي حدث لاشعوريا أننا تعودنا عليها.
تعودنا أن يقال لنا أن هناك أناس يموتون في فلسطين كل يوم، و أن نرى جثثا مغلفة بعلم ملون بالأسود و الأبيض والأخضر و الأحمر تحمل وسط الهتافات و الدموع .
لم يعد يفاجئنا دوي انفجاربسوق في بغداد يفكك جسد كهل أو يطير أطراف أم أو يحول ابن بغداد الفتي إلى مجموعة أشلاء مترامية.
لم نعد نطالب أنفسنا بمحاولة تخيل طعم الإهانة المرة التي يحس بها شاب أو شابة قضيا سنين طويلة في صفوف الدراسة ليقال لهما بعد ذلك خذا شهادتكما و انصرفا أو أحسنتما و" الله المعين".
مواطنون مثلنا ولدوا بنفس البلد لكن في ظروف مختلفة يرمون بأنفسهم في قوارب قد لا تقوى على حملهم, يغامرون ليس بدراهم معدودات أو بشرفهم أو بكرامتهم إنهم يغامرون بحياتهم وأرواحهم يعني بكل شيء يملكونه من أجل الرحيل إلى أرض تضمن لهم لقمة و هدمة و مسكنا كريما ونحن نراهم في صور جثثا مترامية كالطحالب على شطآن أوروبا ونعتبر الأمر حدثاعاديا .
مواطن يموت قهرا و ظلما بالرصاص و النار ومواطن يهضم حقه في العيش النزيه و الكريم و تضرب كرامته بالعصا كحمار هرم لايقوى حتى على الجفل و مواطن تكبت حواسه و غرائزه وتخنق إنسانيته ونحن نتعود.
يقول أحد الكتاب:"التعود يصير طبيعة أو فطرة ثانية"ونحن مع الأيام صرنا أوأجبرنا على التعود لنصنف ما نتلقاه من أخبارضمن الأمور الطبيعية الملازمة لواقعنا المعاش.
الإنسان في عدد من بلدان الدنيا مخلوق عزيز يحرص على حياته ، يسخر له الطب والقانون و التصنيع ويطالب بالمشاركة في إختيار نمط العيش الجماعي الذي يلا ئمه ونحن فئة منا تداس و تطحن وأخرى تشارك في مراسيم التحطيم و التقزيم وأخرى تتعود.
Nassira

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|