[align=justify]
الأخ الغالي الشاعر الأستاذ محمد الصالح
جميل جداً ما تفضلت بإدراجه من أقوال مانديلا..
أما بالنسبة لصراعات العالم العربي برأيي أن لا مثيل لما تعرض له الشعب العربي لا بالحكم العنصري بجنوب أفريقيا ولا بغيرها والزنزانة التي كان معتقلاً فيها تعتبر جنة بالمقارنة عما قرأناه وسمعنا عنه لمعتقلات الوطن العربي السعيد ، وكما تعرف مانديلا بدأ أولاً الصراع المسلح ، فالعدالة تسبق التسامح حتى يكن ممكناً
كم من مانديلا عربي قضى في المعتقلات وذوب كل أثر له بالأسيد التي تشتهر بها معتقلاتنا؟ طبعاً أنا أتحدث بشكل عام ولا أعني أي بلد بعينه.
كما تفضلت المصارحة والمصالحة هي الغاية ولكن مثل هذا لا يتم بغير العدالة ، وبتلخيص شديد هذه هي أدناه المراحل التي مر بها مانديللا والنضال في جنوب أفريقيا:
1- بدأ نظام الحكم العنصري في جنوب أفريقيا عام 1948، بحزب اسمه "الحزب القومي"
2- ظهر مانديلا في نهاية الخمسينيات كزعيم للسود .. ودعا للكفاح السلمي لإسقاط الحكومة العنصرية
3- خلال مظاهرة سلمية، ارتكبت السلطات أول مذبحة ضد معارضيها “"مذبحة شاربفيل 1960" وقتلت 69 متظاهراً
4- على إثر هذه المجزرة، تخلى مانديلا عن فكرة الكفاح السلمي وانتقل إلى الكفاح المسلح.
5- عام 1961 أسس مانديلا (مع العشرات من المعارضين) الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الافريقي أو الـ إن كي.
6- اعتقل وسجن عام 1962 لمدة 5 سنوات.. لكنها مُددت إلى مدى الحياة بعد أن ثبتت عليه تهم التخطيط لأعمال مسلحة وتخريب الممتلكات العامة.
7- تم سحق التمرد المسلح ورُحِّل آلاف السود إلى مخيمات الشتات واستعاد النظام سيطرته (وأصبح بهذا نظام الأبارتهيد)
8- للتنويه.. إسرائيل كانت الداعم الأكبر (وبالسر) لهذا النظام العنصري.
9- المشكلات الحقيقية بدأت فعلاً بعد خمس سنوات، عندما يأس السود من إمكانية التغيير وترعرع الآلاف منهم في المخيمات واحترفوا العنف ضد البيض.
10- اندلع العنف في الشوارع، وهرب نصف البيض خارج البلاد.. وبات واضحاً أن التفوق العددي (الأغلبية) سيقضي على النظام.
11- عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق سراحه مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض.
12- لم يخرج مانديلا حتى سقط النظام العنصري، واعترف دي كليرك (الرئيس في حينه) بفشل سياساته (بعد 25 سنة من العنف) وأعطى المجال لانتخابات حقيقة.. فاز بها مانديلا 1990
13- عندها فقط تخلى عن الكفاح المسلح وبدأ مانديللا مشروع الإصلاح الديمقراطي والمصالحة والتسامح، وذلك بعد أن حصل السود عل الحرية ووصلوا للمشاركة في السلطة.
14- استمر العنف لسنوات.. حتى بين السود المعتدلين والسود المتطرفين.. لكن سيادة القانون كانت المخرج لولادة نظام ديمقراطي راشد مستقر بعد عدة سنوات.
حين ننظر ملياً إلى مسيرة كفاح مانديلا بمراحلها نرى أنه عاش كل المراحل بما فيها الكفاح المسلح ولو نظرنا إلى صوره في شبابه أثناء زمن الكفاح المسلح نستطيع مشاهدة نظرة التحدي التي نضجت مع الزمن وحصول شعبه على حقوقه ليحل مكانها التسامح والمحبة.
في لبنان مثلاً استمرت الحرب الأهلية خمسة عشر سنة، وبعد هذا توصلوا إلى تسوية وسامح الناس بعضهم البعض وعادوا للاندماج المجتمعي والتقارب وباتوا أكثر مناعة ضد الانزلاق للحرب فيما بينهم، وكلما حدث شيئاً اليوم تجد الغالبية مصرّة على سيادة القانون والتسامح، السياسيون ما زالوا يتخاصمون وينهبون لبنان ويمارس معظمهم الهدم لكن الشعب هو الذي لم يعد يريد التفرق أو يستمع لمن يحاول جرّه للإنزلاق.
كل الشكر والتقدير لك ولجمال فكرك
[/align]