رد: عش رشيد الميموني الدافئ
غريب أمر هذا القلب . أتراه ينسى أم يتناسى ؟ .. أم هو يتحايل علي لكي يغافلني ويفعل ما يحلو له ؟ .. ربما كان كذلك مادام يستغل اضطراب أفكاري وتشتت ذهني رغم شعوري بالاطمئنان وأنا بين أحضان عشي الذي استعاد عافيته وأناقته .. وعاد كما كان متألقا .. شيء واحد لم أفهمه وهو تلك النظرة التي صارت أماكني ترمقني بها وكانه لم تكتف بما أحطتها به من عناية ..
كنت أحس بها تنظر إلي تارة وإلى أعلى الشجرة تارة أخرى فأفهم أن شيئا ما يتعلق بعصفوري الغائب .. لكن ما علاقة ذلك بي ؟
حتى أنا صرت ألاحظ غرابة أطواري .. بدات بكتابة قصائد كلها حب وهيام دون أن أدري لمن وكأنني لازلت أتابع مشهد استقبال تلك المجهولة الآتية يوما ما .. كنت أحادثها في قصائدي وارسم صورة لها .. هذه الصورة التي بدات تتضح يوما عن يوم حتى لكأني حفظتها عن ظهر قلب .. كنت أتغزل بها في أبيات لا تنتهي وخواطر تتقد وجدا وهياما .. وفي كل مرة كنت أحاول تمييز صورتها بدقة وأتساءل إن كانت هي حليمة بصورة أخرى ، يتلاشى الخيال الذي رسمته في مخيلتي ولا يبقى سوى هالة من نور تتماوج أمام عيني ..
حتى حفيف الشجر وخرير المياه الذي لا ينتهي من حولي كنت أحسبه وقع خطواتها من وراء الغابة المجاورة .. فأظل أحدق طويلا ونبضي يزداد اضطرابا إلى أن يسدل الليل ستاره فأهبط من أعلى شجرتي وأخلد للنوم .. لكن حدسي كان يقول لي إن شيئا ما سيحدث قريبا .. قريبا جدا ..
ولم يخب حدسي .
|