16 / 12 / 2013, 16 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
بكالوريس دراسات إسلامية في الدعوة ، تكتب الخواطر الأدبية و المقالات
|
إلى أمي
يا حبيبة..
كل ما قيل عنك لا يكفيني.. كل ما بثه العاشقون عن حبهم لك لا يرويني.. كل ما
أبدعته أنامل الشعراء والأدباء فيك لم يرضيني.. كل ما تناقله الذاكرون لتضحياتك
لم يشفيني.
وجدتك أكبر من الحب..أغلى من الحياة..أعظم من التضحية..أصبر من الصبر..
أحلى من العيد.
أخجل من نفسي، بعد كل هذه السنين، وأنا أحتاجك..ألوم قلبي الذي ما زال يستمد
حياته من قلبك وحنانك..أستصغر عمري وأنا ألوذ بدفء حبك وأمانك، حتى قوتي
أستمدها من كبريائك.
جسدك الغض النحيل لم يشفع لك عندي، فلا زلتُ إلى اليوم أرمي بثقله على كاهله.
رقتك ولطفك، ما منعاني أن أحمِّلك هموم البيت ومشكلاته.
يداك المتعبتان لا زالتا تحملاني، تدفعاني..تخلِّصاني من الزمن وعثراته.
ظهرك الطري أستند عليه متناسية أني مع إخوتي خدشنا بعض فقراته..
تغيرت الدنيا أمي من حولي..تبدلت الصور وتشوهت في نظري..وخبت الرموز
وانطفأت في دربي،..إلاَّ أنت ياحبيبة.
السنين تلو السنين تمر وأنت كما أنت..مشعة منيرة مع ظلمة الليل البهيم..
قوية صابرة، والمصاعب حولك تصول وتجول..بقيت وردة مبتسمة والزمن
هذا زمن ذبول..واثقة مؤمنة بربك والمحن تتقاذفنا بين الدروب.
تصرُّ المسافات أن تأخذني بعيداً عنك، وما عرفتْ أنك بقلبي ما برحتِ.
تفصلني الغربة بقسوتها، وتقتلعني من وطني بعيداً عنك.. ألا أخبريها أمي أن
أميمة متمسكة بالجذور..ملتصقة بك، بأحبتي، ولا تهوى الرحيل.
عائدة أنا بإذن الله.. لك، لأحبتي، لوطني ، لشامي..للماضي الجميل..فأنا
لا والله لا أهوى بديلا له ولا أريد البديل.
أقبِّل يديك وقدميك أمي..سامحيني أحاول دوماً تسديد الديون فلا أستطيع،
فتغمرني أفضالك، ويستمر عطاؤك وتقولين: أولادي، يا أحبتي، لا تقلقوا
لدي المزيد.
يحميك ربي.. يبارك لنا في عمرك وقلبك وحبك.. ويقدِّرنا أن نكون لك كما
تودين وتتمنين. وأقول لك: غائبة عن العين/ حاضرة في أزقة الوجدان والحنين.
بعيدة عني بالجسد / وتسكنين القلب وتشاركيني الفرح وأتراح السنين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|