18 / 12 / 2013, 06 : 11 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
بكالوريس دراسات إسلامية في الدعوة ، تكتب الخواطر الأدبية و المقالات
|
الحبيبة سوريتي
(خاطرة كُتبت في بداية الأحداث في سورية قبل تكالب العالم علينا..
وللسخرية أنهم لمَّا تدخلوا، تدخلوا بغدرهم وأنانيتهم وشرورهم، وليتهم استمروا في نأيهم، لأن تصارع الأخوة مع بعضهم قد زاد
تدخل العالم من ضراوته، فبعدت بالتالي كل الحلول الممكنة فتفاقم الشرخ):
لبنان نأى بجانبه عنك يا حبيبة (غرباً).
والعراق نأى بجانبه عنك (شرقاً).
وتركيا نأت بجانبها (شمالاً).
ومصر وغيرها نأت عنك (جنوباً).
كل العالم نأى عنك يا حبيبة !
إلاَّ نحن أبناؤك لم ننأ عن بعضنا ! نحن نتصارع على أرضك الطاهرة ! نحن
نتعارك في أحضانك الدافئة التي أصبحت دامية !
نحن نتذابح تحت أقدامك الثابتة التي أصبحت مشلولة !
كل المفترسين حولك.. علينا يتفرجون..يضحكون..
وأنت تستغيثين وتستجيرين..ولا مغيث !
كل الانتهازيين حولك..بنا يشمتون..ينتظرون.
وأنت تحذرين وتصرخين..ولا مجيب !
كل الذين حملناهم وأسعفناهم وحضنَّاهم في كوارثهم ومحنهم وهجرتهم..باعونا
..خذلونا.. تخلوا عنا !
قاسمناهم لقمتنا وشربتنا.. مسكننا وراحتنا !
قسموا ظهرنا بمؤامراتهم ودسائسهم ومخططاتهم..فتحنا لهم أبوابنا وقلوبنا ! سماءنا
وأرضنا ففتحوا لنا أفواههم الجائعة، وصدورهم الحاقدة، وأياديهم الملطخة بالدماء !
حبيبتي سورية.. أنت وأبناؤك الضحية.
الجلاَّدون من حولك يتأهبون وسينقضُّون عليك بعد حين لينهشوا ما تبقى من جسدك
الطاهر.
استيقظي يا حبيبة..هبِّي من غفوتك..تنبهي من رقادك قبل فوات الأوان.. انهضي
قبل فوات الأوان..انهضي قبل أن يسطر التاريخ خاتمته الأليمة لقصة الغدر
والخيانة والعار..قصتك التي لم ولن تشبه أية قصة في الماضي والحاضر
والمستقبل.
عودي للحياة فأنت وأهلك تستحقين أعظم حياة.
لن تموتي بإذن الله وستبقين منارة للبشرية.
عودي..لا لتقطعي الأرجل والأيدي التي ساهمت في تقطيع جسدك الغض..
عودي..لا لتردي الصاع صاعين للجبناء الذين تركوك في وقت وجيعتك..
عودي..لا لتنتقمي من المتشدقين..من يقولون ولا يفعلون: دعاة التحضر والإنسانية
وحقوق الناس.
عودي لتعطي العالم درساً لا ينساه في السمو والعزة والكرامة.
درساً في السلام والسماحة والملائكية.
عودي لتضمي ما تبقى من أبنائك المكسورين، ونسائك الثكالى المجروحين ورجالك
المكلومين.
معاً ستزرعون ياسمين الشام ثانية..ستبنون مصانع حمص وحلب، وتحيون أراضي
حوران والجولان..ستعيدون فتح مجرى الفرات..وتطهرون شواطيء السواحل
والأنهار..ونعود سوية نتغنى بأناشيد الناعورة..
ستعود الدماء تجري في عروقك يا حبيبة، حين يعود النبض ثانية لقلبك الذي تعوَّد
دوماً أن يعطي الحياة..
وحدك القادر يا قوي يا جبار..فلا تنأ رباه عنا..فالحبيبة، الجريحة سورية في
حمايتك ولطفك ورعايتك..
سلِّمها لنا..وسلِّمنا لها رباه.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|