رد: القلم
الأستاذ ..سلمان الراجحي ..
تحية وسلام
ثمة شيئ لا نفهمه يحدث بغموض، ومن أمامنا هذه الحيرة لا يسعه القلم في الواقع إلا أن يصمت، فالموت يعلن زحفه على الورق ، لينقض في لحظة غياب ، فيتحول الرصاص إلى رجل خفي ، وكأنه كابوس عميق يحمل لحظة اكتئاب وشعور بالغثيان،يا لشقاوة أقلام الجنون والإبداع والهيام .. له مايشاء ..متى ماشاء..!
ونحن نختفي منه لنتلاشى وكأنه يداعبنا بألوان من الطيف في سموات الحنين والخيال، لا أصدق أني بعد أن انكسريوما قلمي ارتمى ثانية على أوراقي وهو يعرج و بلؤم يتلذذ بما يطيب له من ثمار نخيلي ، و لكن بتحدي واجهته ، أصرّ أن يقف أمامي ويهزم ما أمتلك من خيال ويختبأ خلف حائط النسيان ، لكني انتصرت عليه بكتاب ، زادني ذلك بشعورمن التحدي والاستقلال وثقة وجمال.. وإن كان قليل من ما كان ولكنه يكتب ولا يخاف ، أصابه الهزل والكسل فصار كتلة من لا شيء وروحي تمتلك الخيال، والآن يعود ليهتّز ويتراقص مع حركات الارتقاء والنزول وكأنه بريئ لم يتجول لحظة من أمامي ويكتم إلهامي ..
ومن جديد تنتهي الفسحة العلوية المكشوفة إلى غرفة صغيرة كثيرة النوافذ لتشرق منها قصص وحكايات مثيرة تعجبنا وتحمل أوزان وقافية تتمايل بنغمات على السطور.. فنذوب لألحانه المجنونة باستمتاع
والأعجب أنه يصيّرها أمامنا أشكالاً حقيقية لأبطال يتحركون وينفعلون ويفعلون الخيال سواءً على الأرض أو على أوراق بيضاء، لترسم أحداثاً متسلسلة بعشوائية وتلقائية تجعلنا أشّد ما نكون حرصاً لنلتّف حوله كل لحظة بشغف ونجري ونلهث بحماس ..فنستمتع أكثر.. حتى نعانقه و نرقص مع هذا القلم الشقي على ألحان الذكريات ..ونلبسه ثوب من الخيال والأشواق ..وشهد من الكلمات ...
خولة الراشد
لك نخيل رياضي ..وتحيتي وسلامي..
|