الأرض العنقاء
الأرض العنقاء
--------------
بغداد سايح
--------------
تـمـنْغَستُ الـغمامةُ فـي فـؤادي
تـصُـبُّ الـلّـوْنَ مــن قــزحِ الـبِـلادِ
لــهـا عــطـرُ الـمـعـاني يـشـتهينا
و يـسـكُبُنا عـلى شـفَةِ الـبوادي
يــكــادُ نـهـارُهـا يُـغـفـي قـصـيـداً
و قـــدْ هـطـلتْ دُجـاهـا كـالـمِدادِ
و "لـلأهـقارِ" وشـوشـةٌ تُـشظّي
بـــيـــاضَ الأبــجــديّـةِ لــلــسّـوادِ
تـــبـــوحُ الآنَ أوردَةُ الــصّــحــارى
بــرمْــلٍ كــالـدّمـاءِ لـــهُ اتِّــقـادي
و تُـسـمِعُني لـحونَ الـجودِ شـاياً
تُـمـوْسِـقُـهُ بـحـمْـحـمةِ الــجِـيـادِ
تــخُــطُّ جِـبـالُـهـا مــجْـدا طــويـلاً
لـعـلَّ خُـطـىً تُـشـاكِلُها الأيــادي
و تـرسُمُ فـي الكثيبِ شُعاعَ فخْرٍ
يــــراهُ الــنـخـلُ زقــزقـةَ الـجِـهـادِ
تُـصـفّـقُ حــولـهُ طُـــرُقُ الـحـكايا
و أرصــفـةُ الـمـكـارمِ و الــسَّـدادِ
و فــيـهِ الأمـنـيـاتُ تـسـيرُ حُـلْـماً
يُــبــرعـمُ طــارقــاً لــبـنـي زيــــادِ
فــلـوْ صـمـتتْ فـيـافيها لـصـاحَتْ
بــطـولاتُ الأشـــاوسِ و الـشِّـدادِ
يــظـلُّ سُـكـوتُـها يُـرخـي كـلامـاً
لـيُـبـحـرَ عـشـقُـهـا كـالـسّـنـدِبادِ
مـلامِـحُـها صــعـودٌ نـحـو نـبـضي
و تــرتـيـلُ الـمـشـاعـرِ لـلـسُّـهـادِ
و إنـــزالُ الـحـيـاةِ عــلـى الـمـنايا
و تـضـمـيخُ الـــرؤى بــدمِ الـرُّقـادِ
و تـمْـتَـمَةُ الـلِّـثـامِ يُـبـيـحُ وجــهـاً
و تـرجَـمَةُ الـغموضِ إلـى اعْـتِقادِ
مــلامــحُ لــيـلـةٍ تُــصـغـي لــنـارٍ
لها في العشقِ هسهسَةُ الجرادِ
مــلامـحُ شــاعـرٍ ذبــحـوا هـــواهُ
يــنـوءُ بـبـسْـمتينِ عـــنِ الـحِـدادِ
تُــجــوِّعُـكَ ارْتِـعـاشـتُـهـا كــثــيـراً
و يُــطْـعِـمُـكَ الــغــرامُ بــغـيـرِ زادِ
و تـعـصـركَ الـعـيـونُ لـهـا دمـوعـاً
و يـبـكـي كـبـريـاؤُكَ و هْــوَ شــادِ
هـــيَ الـعـنـقاءُ أغـنـيـةً و لـحْـنـاً
تُـحـرِّقُـني و تـنـبـعُ مِـــنْ رمــادي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|