أنين الورد
أنا وحدي ... و هذا الليل بركان ، يا مسافرة في خيالٍ ، أرهقه النسيان ، إن رحت أخبرك
أن ذكرياتي ، أيامي ، و شكل أحلامي ، تموت و تولد فيك
أيا عابرة في ظل صمتي ، جنازة للكلام ، لِمَ تنكسر العبارات الأخيرة ، لتجد لهفتي ، ترسل تحية كل مساء
لغروبٍ هارب في بسمات ثغرك ، و هذا الساكن في رحم الروح ، أأجهضه ... ؟ أأبقيه ... ؟
المكان تائه ، و أنا ... وجع ممتد ، رماد القلب ، أضرحة للحلم ، لا تموتي في عيوني ، فلم أعد أتسع
لمزيد من القبور ، و الندى بات جرحاً يعذّب الزهرة ، تموت الذاكرة عند استحضار ملامحك
ابتسمت حين رجوت بزوغ الوجه في لوحة الإشتياق ، ظلت تشتعل ... تنزف حباً ، تسيل عشقاً
طيف امرأة تحرث حلمي ، ترسم لون الفرح كأنه فرح ، عجباً ... من يكمل حياكة ليلي ، إن غاب القمر
ترنّح الحلم ، ألَم يهطل كلما علقت امرأة في الذاكرة ... الحب يئن وحده ، يصارع الوقت و ينتظر منا
الشعر و المطر ، سحابة تعد بالدفء ، لكنها لا تجيء ، ما أجمل قصيدتي حين تحاورك
و في الشطر الأخير ، لا أجدك
آهٍ أيها البعيد ... فأنا لا أطلب امرأة أسكنها أحلامي ، أودعها على باب مطار ، فلا يرجع أي مسافر
المدى احتراق ، اجتث خصلات حلمي ... قالت أحبك بعدد الأوراق الباقيات في ذاكرة الأغصان
أحبك تاريخاً للمكان ، دعني أقطف بعض الشوك المزروع في مقلتيك، و أعود إليك لأجدني فيك
و لم يعد اللقاء مجرد فكرة ، و الروح لم تقبل انسكاب منذ فترة ... سآتيك ورداً غسل وجهه بالشمس
لننسج ثوب الصباح ، بنبض الأماني و معنى الحكايا و لقاء الأمس ، سآتيك وعداً ، ندياً ، عذباً
سآتيك في المدى ، روحاً و ندى ... في كلماتي و عبر السؤال
يا أيها الراحل المقيم ، سألقاك قريب المنال
ماهر عمر
|