[frame="13 95"][align=justify]
الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز
أدوات لوحات فنية في معرض للتراث
بيرزيت (الضفة الغربية) (رويترز) - اختار شاب فلسطيني ان يحول ادوات القتل التي يستخدمها ’’الجيش الاسرائيلي’’ من رصاص حي ومطاطي وقنابل غاز الى لوحات فنية استخدم فيها هذه الادوات.
وقال الفنان التشكيلي ابراهيم برناط (25 عاما) لرويترز عبر الهاتف من على فراشه في مستشفى رام الله "احول الرصاصات الى وردة لان حياتنا طالعة من الموت والى حمامة سلام وخارطة لفلسطين." ويرقد برناط في المستشفى بعد اصابته في يونيو حزيران برصاصة في ساقه اثناء مشاركته في مسيرة ضد الجدار العازل في قرية بلعين الواقعة على بعد 20 كيلومترا شمال غرب رام الله مما حال دون مشاركته في معرضه الذي افتتح يوم الاحد ضمن اسبوع التراث الثاني في بيرزيت.
وأضاف "هذه اللوحات استخدم فيها كل ما يستخدمه الاحتلال ضدنا كي تبقى شهادة للاجيال القادمة لتعرف ما دفعناه لتحقيق السلام والحرية."
وتضمن المعرض الذي يستمر اسبوعا لوحة لحمامة سلام واخرى للازهار وشمعة وخارطة فلسطين واباريق مياه اضافة الى عدد من اعمال الاسرى الفلسطينيين في السجون "الاسرائيلية" ولوحات فنية للفنانة التشكيلية حنان حرزالله.
وقال برناط ان الفكرة برزت عنده عام 2002 عندما عرضت في نيويورك منظمة "اسرائيلية" حافلة كانت تعرضت لتفجير مضيفا "قلت لماذا لا نستخدم الادوات التي يستخدمها "الاسرائيليون" في قتلنا ونعمل منها رسالة الى العالم. لا احد يستطيع القول ان هذا الرصاص وهذه القنابل ليست من" الاسرائيليين."
ويطمح برناط الذي نظم اول معرض له العام الجاري ان يتمكن من عرض لوحاته في "اسرائيل" اضافة الى دول اجنبية "لنوصل ألمنا ومعاناتنا الى العالم عبر الفن."
ويطلق برناط على اعماله "المعرض الفلسطيني الاول لتوثيق جرائم الاحتلال". وقال "لدي مئات اللوحات اضافة الى ان لدي كميات كبيرة من المواد التي يمكن ان اعمل منها مئات اللوحات الاخرى."
وقالت الفنانة حنان "هذا المعرض الذي ياتي ضمن فعاليات اسبوع التراث يهدف الى التذكير بقضية الاسرى في "السجون الاسرائيلية" والتاكيد على انه رغم معاناتهم الا ان هناك ابداعات لهم وذلك من خلال المجسمات التي يصنعونها او لوحاتهم الفنية."
واشتمل اسبوع التراث الذي افتتح مساء الأحد وسط منازل البلدة القديمة في بيرزيت الواقعة على بعد 12 كليومترا شمال رام الله على اقامة عرس فلسطيني بحسب العادات والتقاليد الفلسطينية شارك فيه شاب وفتاة من البلدة كانا تزوجا قبل ايام. واعيدت خلال العرس الذي أقيم الأحد مراسم الزواج بدءا من خطبة العروس الى الحناء الى حفل الزواج.
وقالت خلود دعيبس وزيرة السياحة والاثار في حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لرويترز خلال مشاركتها في افتتاح اسبوع التراث "خطة احياء المواقع القديمة وترميمها تاتي ضمن الخطة الثلاثية التي اعدتها الحكومة الفلسطينية وقدمتها لاجتماع الدول المانحة في باريس (عقد في ديسمبر كانون الاول الماضي) وطالبنا الدول المانحة بتخصيص اموال لاعمال الترميم."
واضافت "هناك عدة اهداف من عمليات الترميم التي نحاول القيام بها مع المجتمع المحلي وعدد من المؤسسات منها تشجيع السياحة الداخلية والحفاظ على هذا الموروث الثقافي والحضاري واستغلال المباني التي يتم ترميمها لنشاطات مختلفة."
واوضحت دعيبس ان الاستقرار الامني الذي تشهده الضفة الغربية الى حد ما ساهم في تنشيط حركة السياحة مضيفة "استقبلنا في العام الماضي نصف مليون سائح ونتوقع ان يصل الرقم هذا العام الى مليون كما نتوقع ان ترتفع نسبة اشغال الغرف الفندقية من اقل من عشرة في المئة الى ستين وسبعين في المئة عام 2008 ."
واشار نظمي الجعبة مدير عام مركز المعمار الشعبي (رواق) الى ان المركز انتهى من وضع المخططات لاعادة تأهيل مباني البلدة القديمة التي يصل عددها الى مئة وثلاثين.
وقال الجعبة لرويترز "بعد الانتهاء من اسبوع التراث سنبدأ العمل مباشرة في المرحلة الاولى من اعمال الترميم للبلدة القديمة في بيرزيت التي يعود تاريخها الى ما بين الفترتين المملوكية في القرن الرابع عشر والعثمانية في القرن الثامن عشر والمتوقع ان تستمر لخمس سنوات بكلفة اجمالية تصل الى خمسة ملايين دولار."
واضاف "مخطط اعادة تاهيل البلدة القديمة في بيرزيت ضمن مشروع اشمل يهدف الى اعادة الحياة لخط سياحي كان قد سلكه السيد المسيح ويشمل قرى رأس العين وعابود وبيرزيت وجفنا وبتيين والطيبة وصولا الى القدس."
ويسعى القائمون على اعادة ترميم البلدة القديمة الى تنويع استخداماتها بين مراكز للخدمة المجتمعية وبيوت للطلبة اضافة الى انشاء متحف في البلدة القديمة الذي بدأت مجموعة من الفنانين الدنمركين والفلسطينيين تأسيسه في مبنى أعيد تأهيله يعود الى عام 1881 اطلق عليه متحف (الشعب).
وقالت الفنانة الدنمركية كرسيت دوفو احدى القائمين على المشروع لرويترز "ما نحاول القيام به فتح المجال امام الناس للمشاركة في هذا المتحف من خلال فلسفة انهم من يقررون ماذا يوضع في هذا المتحف لعرض تاريخهم وقصص حياتهم."
واضافت "نعمل على تسجيل مجموعة من المقابلات مع السكان ضمن مشروع فيديو ارت سيكون جزءا من هذا المتحف لنقدم صورة اخرى عن هذا الشعب الذي له حياة اخرى لا يتطرق اليها الاعلام وسنقوم بعمل ترجمة لهذه القصص لعرضها في الدنمرك."
وقالت حنين المصري من الاكاديمية الفلسطينية للفن المعاصر المشاركة في انشاء المتحف الذي يتضمن نموذجا مصغرا لما كانت عليه بلدة بيرزيت القديمة "الاعمال والادوات الموجودة هنا قدمها السكان للمتحف."
وتابعت "نامل ان يكون هذا المتحف نموذجا يقام مثله في كل القرى والمدن الفلسطينية."
وفتح اسبوع التراث المجال امام الجمهور لمشاهدة الكثير من اعمال التطريز الفلسطينية والاشغال اليدوية والمأكولات الشعبية اضافة الى مشاهدة حية لصناعة الزجاج الذي تشتهر به مدينة الخليل بواسطة فرن صغير اقيم وسط البلدة القديمة هذا بالاضافة الى متابعة مجموعة من العروض الفنية لعدد من الفرق الفنية المحلية والاجنبية المشاركة في هذا الاسبوع الذي تنظمه مجموعة من المؤسسات المحلية.
من علي صوافطة
[/align][/frame]