السلام عليكم...
أردتُ أن أعرض موجزا حول خصائص قصيدة النثر ـ من أهم المراجع ـ نظرا لقربها من الخاطرة...
خصائص قصيدة النثر أو (النّثيرة):
1 ــ لا وزن فيها ولا قافية.
2 ــ لا ديكورات فيها ولا توظف أيا من المحسنات البديعية ولا يخضع نمط التفكير فيها لقوانين الفكر المعروفة وإحكام المنطق السائد. الشاعر يرسم أجواء قصيدته وفق منظوماته الفكرية الخاصة وحسب متطلبات منطقه الخاص الذي يبدو للقارئ وكأنه لا منطق أو أنه ضد المنطق لكل شاعر عالمه الخاص الذي لا يضاهيه أحد فيه.
3 ــ أواخر الجمل والسطور والمقاطع جميعا ساكنة من غير استثناء.
4ــ الكثير من مفردات القصيدة الداخلية قابلة للقراءة من غير حركات. سكون شبه كامل وقصيدة بلا حركات. وبهذا فإنها من بعض الوجوه شبيهة بقصائد الشعر العامي، شعر اللغة المحكية والدارجة الذي يسمى في المملكة العربية السعودية الشعر النبطي . القصيدة تبدو كعالم هامد مسطح يفتقر إلي جهاز تنفسي، لأن في التنفس يتحرك الصدر إلي الجهات الأربع. حركات الإعراب في لغتنا هي حقا ومجازا عمليات تنفس تتحرك الكلمات معها وفيها فتمنحها نسمة روح الحياة ودفء دماء الجسد الحي الجارية.
5 ــ القصيدة غامضة المرامي ومعتمة بشكل مطلق، لذا فإنها عصية على الفهم والتفسير، حتى على شاعرها نفسه...
6 ــ اسفنجية البناء والتركيب والقوام، لذا فإنها قابلة للضغط والاختزال والشطب وتبديل مواضع الكلمات والجمل. إنها ملساء هشة، كالأفعي، أخطر وأضعف ما فيها رأسها. ويستوي في ذلك السام وغير السام من الأفاعي كما يعرف الجميع.
نموذج :
مرثية الحلاج (أدونيس)
ريشتك المسمومة الخضراء
ريشتك المنفوخة الأوداج باللهيب
بالكوكب الطالع من بغداد
تاريخنا وبعثنا القريب
في أرضنا- في موتنا المعاد.
*******************
الزمن استلقى على يديك
و النار في عينيك
مجتاحة تمتد للسماء
***
يا كوكباً يطلع من بغداد
محملاً بالشعر و الميلاد،
يا ريشة مسمومة خضراء.
***
لم يبق للآتين من بعيد
مع الصدى و الموت و الجليد
في هذه الأرض النشورية
لم يبق إلا أنت و الحضور
يا لغة الرعد الجليلية
في هذه الأرض القشورية
يا شاعر الأسرار و الجذور..