عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 03 / 2014, 38 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رأي في النقد الذاتي..


الدول والمجتمعات التي تمرّست على المراجعة النقدية لمساراتها هي التي حققت التحولات التاريخية
[frame="13 98"]الحقيقة تكمن في حركة التصحيح كما قال الفيلسوف "باشلار"... ولا يمكن بدون نزعة نقدية تملك البصيرة التي تتيح التمكن من تمثل الواقع ومن تملك آليات التعاطي مع مختلف المتغيرات . في مرجعيتنا ألّف علماء كتبا ورسائلا في أداب النفوس وخصصوا فصولا للمحاسبة التي تحمي الذات من التفسخ وتحصن القلوب من عللها... وكتبوا عن عمل اليوم والليلة الذي يجعل الفرد يراجع كل ليلة حصاد يومه وهو ما يتصل بقول الفاروق رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ". كما أن محورية النقد الذاتي مرتبطة بانفتاح الأفق المقترن بالتجدد المتواصل، تجددا مجسدا للأنسنة باعتبار الإنساني صيرورة ـ بتعبير علي شريعتي ـ وهذه الصيرورة بحركتها التصحيحية المستمرة تحفظ للذات توازنها وتخلص الهوية من العمى، العمى الذي يحيلها قاتلة ـ بتعبير أمين معلوف ـ والعمى يتكرس بالجهل المقدس ـ كما عنوّن أوليفييه روا كتابا له ـ . ودلت التجارب أن الدول والمجتمعات التي تمرست على المراجعة النقدية لمساراتها هي التي امتلكت المفاتيح وحققت التحولات التاريخية . كما أن من خاصيات المثقف والباحث عن الحقيقة الاحتياط باستمرار من الارتهان للجاهز والتسليم بالمكرّس لأن في ذلك ما يعادل العدم . و للأسف نتيجة رواسب تلقينية افتقدنا خاصية النقد الذاتي وجرأة مواجهة الذات، و صار كل واحد منا يلحق الغلط والشر بغيره، أما هو فله التبريرات لكل ما فعله و قاله ... رواسب تحجز عن ممارسة النقد الذاتي، رواسب النسق الذي يعتبر الاعتراف بالخطأ ضعفا ويحتاط من كلام الغير وأحكامهم بدل الاعتبار بالحقيقة ... النسق الذي يكفر بالحقيقة الإنسانية التي هي دوما نسبية لا تكتمل ففي الاكتمال الموت، وفي الخطأ مؤشر الحياة ولهذا ورد في الحديث النبوي الشريف: "كل ابن أدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، وفي المثل اللاتيني: "الخطأ من الإنسان لكن الإصرار عليه من الشيطان". و نتيجة لذلك احتوتنا الدوامة وصرنا نتدحرج من منزلق إلى آخر وننتقل من متاهة لأخرى. إن الفضيلة هي لمن أخطأ وامتلك الجرأة على الإعتراف ومعها إرادة التصحيح، فالحسنات تزيل السيئات كما في الحديث ..و في الاعتراف تعاف نفسي وتخلص من ثقل قد يفجع ويدمّر . والنقد الذاتي مستويات، مستوى السلوك العادي اليومي لأي فرد، ومستوى السلوك الخاص بأدوار وظيفية ... وحتى يتحقق المنشود تحتاج ممارسة النقد إلى تأسيس على حس ينمّى تربويا منذ الصغر في الأسرة والمدرسة وينمّى علميا وفكريا بنزعة نقدية تحرّر من الخضوع للوثن بدل التعلق بالحقيقة والحق، ويتأسس على استيعاب للواقع ، ويستثمر ما يتحرى أنه الحق لإدراك الحق المنشود، فالواجب كما تقول قاعدة علم الأصول: "لا يتم إلا بما هو واجب". إن الاعتراف منطلق لإعادة صياغة الحياة، و نحن بحاجة لتجديد حياتنا باستمرار حتى لا نذبل ونتعفن .[/frame]
محمد بن زيان/ باحث و ناقد جزائري

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس