يبقى كل ذلك كلاًما، وسيكون له أثر، لكنه سيكون أثراً بعيداً وليس قريباً .. فقد اعتدنا التصفيق وألفناه فصار لنا عادة وسلوكاً. فإذا أردنا إسداء النصح خفنا من (زعل) المنصوح، وإذا أردنا التغيير خفنا من وصمنا بالتمرد والخروج عن الإلف، وبكل بساطة يقال لنا: لماذا تحمل السلم بالعرض، نصف الألف خمسمائة ! ومع الأيام، صارت الخمسمائة مائة، ثم المائة صارت واحداً، والواحد صفراً فصرنا نطلب (شكلاً) متخيلا لا وجود له !
قولوا لي: من يجرؤ أن يقول رأيه في سلوك والديه وأبنائه وجيرانه ببساطة دون تشنج ؟ ومن يتقبل (النقد) وليس الشتيمة من الآخرين؟
نخاف من أنفسنا، ومن همس الهاجس، ومن نأمة الكلام.. وهنيئاً، هنيئاًً من القلب لمعاشر النوَّام.