بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ( 23 ) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) سورة الإسراء - 23 - 24
[align=justify]
الأم السورية والأم الفلسطينية
توقيع ممهور بالدم والعطاء والتضحيات والخسائر الفادحة..
كل أم معطاء خسرت أولادها وسط الجحيم الهائل والنزف المضني .. نقول لها: كل عام وأنت رمز الأمومة والبذل والعطاء.. كل عام وأنت تاج على رؤوسنا..
نتضع أمامها ونرجوها أن تقبلنا أبناء لها.. نهديها ألف وردة ونشاركها آلامها وأحزانها..
أم كل أسير ومفقود ومعتقل في أي مكان.. نقول لها: كان الله في عونك وأبدل صبرك خيراً
كل روح أم رحلت وهي تنتظر فلذة كبدها.. وبقي الباب موصداً ولم يعد حتى نزفت روحها وغادرت جسدها دون عودة الحبيب أو خبر عنه..
تحمل صورته بين ذراعيها اللتان حضنته طويلاً واحتوته رضيعاً وطفلاً وسهرت عليه حتى بلغ أشدّه نازفة عمرها وشبابها حباً وعشقاً وإيثاراً..
كل عام وأنت عطر الأمومة ورمزها وتضحياتها..
كل أم معذبة في سورية من مخيم اليرموك إلى كل أنحاء سوريتنا الحبيبة.. شهدت وتشهد فلذات أكبادها يزوون ويموتون جوعاً أمام ناظريها ولا تملك لهم شيئاً..
أم كل مبدع عربي في أحد العلوم الممنوعة علينا جرت تصفيته من الغرب عامة والصهيونية العالمية خاصة وآخرها اللبناني هادي البزري.
كل عام وأنت بألف خير أيها الأم العظيمة المكلومة في شرقنا العربي من مصر إلى اليمن وفي كل مكان بين المحيط والخليج.. لن نستطيع أن نعوضك فداحة ما خسرت لكننا ندعو الله سبحانه أن يعوضك بجنة عرضها السموات والأرض..
بقسم الله سبحانه وتعالى:
(( وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنك لهوانك علي ولكن لما أعددت لك من الكرامة والعز المقيم ))
(( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ))
أعتذر وأعايد أيضاً أم وأب كل ولد عاق أساء لوالديه في شيخوختهما وضاق بهما وأهملها ورماهما كما ترمى النفايات في ما يسمى بمأوى العجزة ..
أعتذر وأعايد كل أم وأب لولد عاق هاجر ونسي والديه ولم يصلهما ويصل رحمهما..
أعتذر وأعايد كل أم وأب لولد عاق يسيئ لوالديه لفظياً وسلوكياً ولا يحترمهما ويبذل لهما النفس.
أعايد روحين عزيزتين رحلتا - روح جدتي وروح عمتي - وقد ذاقتا فجيعة فقد الولد ، لتعيش جدتي السيدة نجلاء سقيرق بعد أبي نور الدين الخطيب سنوات طويلة نازفة وجرحها ملتهب لا يهدأ ولا يستكين ترثيه وتبكيه كل صباح ومساء حتى لحقت به ودفنت معه في قبر واحد..
وروح عمتي السيدة حورية الخطيب التي حاولت الصبر على فجيعتها ورحيل ولدها طلعت سقيرق - تقرأ له القرآن وتدعو - محاولة التجلد فلم تفلح حتى انفجر دماغها ولحقت به سريعاً وسكنت في قبر مجاور بينه وبين شقيقيها صلاح ويحيى.
روح أخرى عزيزة حبيبة وأم ثانية .. روح مربيتنا الغالية "ظريفة" التي ذكراها وروحها لا تفارقنا والدعاء لها ، وقد سهرت علينا ورعتنا وأمي قبلنا وكان لابني من تعبها نصيباً.. جزاك الله عنا خيراً يا غالية أنت ولتكن روحك في سلام.. لن نتوقف عن محبتك والدعاء لك.
وأخيراً وليس آخراً كل عام وأنت بألف خير يا أمي الحبيبة الغالية الحبيبة .. يا أعظم الأمهات .. يا من ضحيت وأعطيت بلا حساب منذ ترملت وأنت في الثامنة والعشرين من عمرك فكنت الأم والأب معاً وكنت الصديقة وكنت الأم الأكثر عطاء لابني أيضاً..
أمي الحبيبة السيدة بهية الرافعي يا أغلى وأحلى الوجوه بعينيّ كل عام وأنت بألف خير حفظك الله لنا وشفاك ورعاك .. لا أستطيع أن أفيك ولو نقطة من بحر عطاءك .. لكني أستطيع ألا أتوقف عن حبك والدعاء لك ما حييت..
أغلى الناس وأول حب وأصدق حب .. أعشقك أمي .. أعشقك أمي..
كل عام وأمنا الوطن العربي من محيطه إلى خليجه بخير ، حماه الله ورعاه من كيد الكائدين
كل عام وأنتما فلسطين المغتصبة الذبيحة وسورية النازفة الجريحة ولبناني الحبيب الغالي النازف مع كل نزف عربي بألف خير
كل عام وكل الأمهات والآباء بألف خير.
هدى الخطيب
[/align]