|  24 / 04 / 2014, 54 : 07 PM | رقم المشاركة : [13] | 
	| مهندس يهتم بالآداب الإسلامية 
 | 
				
				رد: مفاتح الفرج
			 
 [frame="3 10"] يصنِّف العارفون حال أهل الإيمان عند الدعاء إلى  فريقين ، فريق ينشط للعبادة عند المقتضيات من مكان أو زمان ، فتراه يشهد في  مكان خاص مشهداً يشوِّقه إلى الدعاء والابتهال والتقرب بنوافل البِّر  {كالكعبة والمسجد النبوي الشريف ، وبيت المقدس ، ومقابر  الصالحين من الأنبياء والصديقين ، والأولياء المقرَّبين} ويشهد في  مكان آخر مشهداً ينسيه التقرَّب ، ويسلِّيه عن التودد ؛ وذلك مثل الأسواق ، ومجالس اللهو ، ومجامع الغفلة ويكون ذلك التقيد بالأزمنة أيضاً ، فترى النشاط والهمة يقويان على عمل  البر والقربات في شهر رمضان ، والليالي المرجوِّ فيها الخير ،  فإذا انصرفت تلك الأوقات ، وانقضت تلك اللحظات ، فترت الهمَّة ، وكلَّت  تلك العزيمة ، وذلك لأن العمل مقيد بدائرة الفكر ، وهو مقهور  بحيطته التي تحيط بها من زمان ومكان
 أما الفريق الثانى فهم أهل  الإطلاق ، أو أهل المشاهدات ، الذين ترقُّوا عن التكلِّف والاستحضار ،  فإنهم وقعت بهم عين اليقين بكمال التسليم ؛ على نور الحق  المجلوِّ في الخلق ، وسرِّ القيومية التي قامت بها العوالم ؛ فوقع  بهم العلم على حقيقة الأسماء ؛ فاطمأنت بها القلوب ، فتمكنت الخشية من  أفئدتهم ، والخوف من قلوبهم ، فهم مع الله لا يغيب عنهم في كل زمان وفي كل  مكان ، لا يخصصون مكاناً بعمل دون مكان ، ولا زماناً بعمل دون زمان ، إلا  ما خصصه به ربهم ، وأوجبه فيه خالقهم
 ولذلك ترى عزائمهم في جدٍّ ،  وهَّمتهم في نشاط ، لأن الأمكنة والأزمنة غير مقصودة لهم ، ولا معظَّمة في  قلوبهم ، وإنما المقصود ربُّهم والمعظَّم أمره وحكمه  ، فإذا خرجوا من الزمان المخصوص بحكم ما ، والمكان المخصوص بأمر ما  ؛ كانوا مع الله بلا كون ، لأنه كان ولا كون
 وهؤلاء هم أهل  الميراث المحمَّدي الذين لا تحجبهم الآيات ، ولا تبعدهم الكائنات  ، فنَّزهوا ربَّهم سبحانه وتعالى عن أن يعظِّموا غيره أو  ينشطوا له في وقت دون وقت ، أو مكان دون مكان إلا بما أمر وحكم ،  فلا يكون التعظِّيم للمكان ؛ إنما يكون للحاكم الآمر سبحانه وتعالى
 وإن كان الواجب على أهل هذا المقام ؛ أن يسيروا مع أهل مقام التقييد بما  يناسبهم ، تنشيطاً لهم ، وإعلاءاً لعزائمهم ؛ حتى لا يفوتهم الفضل في كل  زمان ومكان ، فربَّ نشاط بمكان خاص أيقظ القلب فقرب ، وربَّ  ذكر مع سهو عن المذكور ، ونسيان لمكانته ، اشتدَّ فأنسى الذاكر عن شئون  نفسه ، وقذف به إلى مرابض أنسه ، وإنما المذموم غفلة القلب واللسان  ، واحتجاب الجسد والجنان
 
 [/frame] | 
    |  | 
	|   |   |