[د. رجاء بنحيدا]

شفشاون تختلف عن باقي المدن المغربية بخفقانها وحرارتها ، وجمالها المشع تحت ضياء الشمس ونور القمر ، تختلف أيضاً بطيب سكانها وكرمهم ، إذ يعيشون حياة عائلية وثيقة العرى ، ويلتزمون بتقاليدهم وعاداتهم ، ويشعر معظمهم بأواصر الانتماء التي تشدهم إلى أرضهم .

شدني إليها غسقها الذي ينسدل على أزقتها ودروبها الضيقة بسكون وجمال وإبداع خلفه الزمن على مدار السنين .
حين كنت أتجول في أزقتها المرصوفة بالحجارة بمهارة وحرفية ،كنت أحس أن أصوات خطواتي تتردد بين أصداء الماضي وأطياف التاريخ : لوحات مرسومة بلون أزرق سماوي ملصقة على الجدران ، وأخرى رسمت باعتباطية وعفوية تجسدها أزهار ونبات مرصوصة أمام البيوت وعلى الجدران .
رتل من الأمهات خرجن بملابسهن البيضاء اللامعة وبخطوات متثاقلة رغبة في الاستمتاع بأنغام موسيقية ترسلها إليهن آلات النفخ النحاسية والطبول الجلدية التي تفجرها إيقاعات الطقطوقة الجبلية فتتناغم أصواتهن مع الرقصات والطبيعة الشفشاونية.

ومما لا شك فيه ، أنني عشقت هذه المدينة بسحرها الذي ينخر الألباب ومناظرها الفاتنة الحالمة ،
فلا أظن مكانا شبيها بجمال وروعة وبهاء مدينة شفشاون.
فلا تترددوا في زيارتها ، لأنها تتنفس عبير العابر السائح على أرضها، فتغدق عليه بكرمها وحبها وجمالها وأريج عطرها .