04 / 05 / 2014, 59 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [3]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: سيكولوجية الخداع اليهودي
[align=justify]نتابع: سيكولوجية الخداع اليهودي
دراسة استطلاعية “اسرائيلية”
أجرى هذه الدراسة باحثون يعملون لمصلحة صحيفة "يديعوت احرونوت" “الاسرائيلية”. الذين اعتمدوا عينات (عرب 48 واسرائيليين يهودا) من جامعتي "تل ابيب"و بيرزيت". وبلغ عدد المشاركين في الاستطلاع 6800 طالب ونشرت الجريدة نتائج الاستطلاع على الأسئلة الآتية:
1ـ هل تكره مستوطني الضفة الغربية اليهود؟ 5% أجابوا "نعم".
2ـ هل تكره العرب؟ 47 % أجابوا "نعم".
3ـ هل تكره نتنياهو؟ 47 أجابوا "نعم".
4ـ هل تكره باراك؟ 27% أجابوا "نعم".
5ـ هل تكره بيريز ؟ 24% أجابوا "نعم".
6ـ هل تكره حركة السلام؟ 35% أجابوا "نعم".
7ـ هل تكره حزب العمل؟ 24% أجابوا "نعم".
8ـ هل تكره حزب الليكود؟ 35% أجابوا "نعم".
وخلصت الدراسة إلى أن الشباب “الاسرائيلي” يكره المستوطنين اليهود في الضفة الغربية (باعتبار أن عرب 48 يحملون الجنسية “الاسرائيلية”) ولكن ماذا عن مصداقية هذه الدراسة، وشبيهاتها، طالما أن الحكومة “الاسرائيلية” توظف أموال المساعدات الأميركية لبناء المستوطنات التي تابعها باراك متفوقا على سابقه نتنياهو؟
ولعلنا ندخل في عبثية لا طائل تحتها إن استمرينا في طرح مثل هذه الأسئلة! فاختيار العينة ينطوي على مخالفات صريحة للمنطق. وهي مخالفات تبلغ حدود الاستهتار بالمنطق وبالعلم وبكافة القراء ومستقبلي المعلومات. فهل يعقل ان نسأل عربيا عما إذا كان يكره العرب؟ وهل يعقل أن يحب عربي المستوطنين اليهود في الضفة الغربية؟ وبذلك يمكننا الاستنتاج من نتائج هذا الاستطلاع ان 50% من العينة كانت عربية والنصف الاخر يهوديا فماذا عن التفصيلات؟
ـ الطلاب الاشكينازيون
يشير الاستطلاع إلى نتائجهم الآتية:
56% منهم يكرهون المستوطنين.
50% منهم يكرهون المتدينين اليهود المتزمتين.
38% منهم يكرهون العرب.
ـ الطلاب السفارديون (اليهود الشرقيون)
ويشير الاستطلاع إلى نتائجهم الآتية:
36% منهم يكرهون العرب ثم يأتي كرهم لبقية الموضوعات بعد كرهم للعرب.
ـ الطلاب العرب
وأشارت نتائجهم إلى:
85% منهم يكرهون اليهود المتشددين.
73% منهم يكرهون المستوطنين.
مراجعة إحصائية
أن التنافر الواضح في أجوبة طوائف العينة يشير إلى فقدانها للشروط الضابطة للعينات، ما يلغي أي احتمال لاستخراج نتائج موضوعية من هذه الدراسة. وهي بالتالي تتحول إلى العبثية وتطرح الأسئلة عن المنطق لها؟ بحيث لا يبقى سوى المنطق الاستخباراتي الذي يسخر مثل هذه الدراسات للحصول على معلومات إضافية او لتأكيد معلومات أخرى.
ولقد عقبت الدكتورة دالاي مور، المشرفة على هذا البحث، بالقول بان النتائج تشير إلي وجود هوة اجتماعية بين يهود “اسرائيل” وبينهم وبين المستوطنين الذين ينظر “الاسرائيلي” إليهم على انهم يبتزون الدولة ويعرقلون سياساتها. والمقارنة الإحصائية بين أجوبة الاشكيناز والسفارديم إنما تشير الى تحويل المنافسة بينهم إلى نوع من الشيزوفرانيا الثقافية المؤدية الى تفكك الهوية وضياع مفهوم الانتماء.
فالسفارديون الذين يشكلون ما يقرب من نصف سكان “اسرائيل”، والميالون بغالبيتهم إلى التشدد الديني، مكروهون من قبل 50% من الاشكيناز و 85% من العرب. والعكس بالعكس تتبادل الطوائف حاملة الجنسية “الاسرائيلية” الكراهية. بما يشكل حرب طوائف غير معلنة وأطرافها:
1ـ الاشكيناز (اليهود الغربيون ـ معظمهم علمانيون).
2ـ السفارديم (اليهود الشرقيون ـ معظمهم متشددون).
3ـ اليهود الروس (مليون شخص 65% منهم غير يهود).
4ـ العرب (اقلية تعيش كل أنواع التمييز).
5ـ المستوطنون (اقلية ذات ميول إرهابية ـ معادية للمجتمع).
التوظيف الاستخباراتي للدراسة
لا شك في أن الموساد يجني فائدة مهمة من اطلاعه على أسلوب تفكير حوالي الثلاثة آلاف شاب عربي من طلاب جامعة "بيرزيت". وخصوصا لجهة استعدادهم لمعاودة رشق بدلاء "جوسبان" بالحجارة.
كما لا يخفى أن هذه الدراسة تحاول إيجاد نقاط مشتركة بين العرب والاسرائيليين عن طريق طرحها موضوع المستوطنين. وذلك بغض النظر عن دوافع الكراهية فهم. فصحيح أن العرب يكرهون المستوطنين لاحتلالهم أراضى يمكن أعادتها عربية وان اليهود يكرهونهم لاسباب مخالفة كونهم يبتزون الدولة ويعوقون سياساتها. إلا أن الطرفان يلتقيان على كره المستوطنين. بما يجعل من الممكن طرح هذه الأسئلة ذاتها على طلاب جامعات عربية في الدول التي تقيم علاقات مع “اسرائيل”، بل يمكن طرحها عن طريق مراكز الدراسات العربية الممولة أجنبيا والمتعاونة في هذا الاتجاه. وفي هذه الحالة علينا أن نستعد لمواجهة هذا الاحتمال التطبيعي. ولربما كان من الواجب الالتفاف عليه قبل وقوعه عن طريق وضع استمارة أسئلة واضحة ومباشرة تتضمن أسئلة من نوع: ـ هل تكره اليهود؟ وهو سؤال مقابل لسؤال: هل تكره العرب؟، هل تعترف شخصيا بدولة “اسرائيل”؟ هل تعتقد بجدية “اسرائيل” في شعاراها المعلنة…"الخ.
ومهما يكن فان هذه الدراسة نموذج من أهم نماذج تسخير العلوم الإنسانية لخدمة فئة في استغلالها لفئات أخرى. وهذا النموذج يسخر علم الإحصاء والعلوم الإنسانية ونتائج الاستطلاعات والمعلومات والإعلام من اجل خلق إيحاءات قابلة للاستغلال السياسي وصالحة للتوظيف في خدمة التطبيع على الطريقة “الاسرائيلية” وقاعدتها الذهبية: "يمكننا أن نحقق لكم فوائد كثيرة ولكنكم تبقون غير مساوين لنا". وهذا ما يبرر صرخة إدوارد سعيد في كتابه "أما المساواة أما لا".
3ـ التطبيع بالبانجو
في كتابه "جواسيس جدعون… التاريخ السري للموساد" يقول ضابط الموساد السابق غوردون توماس بان طائرة البان ام، التي تفجرت فوق لوكربي، كانت تضم بين ركابها ضباطا من وكالة الاستخبارات الأميركية. حيث وجدت إحدى حقائبهم فارغة تماما وبين فيما بعد أن الموساد وبمساعدة المخابرات الانكليزية قامت بسرقة محتويات هذه الحقيبة. وكانت عبارة عن مستندات تؤكد تورط “اسرائيل” في تجارة المخدرات في الشرق الأوسط وأخرى تتعلق بصفقات أسلحة “اسرائيلية” سرية.
وتأتي هذه المعلومات لتضاف إلى أخري شبيهة تراكم الدلائل على السبل التي تعتمدها “اسرائيل” في محاولاتها للاستغناء عن الدعم الأميركي لاقتصادها. وذلك تحسبا لمحاولات تقنين هذا الدعم بعد نهاية الحرب الباردة، حيث ارتفعت أصوات أميركية تطالب بوضع استراتيجية ملائمة للمصالح الأميركية لما بعد هذه الحرب. ومنها تقليص الدعم الأميركي الموجه أساسا لمواجهة الشيوعية والذي لم يعد مبررا بعد سقوطها.
ولقد تبين لغاية الآن عجز “اسرائيل” عن تحقيق استقلاليتها الاقتصادية بالأساليب المشروعة، خصوصا عندما نأخذ في الاعتبار ان متوسط الدخل الفردي في “اسرائيل” يصل إلى حدود 16 ألف دولار سنويا. وهو يعادل مثيله في بعض الدول الأوروبية الكبرى. من أمثلة الكسب “الاسرائيلي” اللامشروع المدعومة بالأدلة نذكر:
ـ التورط في تجارة المخدرات في المنطقة وفي العالم ولكن مع التركيز على اختراق الدول العربية المجاورة بهذه التجارة. وهو اختراق يجمع بين الكسب المادي وبين التخريب المعنوي والإنساني لهذه الدول.
ـ صفقات الأسلحة السرية مع جهات متعددة.
ـ بيع الأسرار التكنولوجية ـ العسكرية (أميركية في اغلبها وتحصل عليها “اسرائيل” عن طريق التجسس والعلماء اليهود الأميركيين). وبرزت من هذه الصفقات في العام 1999 تلك التي أبرمتها “اسرائيل” مع الصين. وظهرت شكوك جديدة في نيسان 2000 حول صفقة “اسرائيلية” لبيع طائرات الاواكس إلى الصين.
ـ حماية أثرياء اليهود المطلوبين من العدالة الدولية واستقطاب ثرواتهم، وهؤلاء المجرمون يتحولون إلى مواطنين “اسرائيليين” فور وصولهم إلى “اسرائيل”. وذلك وفق قانون العودة اليهودي.
ـ العلاقات مع الجريمة العالمية المنظمة. وهي علاقات متعددة الصعد. وقد تكشفت من أساليبها الآتية.
أـ المشاركة اليهودية في الجريمة المنظمة، حيث تحول بعضهم إلى الصفوف الأولى فيها. ومنهم المافياوي الروسي بيريزينوفيسكي الذي تحكم بالكرملين طوال عهد يلتسين والذي لا يزال نافذا في عهد خلفه بوتين. والأمثلة عصية على الحصر.
ب ـ مشاركة “اسرائيلية” عن طريق ضباط متقاعدين يقومون بأدوار تدريبية واستشارية لتجار المخدرات (في كولومبيا خصوصا).
ج ـ التسهيلات التي تقدمها “اسرائيل” بصورة مموهة لزعماء الجريمة المنظمة ولمصالحهم.
د ـ المشاركة “الاسرائيلية” النشطة في تجارة الأسلحة وتهريبها. حيث نجد بصمات “اسرائيلية” في مناطق الفوضى الديموغرافية في العالم كافة.
هـ ـ تهريب البضائع “الاسرائيلية” إلى الدول العربية بكل الوسائل الاحتيالية المتاحة. بما في ذلك تزوير شهادات المنشأ وإعادة التصدير عبر قبرص او عبر الدول العربية المتاخمة لـ”اسرائيل”.
و ـ المشاركة في عمليات تبييض (غسيل) الأموال القذرة. ومنها ما تبين عن دور الموساد في فضيحة غسيل الأموال الروسية في الولايات المتحدة (1999) والتي تسبب بأزمة دبلوماسية أميركية ـ روسية. حتى أن بعضهم ربط بينها وبين استقالة يلتسين في 1/1/2000.
زـ دفن النفايات النووية والكيميائية في أراضى عربية محتلة أو متاخمة لحدود الدول العربية.
ح ـ وجود أصابع يهودية في الكوارث الاقتصادية العالمية كافة. فقد كان اليهودي بيريزينوفيسكي مسؤولا عن الانهيار الاقتصادي الروسي واليهودي جورج شوروش كان مسؤولا عن انهيار النمور الأسيوية… الخ.
ط ـ بيع المعلومات الجاسوسية. وما خفي منها اكثر مما هو معلن. والأمر يحتاج إلى بضع سنوات كي تتضح هذه الأسرار.
ك ـ ابتزاز العالم تحت ستار الهولوكوست وصولا لابتزاز الفاتيكان نفسه (تبدى في زيارة البابا الأخيرة لـ”اسرائيل”) وصولا إلى مطالبة المصارف السويسرية بكميات هائلة من الذهب بحجة أنها مسروقات نازية من أموال اليهود.
ل ـ التدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول ومحاولة ابتزازها بصورة مختلفة. واحدث الأمثلة على ذلك، تلك الضجة التي أثارتها “اسرائيل” حول النمسا بعد انتخاب هايدر اليميني. حيث لا تزال “اسرائيل” تحاول تحقيق مكاسب مقابل تخفيف الضغوطات على النمسا.
هذه هي النماذج التي تحاول “اسرائيل” عبرها تحقيق كفايتها الاقتصادية ومع ذلك فهي تحافظ على وضعية دولية مثالية إذا تتمتع بـ :
أ ـ أعلى نسبة من المساعدات الخارجية الأميركية.
ب ـ اعتبارها دولة نظيفة من الإرهاب ومن دعمه بالرغم من تحديها المتكرر للقرارات الدولية.
ج ـ اعتبارها واحة ديمقراطية في المنطقة. بما في ذلك من تجاهل كونها مجتمعا عسكريا يحكمه جنرالات ويقررون مصيره.
د ـ دولة تحترم مبادئ حقوق الإنسان (بالرغم من التقارير المخالفة).
هـ ـ تحتكر تمثيل المصالح الأميركية والغربية في المنطقة حتى بعد زوال الخطر الشيوعي.
لهذه الأسباب مجتمعة يتهيب الإعلاميون والمفكرون الغربيون التعامل الواقعي مع حقائق الشرق الأوسط والتجاوزات “الاسرائيلية”. حتى لا يلقوا النبذ والعقاب اللذين لاقاهما زملاء لهم تجرؤا على ذلك. وعوملوا وفق المبادئ الرومانية (الصهيونية) الجاهزة لتجاهل الليبرالية في مثل هذه الحالات.
أما عن مناسبة استحضار هذه المعطيات فهي متشعبة ومنها مأزق المسار اللبناني ـ السوري الذي تحاول “اسرائيل” اختراقه على طريقة الكوزانوسترا (المافيا). حيث تقوم بتهديد وابتزاز الأطراف كافة وتصر على وجود طرف يقدم لها مكاسب مالية (الولايات المتحدة في هذه الحالة). لكن مناسبة مميزة من جملة مناسبات دعتنا لاستحضار هذه الحقائق وهي تتعلق بالمستقبل. والمناسبة هي دراسة قدمتها باحثة من جامعة بن غوريون “الاسرائيلية” تشير إلى نمو طبقة من ميلونيرات المخدرات “الاسرائيليين”. والى وجود علاقات وثيقة بينهم وبين بعض كبار ضباط الشرطة “الاسرائيليين” الذين يحصلون، نتيجة هذه العلاقة، على مبالغ طائلة تحول الى حساباتهم المصرفية في الولايات المتحدة. كما تشير هذه الدراسة إلى أن هؤلاء التجار بدأوا يلجأون إلى حلول عملية تخفض تكلفة بضاعتهم. وخصوصا البانجو (مخدر رخيص ورائج). حيث تفتق ذهنهم عن تصدير شتول هذا المخدر إلى الدول العربية، التي تقيم علاقات مع “اسرائيل” لزراعتها هناك. وفي ذلك توفير مهم في التكاليف واعتماد عصري لمبدأ الشركة العملاقة. حيث يطاول التوفير عناصر عديدة. منها رخص الأراضي واليد العاملة وتوفير تكاليف ومخاطر التهريب. ثم وهذا هو الأهم، هنالك مكسب السبق الذي يحققه التجار “الاسرائيليون” في ما يتعلق بمستقبل تجارة المخدرات في المنطقة. وهكذا فانهم يفكرون دائما في المستقبل ويحسبون الحسابات لمختلف الاحتمالات!.
ولقد وصلت القضية إلى الكنيست “الاسرائيلي” حيث أثارها عضو ينتمي إلى حزب العمل الحاكم، مؤكدا انه يملك الوثائق التي تدين التجار وضباط الشرطة معا. إلا أننا نتساءل عما إذا كان يمكن للجهتين معا أن يعملا بعيدا عن أعين أجهزة الاستخبارات “الاسرائيلية” والأميركية معا؟ وعن مدى تورط هذه الأجهزة مع هؤلاء؟ وعن إمكانية التدخل الفاعل لمنع هذا المدخول الإضافي للخزينة “الاسرائيلية”؟ وعن هذا السؤال الأخير أجابنا مؤلف "جواسيس جدعون" المدعو "غوردون توماس". ولكن من يجيبنا عن سؤال منع هذه الزراعات في لبنان بهدف إتمام حصاره الاقتصادي الضاغط وليس لأسباب أخلاقية أو إنسانية؟ وكيف تصنع هذه الأخلاقيات والإنسانيات وتطبق على الجميع لتستثنى منها “اسرائيل”؟ وهل يعني ذلك ان من شروط السلام احتكار “اسرائيل” لتجارة المخدرات حتى تكفل لنفسها دخلا يعوضها من خفض المساعدات الأميركية لها ويؤمن لها مستقبلها؟ أم أنها سياسة التطبيع عن طريق البانجو (وغيره من مواد الإدمان) بأسعار في متناول الأيدي الفقيرة؟. لقد يئست “اسرائيل” من كل أساليب التطبيع (الهادفة لتحويل الاغيار من أبناء إسماعيل ـ العرب إلى مجرد اسماك ملونة في حوض يتفرج عليه “الاسرائيليين” ويتحكمون بمياهه ونظافته وغذائه) وهاهي تلجأ إلى أسلوب التطبيع البانجو. فهل يتحرك مكتب المخدرات في الأمم المتحدة. وهل يمكن لاحد أن يخبرنا بالحصة “الاسرائيلية” في سوق المخدرات العالمي المسموح بها أميركيا ؟ وكلها أسئلة فرعية لان السؤال الرئيسي يبقى: من يحمينا من الإرهاب “الاسرائيلي” في صورته هذه كما في صوره الأخرى؟.
4ـ هل تصبح “اسرائيل” مكانا لتجميع الشواذ
أعلن مؤسس التحليل النفسي سيغموند فرويد إلحاده في كتابه المعنون "موسى والتوحيد"، لكن هذا الإلحاد لم يمنع اليهود من دعم فرويد ونظريته. حتى بدت جماعة التحليل النمسوية، وكأنها جمعية من الجمعيات اليهودية السرية. ولقد فشلت محاولات فرويد تطعيم جماعته بأعضاء من ديانات أخرى. وكانت قطيعته مع يونغ في العام 1912 تكريسا للهوية اليهودية للتحليل. وهو تكريس لم يتم اختراقه إلا في مطلع الستينيات عندما تمكن الكاثوليكي ـ الفرنسي جاك لاكان من إجراء مراجعة عامة للنظرية التحليلية، تحت شعار "العودة إلى فرويد". في مجالنا هذا لا تهمنا التفصيلات الاختصاصية، بل يهمنا السؤال عن سبب استمرار قبول فرويد، والتفاخر اليهودي بانتمائه إلى اليهود، على الرغم من إلحاده ؟ والجواب عن هذا السؤال متشعب وممكن التلخيص بالنقاط الآتية:
1ـ نعمة الولادة اليهودية حيث ينظر اليهود إلى الاغيار على انهم لا يرقون إلى مستوى البشر (أي اليهود). وبهذا فان المولود لأبوين يهوديين هو إنسان أرقى حتى ولو كان ملحدا.
2ـ قد يكون فرويد ملحدا، لكن إلحاده لم يستطع تخليصه من اثر التربية اليهودية التي تلقاها، ولا من اثر الانتماء اليهودي في تكوين لا وعيه، وبالتالي فكره الإلحادي. وبمعنى آخر فلقد كان فرويد يهوديا ملحدا. وتتبدى يهوديته في العديد من منطلقاته النظرية، ولعل أهمها بطريركية التحليل. والاهم من ذلك التركيز المكثف على الجنس وأثره، وعلى الأساطير الجنسية، بدءا من أسطورة أوديب، مرورا بأسطورة جوكاست (الام التي تهوى ابنها) وصولا إلى أسطورة ديان (تعشق بنات جنسها).
3ـ أوديب وجوكاست وديان، ومعها الجنس محور السلوك ومحركه، بدت وكأنها محاولات إقناع حديثة بالأساطير الجنسية اليهودية.
واكتفى بهذا القدر حتى لا نغرق في التفصيلات. مع الإشارة إلى أن يهودية التحليل لا تلغي علميته خصوصا بعد أن تمت مراجعته على يد لاكان وغيره. على أي حال فان مناسبة الحديث هي إصدار المحللة “الاسرائيلية” "مادلين بالوم" كتابا بعنوان "تاريخ الثدي"، وفيه الثدي رمز جنسي بالطبع، وفي الكتاب محاولة لتوظيف ثدي المرأة في كتابة التاريخ السياسي، بتمرير العديد من الإيحاءات الجنسية مع استغلال الثدي في الدعاية لتجارة جنس يهودية جديدة.
بادئ ذي بدء، وقبل التطرق إلى محتويات الكتاب، فان “اسرائيل” تسعى جاهدة لتوظيف إمكاناتها العلمية في المجال الطبي، حيث تسعى لاجتذاب مرضى العالم الثالث للعلاج فيها. وتحاول إغراء المرضى العرب للقدوم إليها من اجل العلاج. ومن فنونها في ذلك الإعلانات المكثفة عن مراكز طبية في المجالات ذات الجاذبية الخاصة مثل: إزالة السمنة ومعالجة العقم والصلع، وأخيرا عمليات تجميل الصدر (الثدي) الذي يصب الكتاب في مجال الترويج له، وهذا الترويج بات موضوع اهتمام الصحافة “الاسرائيلية”.
أن “اسرائيل” تطرح نفسها كجنة للشواذ في أوساط تجمعات الشواذ في العالم، ومن ذلك دفاع عضو الكنيست "ياعيل دايان" عن الشذوذ (إمام المتعصبين اليهود) بقولها: "لقد تعلم هؤلاء الشذوذ من ملككم".
ويدعم الموقف السابق جملة أساطير “اسرائيلية” شاذة من سدوم الى عمورة بما يعطي لـ”اسرائيل” طابع ارض ميعاد الشواذ ولو عارض ذلك المتشددين. اذ تشير المعلومات الى انتشار الشذوذ بين المتشددين أنفسهم.
والأخطر أن الحملات “الاسرائيلية” لجلب الشواذ كانت قد بدأت قبل أعوام، ووصلت إلى حد الدعاية المكشوفة، وعندها دافع الأعلام “الاسرائيلي” عن التهمة بروايات عن الشذوذ. الذي يمارس في الحمامات التركية المنتشرة في الدول العربية.
---------------------
هوامش ومراجع
1ـ محمد احمد النابلسي: محاضرة في ندوة اتحاد الكتاب العرب باللاذقية ـ منشورة في مجلة فكر، العدد 73 ـ يوليو 2000.
2ـ مصطفى زيور: أضواء على المجتمع “الاسرائيلي” ـ دراسة في التحليل النفسي ـ منشورة في مجلة الثقافة النفسية المتخصصة العدد السادس، 1991.
3ـ من هنا اتفاق الباحثين على ان اليهود لعبوا دورا وظيفيا هاما في إرساء أسس الرأسمالية. حيث كان ذلك يتطلب عدوانية المرابي التي تترفع عنها الشعوب الأوروبية. خصوصا في تلك الحقبة.
4ـ هذه الواقعة يؤكدها الاستراتيجيون " الإسرائيليون ”، وعلى رأسهم يوسي بيلين (وزير العدل في حكومة رابين) إذ يحذر في كتابه "موت العم الأميركي" من خطر ذوبان اليهود خارج “اسرائيل” ويعتبر هذا الذوبان كارثة ومقدمة لنهاية “اسرائيل” ـ انظر فصل "نهاية “اسرائيل”" في هذا الكتاب.
5ـ انظر فصل "نشأة معاداة السامية" في هذا الكتاب.
6ـ انظر فقرة: "إعادة تصدير اليهود العرب" في هذا الفصل.
7ـ هذا الدور الذي بدا يتكرس عمليا منذ قمة شرم الشيخ (وزراء الداخلية العرب ـ 1996) وبعدها بقمة شرم الشيخ أيضا (2000) السابقة لمؤتمر القمة العربي المنعقد بعدها بأيام (21-22/10/2000).
8ـ ترسخت هذه العلاقات الإستفرادية لدرجة تريث مؤتمر القمة العربي (أكتوبر ـ 2000) في اتخاذ قرار بوقف هذه العلاقات.
9 ـ محمد احمد النابلسي: سيكولوجية السياسة العربية ـ العرب والمستقبليات ـ فقرة "الميليشيات الأميركية البيضاء"، دار النهضة العربية 1999.
10ـ انظر فصل "نهاية “اسرائيل”" في هذا الكتاب.
11ـ تجدر الإشارة إلى أن هذه الورقة قد نشرت بتاريخ 1 تموز (يوليو) 2000 أي قبل ثلاثة اشهر من زيارة شارون للأقصى (28/9/2000).
12ـ محمد احمد النابلسي: منشورة في جريدة "الكفاح العربي" بتاريخ 21/9/2000.
[/align]
|
|
|
|