عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 05 / 2014, 04 : 07 AM   رقم المشاركة : [1]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

ما هي النكبة؟ وهل مازالت النكبة مستمرة؟

[align=justify]ما هي النكبة؟ وهل مازالت النكبة مستمرة؟

تستدعي مفردة النكبة (أو الكارثة) إلى الذاكرة تأسيس دولة "إسرائيل الصهيونية" على أرض فلسطين عام 1948 عن طريق طرد أكثر من نصف سكان فلسطين التاريخية، وتدمير التراث الفلسطيني، والمؤسسات الاجتماعية والسياسية في الاراضي المحتلة. إن الاجابة الممكنة عن سؤال حول معنى النكبة في الزمن الحاضر يمكن أن نجدها في حوارات الذاكرة الجمعية الفلسطينية، خصوصاً تلك الموجودة في مخيمات اللاجئين الذين تم طردهم خارج حدود فلسطين التاريخية عام 1948. في حوارات الذاكرة الجمعية هذه، لا نجد النكبة كمؤشر واضح على الكارثة التي حاقت بالشعب عام 1948 فقط، ولكنها مؤشر أيضاً على كوارث مستمرة على الشعب كنتيجة لاستمرار احتلال أرض الوطن.

في سوريا، حيث قمت بأبحاث حول ذكريات النكبة مع كل من الجيل الأول والثاني والثالث من اللاجئين الفلسطينيين، وكان بالإمكان تتبع هذه الحوارات إلى وقت اتفاقيات أوسلو عام 1993 على الأقل، حيث قام الناشطون في تلك المجتمعات، وكرد فعل على التهديد الذي مثلته القيادة الفلسطينية لحقهم في العودة، بخلق حوارات جديدة حول الذاكرة قدم من خلالها الناشطون معاني ودلالات مرتبطة بعام 1948، وخصوصا تلك المرتبطة والمؤسسة على القضيتين الأساسيتين للتحرر والعودة.

ومع ذلك، فإن معنى النكبة في حوارات الذاكرة يفترض مسبقا أن أهمية عام 1948 بقيت ثابتة وعالمية منذ وقوع الحدث، وأن هذه المعاني لا تزال مفهومة ومنتشرة بشكل عالمي في زمننا الحاضر. ورغم ذلك، فإن أهمية معنى النكبة بحد ذاته قد تغيرت بشكل جذري منذ تأسيس هذا المفهوم في عام 1948. ولا نقصد هنا أن نقلل من القضايا الرئيسة في التحرر والعودة، والتي تظل مركزية في أي مشروع يحاول إزالة الاحتلال عن فلسطين التاريخية، ولكن بالأحرى، أن نقدم للطرق التي كان التعبير عن المفهوم المحدد للنكبة فيها نتيجة للشروط المادية التاريخية والسياسية التي غيرت الحركة الفلسطينية بشكل خاص، والسياق العربي بشكل عام والذي ظهر بعد عام 1948 بشكل أوسع، ورد فعل الفلسطينيين العاديين، وهم في هذه الحالة اللاجئون في سوريا، على هذه الظروف.

في الوقت الذي يبقى فيه مفهوم النكبة الذي يعتبرها تجسيداً مستمراً للمأساة الفلسطينية التي حدثت ولا زالت تحدث مهماً، والذي تم بكل تأكيد إبرازه بشكل أكبر بسبب الحرب في سوريا، فإن ذكريات النكبة لا تؤكد أو تعيد إنتاج حوارات الذاكرة الجمعية حول فهم ما حدث عام 1948. إن ذكريات أبناء هذا المجتمع الخاصة ورواياتهم الثابتة للذاكرة تعيد تشكيل تلك الحوارات بل وتتحداها، وتمهد للمعاني المتعددة والمتناقضة أحياناً لمفهوم النكبة.

وللإجابة على السؤال حول ما هي النكبة، أو بشكل أكثر تواضعاً لنعقّد إمكانية إعطاء إجابة واحدة، فأنا أختبر الطرق التي تغيرت بموجبها المفاهيم المرتبطة بالنكبة على مدار العقود الستة الماضية، والطرق التي اختارها جيل النكبة في سوريا ليتذكر بها أو لينسى عن طريقها عام 1948 في مواجهة المعاني المختلفة والمتغيرة للنكبة.

***

في آب/أغسطس عام 1948، وحين كانت الحرب على الفلسطينيين لا تزال مشتعلة، كان عالم التاريخ والمفكر القومي المولود في دمشق، قسطنطين زريق (1919-2000)، أول من وصف تطورات الحرب ووصفها بالنكبة في كتابه الصغير، "معنى النكبة." بالنسبة لزريق، كانت الحرب على الفلسطينيين نكبة منذ اللحظة الأولى من ناحية نتائجها الكارثية على مشروع القومية والوحدة العربية، والتحرر والتخلص من الاستعمار، حيث أن فلسطين جزء من الأمة العربية التي كان العرب يحلمون بها. ورغم أن تصور زريق لعام 1948 كنكبة يتضمن بالتأكيد تهجير سكان فلسطين، فإن هذا لم يكن إهتمام زريق الأساس ولكنه كان جزءاً فقط من الأشياء التي جعلت من تأسيس دولة إسرائيل على أرض فلسطين أمراً كارثياً.

لقد كانت هذه هي الأبعاد المنطقية التي تم بموجبها تصور الحرب كنكبة والتعبير عن هذا المعنى، ليس فقط في عام 1948، ولكن أيضا في العقدين اللذين أعقبا الحرب وحين كان المشروع القومي الوحدوي في أوجه. في هذين العقدين، أصبحت النكبة - عند العرب أكثر من الفلسطينيين- مرتبطة بالقطيعة الفعلية مع النظام العربي القديم الذي تركه الاستعمار الفرنسي-البريطاني والذي خلق النكبة في المقام الأول، والوعد بفجر جديد بشرت به الانقلابات العسكرية والايديولوجيات والحركات والتيارات الصاعدة آنذاك.

المعنى العملي لهذا، خصوصاً في ضوء ثورة يوليو 1952 في مصر وبروز جمال عبد الناصر كمنافس قوي على الزعامة الاقليمية، هو أن التفكير في 1948 أصبح متشابكاً مع كل من مشروع التحرر القومي العربي إضافة إلى عملية التأسيس للأنظمة العسكرية الذي شهدته الخمسينات والستينات. وفي هذا السياق، فقد قال جمال عبد الناصر- والذي كان برتبة صاغ في الجيش المصري أثناء حرب 1948- في كتابه المنشور عام 1954، فلسفة الثورة، إن النكبة كانت بالمفهوم السياسي كارثة على المشروع الوحدوي العربي أكثر منها سبباً لقيام ثورة يوليو، ولذلك فهي تعد جزءاً من المجال السياسي للثورة.

وحتى أثناء التنظيم الأولي الفلسطيني إثر عام 1948 – خصوصاً تحت راية جماعات القومية العربية مثل حركة القوميين العرب، وحزب البعث وغيرها- فقد بقيت قضية النكبة قضية عربية، وتم تصورها بهذا المنظور. كان علينا أن ننتظر حتى ظهور حركة فتح ليبدأ الفلسطينيون بتنظيم أنفسهم تحت راية فلسطينية ووضع تصور للنكبة ضمن إطار عمل فلسطيني خالص.

لقد أتاحت حرب حزيران عام 1967، والتي احتلت فيها إسرائيل أجزاء من مصر بضمنها قطاع غزة والجولان السورية والضفة الغربية لنهر الأردن، تحولا آخر في مفهوم النكبة. وفي البدء، وفي السنوات الأولى التي أعقبت حرب حزيران، ظهرت أعمال نقدية تعاملت مع الهزيمة الجديدة على أنها كارثة جديدة تمثل تواصلا عضويا للنكبة الأولى وتحمل نفس الجذور المسببة لها. وبهذه الطريقة، تعامل التفكير العربي مع الهزيمة الجديدة متجاوزاً نكبة 1948. وما إن انطلقت "الثورة الفلسطينية" بعد تولي الفلسطينيين زمام الأمور في منظمة التحرير الفلسطينية (plo) في عام 1969، حتى اختفى الانشغال الفكري بنكبة 1948، حتى ولو كان باعتبارها جزءاً من الهزيمة الجديدة، من أدبيات فترة ما بعد حرب 1967. تركزت كل الأنظار وقتها على الثورة الفلسطينية، على المشهد الذي يتحرك بحيوية ويحدد الطرق التي ستؤدي لتحرير فلسطين. في النهاية، فإن حل موضوع النكبة عن طريق تحرير فلسطين التاريخية اتخذ نذاك مكاناً ثانوياً، حيث كان الفدائيون يركزون جهودهم على تغيير الواقع الذي أفرزته المكاسب الإسرائيلية عام 1967.

إن "عودة" مفهوم النكبة للظهور مرة أخرى في الثمانينات كمفهوم فلسطيني أكثر منه كنكبة عربية، جعل النكبة تأخذ مساراً أكثر راديكالية في الشكل والمضمون، وهو المفهوم الذي نراه في وقتنا الحالي. العودة للظهور هذه أصحت ممكنة بفضل الاهتمام المتجدد بالماضي الفلسطيني. وقد حدث هذا في سياق نهاية زمن منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وطردها إلى تونس. كما أنها أصبحت ممكنة كنتيجة لمحاولات الفلسطينيين لانعاش ذكرياتهم حول قراهم، ومدنهم وطرق معيشتهم في فلسطين والتي دمرتها النكبة، على خلفية لاشرعية الحكومات الاسرائيلية، إضافة إلى تعاظم الاهتمام الشعبي والسياسي والأكاديمي بهذه الذاكرة في ضوء انهيار الإتحاد السوفيتي السابق.
يتبع[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس