عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 05 / 2014, 07 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

mos دراسة " شيء كالظل ج2 بقلم د/ رجاء بنحيدا

دراسة " شيء كالظل 2- بقلم د / رجاء بنحيدا
إن اللغة في ديوان " شيء كالظل " مسجونة في قفص شديد الخصوصية ،فأصبحت لغة خاصة ، لغة بكرا تختلف عن اللغة التي ألفنا ها ، وهذا ما يؤكد أن الشاعر يضع بصماته على اللغة التي يستخدمها ، فيشحنها بشحناته الخاصة ، فتصبح - إضافة إلى كونها أداة توصيل - رمزا قابلا للانفجار بالدلالات ذات الأبعاد المتعددة ، فاللغة تدفعنا إلى البحث عن محتمل القصيدة وممكناتها المفتوحة ، يقول الشاعر في قصيدة ليل الليل ":
في ليل هذا الليل ياليلي دم ٌ
في حلكة الأفلاك نادى ليله :
" ياليل طل "( ص 75)
نجد لغة تلملم أسئلة الكينونة ، تشير ولاتفصح ، تومئ و لا تسمي ، تضيق في فسح الرؤيا ، وهي إلى هذا كله تنفتح على شعرية اليومي بكلمات ممتلئة وفوارة، تستدعي المهجور والمنسي .
والجرح ذاكرة
آه، إن المراجع في القلب نابضة
والمحبة عصفورة من حريق
........
فلا وقت للذكريات
ولا وقت للحزن( من قصيدة لا وقت إلا لهذا السفر -ص 92)
هكذا يشكل الشاعر لغته من خلال تذكراته مما مضى من جراح وأحزان ، فاستدعاها دون أن يستطيبها.
أما زلت تذكر
عفوا ،
فلا وقت للذكريات
ولا وقت للحزن
لا وقت إلا لهذا السفر ( ص 95)
سفر وهروب بالكلمة وبالشعرإلى أحاسيس جميلة وبسيطة مشرقة صريحة ، عودة إلى أحاسيس الطفولة البريئة الصادقة ،ولكنها عودة موجعة حزينة لأن يد الغزاة امتدت وتطاولت لتفترس الوجوه ، والأيادي الصغيرة البريئة .بكل وحشية ومأساوية فتتعاطف الطبيعة معه ، وتشاركه أحزانه وأساه وغضبه ، فلم تعد - الطبيعة - وديعة ، سعيدة ، راضية بل لقد تسرب إليها الجرح ، وأصابها ألم ، وصبغتها جراح الشهداء بلون الدم .
لكل استدارة وجه صغير رصاصة
لكل العيون الصغيرة
كل يد رسمت لواءها وتهجَّتْ
رصاصة ( قصيدة صفير لأطفال يوم السبت ، ص 68)
وشمس حزيران بقعة دم
......
مطر من دمٍ فاملؤوا قدحا ... قدحا ( نفس القصيدة ،ص 14)
يصور الشاعر حالة نفسية عميقة ، وتجربة روحية شاملة ، فالحزن تمكن منه ، فانعكس ظله في الطبيعة ، فأصبح يرى اللون الأحمر يصبغ كل شيء في الطبيعة التي شاركته حزنه الممتد ، وأساه العميق .
وحدثني عن ليالي القبور
وعن جمرة لم تزل في التراب
فقلت : القبور هنا في النفوس ( قصيدة الوردة العاشرة ص 54)
استخدم الشاعر مجموعة من الكلمات التي تنتمي إلى المعجم الصوفي ، -القبور -الذي يقصد بها نهاية العالم المأساوي ، ومصطلحات أخرى ( البعث - الموت - الجثت - البداية - النهاية .. )
مما يؤكد إيمان الشاعر القوي بيوم البعث وتفكيره الدائم في هذا العالم اللا متناهي ،
هذا التمزق الذي يسكن شعرية الديوان ، نجد مداه الاستعاري في عنف الكتابة بما هي أثر دم على صفحة البياض .
فجففوا دموع من يبكي
لا وقت للبكاء مثلما الوقت للبياض .(قصيدة ليل الليل ص 77)
يسجل الشاعر ألمه بل ألمنا ، يكشف جرحا سريا داخلنا ، وهكذا تستبطن الكتابة جراحات الكائن ، تصعدها إلى موضوع عنف وتلذذ .
لا وقت إلا للسواد للسواد
فسودوا جناح هذه الحمامة ( نفس الصفحة )
سواد وبياض ، في ضوء هذا المدى الاستعاري المتقابل، المتزاوج والمفتوحة ، نجد توالدا عجيبا بين الفضاءات الوضاءة والعاتمة ، حيث تتزين قصائد الديوان بلباس من نور وظلمة ، نهار وليل .
كما تنهض النصوص الشعرية في الديوان على تواتر مجموعة من التيمات الشعرية باعتبارها صورا متفردة وملحة ، تُبنيِنُ النص وفق علاقات قرابية تنزع نحو تشكيل مقصدية مهيمنة ، بشكل يحجب الفجوات المتولدة عن مسافات الزمن ، وطرائق التخييل بين القصائد ليتيح بالتالي إمكانية الاهتداء إلى تمظهرات تواطئها.
وبهذا المنظور نستدل على تيمات ( الماء - الموت - الريح - الضوء - الليل - الحبر .. )
باعتبارها موظفة عبر تشكلات عنقودية ، فجاءت منفتحة على فضاءات النصوص وخلجانها ....

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس