رد: أسرار صغيرة - قصة - طلعت سقيرق
فتشوه.. قلبوا البيت وما تركوا شيئاً.. كان في وهمهم أنه وضعه في مكان ما لا تصل إليه الأيدي، فحاولوا أن يدخلوا في الثقوب الصغيرة والكبيرة..
قصة تحكي عن المعاناة اليومية التي يمر بها المواطن الفلسطيني من بطش واعتداءات جنود الاحتلال الذي لا يكل ولايمل من التفتيش والبحث عن ،. لكن عمّ يبحث ، وإلى ما يريد الوصول إليه ؟ !؟!
هذا هو السؤال الذي حاول القاص والأديب طلعت ( رحمه الله ) أن يشاركنا هواجسه ، ورؤاه بأسلوب التحليل والتعليل والتشويق ، فشدنا إلى الأحداث الواقعية بالرجوع إلى الزمن الماضي عن طريق الحلم ، الذي أصبح حقيقيا بقوة السارد ، وبقوة شخصيته الرئيسية ، التي فضلت التحليق فوق رؤوس الجنود والاستهزاء منهم
(((قرر أن يحلم أنه نائم.. ليكن حلم يقظة.. لماذا لا يحقق المعادلة الغريبة العجيبة، أن يحلم حلم يقظة أنه نائم.. وذهب.. كانوا يتكلمون ويسألون ويلوحون ويصرخون.. ولم يكن معهم.. حقق معادلته واستطاع أن يهرب على طريقته.. استطاع أن يبعد وجوههم الكالحة وأن يفرد جناحي الحلم كما يريد..)))
لذلك فإن استحضار الأحداث تم بشكل مونولوجي بين الكهل وزوجته شيماء، يجعلنا نحاول البحث عن السر الصغير ، الذي عجز الخونة من الوصول إليه والتعرف عليه ، فبدأت بوادر الانكسار والملل تعلو محياهم رغم إصرارهم على التعذيب .
((لكن شيئاً لم يحدث.. ما وجدوا شيئاً ولم يقل لهم حرفاً واحداً يمكن أن يدلهم على الطريق.. كان صامتاً مثل قبر.. أو هكذا هيئ لهم.. عندما خرجوا من بيته دار في خلده أنهم ملوا البحث، لكنهم عادوا بعد قليل، وعادت دورة البحث والتنقيب من جديد.. حتى أنهم أخذوا يبحثون في جسده، ظناً منهم أنه خبأه في هذا المكان أو ذاك.))).
فكان زمن السرد يتأرجح بين الحضور والإثبات وبين الغياب والبحث ، إثبات الذات وغياب الماضي الجميل ،
فتظل رقعة المبنى الحكائي تتوزع من ثنائيين : الماضي - الحاضر ، الحياة - الموت .
هروب من الموت ، ولجوء إلى الحلم والنوم ، و هذا ما أحدث مفارقة عجيبة في التعبير الرائع بل إنه هروب من الموت إلى الموت ،
وقد تمكن السارد من نقل مشاعر الشخصية الرئيسية وتحركاتهاوسكناتهابلغة واصفة متمكنة .
فاستخدم أسلوب الرؤيا من الخلف ، إذ يرسل القصة من وجهة نظر عليا ، فاحصة ، متألمةومتأملة لأحداث متناقضةو غامضة .
|