رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الناقدة د.رجاء بنحيدا
الأستاذ القاص المبدع الشماليُّ في طلعته ، الإنسان المغربي ُّ في كتاباته .
مساء الياسمين والزهر .. والعطر التطواني الأصيل الممزوج بعبق الحضارة والتميز .
1-حدثينا عن رجاء الإنسانة بعيدا عن العمل والمجال الأدبي .
لا أحب أن أتحدث عن نفسي كثيرا . وأترك التقييم والتقويم لغيري .، فمعذرة إن لم أتمكن من الإجابة كما تحب وترضى .
2- كيف ترين نور الأدب وماذا ينقصه ؟
نور الأدب هو صرح متكامل بشتى مجالاته ومكوناته ، وفروعه ومحاوره ، منتدى متكامل لأنه يجمع بين جميع الفنون والألوان الإبداعية ، كما أن صاحبته أديبة ومبدعة أيضا في حسن التخطيط ، والتدبير ، تخطط الأمور بحكمة وعقلانية .
3- ما وضع القصة في الوقت الراهن ؟
إنه زمن الأقصوصة ، والقصة القصيرة جداً ، ... وقد صار لها حضورها البارز، وقرّاؤها المهتمون ، ومما لاشك فيه أنها أضافت للأدب الشيء الكثير خاصَّة في هذا العصر السريع الذي أصبح القارئ فيه يمل من قراءة رواية بعشرات الصفحات، فالقصة القصيرة أصبحت بكثافة اللغة والصور المركزة والسرد المحكم تقدم عالماً فسيحاً متعدِّد الدلالات،متشعبا وو متنوعا تجد فيه مالذ وطاب من الثمار النافعة وأيضاً غير النافعة ، وبمعنى آخر الطفيليات التي تنمو وتتكاثر بشكل يومي ، وهذا هو الخطير في الأمر.
يقول أحمد بوزفور : الشعر يسمو بك إلى الأعلى والقصة تنزل بك إلى الأسفل .. هل توفقينه الرأي؟!
لاأعلم ، سياق ومقام هذه القولة والظروف المصاحبة لها ، لكن أقول للقاص الكبير أحمد بوزفور المغربي
أن الكتابة الإبداعية تمنح للمبدع مبررات التحليق والنزول ، فهي وعي متمرد وشقي بالذات وبالعالم ، يكتب المبدع بعد فجيعة أو انكسار ، ويكتب بعد فرح حبور ، وهنا تكمن مهارة المبدع الحقيقي ، حين يستطيع النفاذ إلى جوهر الأشياء وعمقها سواء كان هذا الإبداع قصة أو قصيدة .
فالقاص يستمدّ وقائع وأحداث قصصه من الحنين ومن متعة الاكتشاف؛ يستمدّها من لعب الأطفال، من الريح والفراغ؛ ومن حياة طويلة عريضة يمكن اختصارها في شقة وصالون وتلفزيون؛ من ألم الخيبة أو من الطريق إلى البيت. من الواقع بصفة عامة .
والشاعر أيضا يمتح من الواقع ، لكن طقوس ولادة القصيدة هو المختلف ، فالقصيدة تكوين وتركيب لا يأتي جزافا فالقصيدة حزن عميق، قلق ،، توتر ، هواجس تطرق مرايا الروح ، فتراها تارة كالفراشة رقة وانسيابية ، ومرة أخرى كالنار الملتهبة تلاحق مشاعر المبدع لتفجرها في لحظة من اللحظات .
5- هل لكتاباتك طقوس خاصة ؟ (الزمان ، المكان ، النفسية)..
كثيرا ما تداهمني القصيدة حيث لا أنتظرها ، ليس لها وقت محدد ، تأخذني إلى عوالم متفرقة وجميلة ،
إلى عالم سحري رائع لن أخرج منه إلا إذا سجلت تفاصيله وأحداثه وسحره على الورق الأبيض .
تطرق نوافذ نفسي ، أحسبها في لحظة ولادتها ، أن شيئا ما يتساقط من جبين التذكر ، تكون فلتة ، إن لم أتمكن من هذه الإشراقة الأولى ، تخبو مشاعري وتنطفئ بدون عودة.
|