الموضوع: المكر
عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 05 / 2014, 41 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

المكر

ورد لفظ (المكر) في القرآن الكريم في ثلاثة وأربعين موضعاً، ونسبه تعالى إلى
نفسه في أربعة عشر موضعاً منها، وقد توسع أبو السعود العمادي محمد بن محمد
الجزائري (898 هـ - 982 هـ) في الحديث عن نسبة (المكر) إلى الله تعالى في
موضعين من هذه المواضع وردا في سورة آل عمران / الآية 54، وسورة الأنفال /
الآية 30 ، فقال: والمكر من حيث إنه في الأصل: حيلة يجلب بها (الماكر) غيرَه
إلى مَضرَّة؛ لايمكن إسناده إليه سبحانه إلا بطريق المشاكلة (تفسير أبي السعود 2 /
42 )، وقال: أي يردُّ مكرهم عليهم، أو يجازيهم عليه، أو يعاملهم معاملة الماكرين.
وقوله تعالى: (والله خير الماكرين) أي لا يُعبأ بمكرهم عنده. وإسناد أمثال هذا إليه
سبحانه مما يَحْسُن للمشاكلة، ولا مَساغ له ابتداءً لما فيه من إيهام ما لا يليق به
سبحانه (تفسير أبي السعود 4 / 19 ).
وما ذكره أبو السعود من ان المكر في الأصل حيلة يجلب بها الماكر غيرَه
إلى مَضرَّة، غير صحيح؛ فالمكر: هو التدبير المُحكم، يتم غالباً في الخفاء ليكون
نجاحُه مؤكَّداً؛ لا ينحصر معناه في جلب المضرة، فمنه المكر السيِّئ ومنه المكر
الخيِّر، قال تعالى: (والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد) - فاطر: 10 -
فالعذاب الشديد للذين يدبرون السيئات للأبرياء، لا للذين يدبرون أيَّ تدبير وإنْ
كان حسناً؛ ومنه قوله تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) - فاطر: 43 -
أي أن من المكر ما هو سيِّئ ومنه ما هو حسن = فلو كان المكر في أصله
سيئاً لما احتاج إلى وصفه، كما لا يحتاج الكذب إلى وصف في مثل قوله تعالى:
(سماعون للكذب أكالون للسُّحت) - المائدة: 42 - أي سمَّاعون للكذب السِّيئ
أكَّالون للسحت الحرام، لأن السوء من صفات الكذب في أصل معناه، والحرام
من صفات السحت في أصل معناه.
ودليل آخرُ على أنَّ من المكر ما يكون حسناً وخيِّراً دعاء الرسول صلى الله
عليه وسلم: " اللهم أمكر لي ولا تمكر بي" وفي رواية: " لا تمكر عليَّ "
- مع ملاحظة أن الفعل (مكر) يتعدى باللام إذا كان تدبيراً بالخير، ويتعدى بالباء إذا
كان تدبيراً بالسوء، ولذلك نظائر كثيرة في اللغة، نحو قولنا: رغب به، ورغب عنه
= فلا يُعقل أن يطلب النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه بلفظ لا يليق بالله عز
وجل؛ أو يطلب في دعائه جَلْب المضرة إلى نفسه، لو كان فعل (المكر) خاصاً
بجلب المضرة.
وإسناد (المكر) إلى الله تعالى على سبيل المشاكلة وأنه لم يرد ابتداء، فلا صحة
له أيضاً، لأن إسناد المكر إلى الله تعالى وَرَد في مواضع أخرى من القرآن الكريم
ابتداء بلا داع من المشاكلة، كقوله تعالى: (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا
القوم الخاسرون) - الأعراف: 99 - وقوله: (فلله المكر جميعاً) - الرعد: 42 –
فحصر المكر كله في ذاته سبحانه.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس