الموضوع
:
(( لا ثورة بلا مقدمات لا ثورة بلا قيادة ! ))
عرض مشاركة واحدة
28 / 05 / 2014, 26 : 01 AM
رقم المشاركة : [
16
]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: (( لا ثورة بلا مقدمات لا ثورة بلا قيادة ! ))
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأفت العزي
فالجماهير ثارت بعد أن آمنت بفكرة التحرر من الفساد والتبعية .. والجماهير ثارت على
الظلم والخونة الذين باعوا الأوطان وأهدروا كرامات الشعوب .. والجماهير ثارت وبدأت
عملية الهدم لثقافة قديمة وهي جاهدة باحثة عن إنشاء ثقافة جديدة .. لقد تعلمت فن الهدم
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=14837
بلا تخريب ولكنها مترددة متلعثمة في وضع أسس الثقافة التي على أساسها ستبني المستقبل ..
فثورتها كانت لها مقدمات كثيرة وليس كما يستسهل البعض القول - إن لم نقل أكثر-
قد حدثت بفعل صفحات الشبكة العنكبوتية إنما تلك وسيلة .. فملايين العرب من التوانسة والمصريين
وغيرهم في طول البلاد العربية وعرضها لم تحركهم صفحات "النت " فقط بل على القادة الجدد :
إدراك بأن للثورة مقدمات ذاتية وموضوعية ، فالفقر والعوز والظلم والقهر محفزات ذاتية ،
تدفع نحو الرفض والتململ والاحتجاج ؛ أما العوامل الموضوعية فهي كثيرة أيضا :
كيف كان ينظّر العربي المصري ومنذ أكثر من ثلاثين عاما إلى نظامه وهو يرفع علم " كيان "
دولة مصطنعة قامت بالقهر والظلم على أرض عربية وتشرّد ملايين من إخوتهم أبناء
جلدتهم ودينهم دون أن يؤثر فيه مشاهد القتل والهدم وغير ذلك ؟؟
وكيف شاهد ملايين العرب اجتياح لبنان واحتلال عاصمته بعد ثلاثة اشهر من انسحاب العدو من سيناء
وموافقة النظام المصري كما كشفت الوثائق ؛ وكيف شاهدوا جنود العدو وما كانت
مشاعرهم عندما كانت تُطحن أيادي المنتفضين ضد الاحتلال في فلسطين المحتلة
وكيف تفاعلوا وهم يشاهدون على شاشات التلفزة وعبر البث المباشر احتلال بغداد
والرذائل التي مارسها الاحتلال الأمريكي مع الشعب العراقي هناك ؟؟
كيف كانت مشاعرهم وهم يشاهدون مجازر العدو في قانا .. وغيرها من المجازر ..
وكل ذلك كان يجري ومعظم الدول العربية صامته أو هي موافقة بل إن بعضها قد
ساند العدوان كنظام مبارك وسلطة العار في رام الله أثناء اجتياح غزة .. !!
ألم تثر هذه الأحداث شيأ آخر داخل النفس العربية غير الغضب والاحتجاج ؟
ألم تصب في داخله مركز الكرامة والوجدان ؟
ألم تثبت له المقاومة في فلسطين الجرح النازف منذ مئة عام قدرة الإنسان العربي على الصمود .؟
ألم تُثبت له المقاومة اللبنانية بصمودها وتضحياتها بأن العربي باستطاعته
إذا أراد أن يبكي جنود العدو ويأسرهم من مواقعهم وهم في أعلى درجات التنبه والاستنفار ..؟
ألم تخرج الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج في تظاهرات تأييدا لمقاومة لبنان
خصوصا في مصر رافعة رايات المقاومة وصور أبطالها بل وهتف مثقفوها لرئيس عربي
شاب حين قال بصوت عال : إن الأجنبي يريد لنا شرق أوسط جديد سنفشله ، ونبني شرقنا
الجديد قاعدته المقاومة والجماهير " وعندما قال في الحكام " أشباه الرجال " تآمروا لإسقاطه
وتدمير إرادة كل قوى الممانعة عبر تشويه صورهم ولكنهم فشلوا ؟؟
كل هذا كان مقدمات تراكمت وتحولت إلى أفعال كيفية فلا يتوهمن احد بأن الثورات ليس لها
مقدمات أثمانها غالية وتضحياتها جسام .. فثورة الاتصالات وشبكات النت كانت وسيلة
الإطلاع ووسيلة نشر الفكر المقاوم صاحب الإرث والتاريخ ..
فلا ثورات بلا مقدمات ولا ثورات بلا قيادات
ونأمل بأن لا تضيع ثورة الجماهير العربية المصرية - الانتصار الغالي - من يد
من لا يحسن فنّ القيادة .. فالثورات لا تقودها هواة التجارب أو المترددين ، لأن
المتربصين من عصابات النظام وليس ما يقال " بقايا النظام " سيتحالفون مع الملتحفين
عباءة الثورة أولئك المرتبطين بمخابرات الدول الأجنبية أو مخابرات النظام نفسه
فأين جيش الموظفين في مختلف أجهزة مخابرات الدولة ..؟!
30 عاما ويزيد ومعظم رتب الجيش العليا تربّت في الكليات الأمريكية .. و30 عاما قد تغيّرت
عقيدة الجيش المصري فلا ينخدع أحد بأنه تغير بين ليلة وضحاها .. ولكنها الملايين التي
فرضت عليه " العقلنة " وبعض كبار الضباط مرتبطين عضويا بالنظام الفاسد وأي استرخاء
أو تراجع من الشعب سيذهب تضحياته هدرا بل ربما تنجح أمريكا باستبدال عميل فاسد بعميل
آخر يدّعي العفّة تتداول " محاسنه " عبر صفحات " النت " .
ومع ذلك ومهما اختلفت النتائج وآلت إليه الأمور فالشعب العربي المصري قد فرض التغيير
لم نكن لننتظر سنوات لنكتشف بان ثورة الشعب العربي في مصر ستسرق وسينقضّ عليها
الذين أدركوا منذ البداية أن مصر لو عادت لتقود ستُغير خارطة المنطقة بأسرها ..
فالثورة أجهضت يا سادة عندما مُنعت أول تظاهرة فيها وهي تتوجه نحو سفارة العدو الإسرائيلي ..
والثورة أجهضت عندما عندما بدأ التعتيم الإعلامي يُخيم على القوى الثورية التي ربطت ما بين بحثها عن
الحرية والكرامة، ولقمة العيش؛ فالحرية والكرامة كان شعارا قوميا وليس شعارا فرديا وحسب؛ فعدما
تتحرر مصر اقتصاديا وتتحرر من اتفاقات الذل والعار يتغير مسار التخطيط التنموي وتتبدل وظائف القطاعات الإنتاجية
ولا يعود رأس المال يصب في القطاعات الخاصة فتزداد فرص العمل؛ فالتحرر بهذا المعنى سيعيد للإنسان الكرامة
وسيبني اقتصادا يعتمد على الذات .. ولكن هذه المضامين أفرغت من محتواها وحلّ صندوق انتخاب " ربنا " الأمريكي
بأموال أجنبية فصار " بيريس " صديقا وحبيبا لصاحب الذقن الأول والحفاظ على اتفاقات الذل والعار " كامب ديفيد
مرتبطة بنص قرآني ،، والحفاظ على المساعدة الأمريكية هدف مقابل " سياحة البيكيني " الشرعية !!
إذن من يعيد للثوار الحقيقيين ألقهم ، قُطّعت أوصالهم الداخلية والخارجية ، داخليا اتهموا بتعاونهم من " الفلول "
وخارجيا " عملاء لسوريا وإيران " فمن يصمد أمام آلى إعلامية طاحنة .. ومن يبقى أمامه سوى " العسكر "
الذي نطالب بسذاجة إسقاطه .. هي المؤامرة التي يراد لها الاكتمال !
سُرقت الثورة من أيامها الأولى ويراد لمصر كما للعراق وسوريا وليبيا واليمن ،
جيوش مشوهة السمعة يحمل قسم من الشعب بلا وعي السلاح ضده فنصبح أفغانستان
أو مثل الصومال أو العراق وسوريا تدمير ذاتي فأين هي الثورة ؟
وهناك من يسأل عن الشرعية بوقاحة !
توقيع
رأفت العزي
"
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع رأفت العزي المفضل
البحث عن كل مشاركات رأفت العزي