عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 05 / 2014, 42 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

الإفراد والجمع في القرآن الكريم

لا تذكر (الأرض) في القرآن، سوى بالإفراد لثقل جمعها وهو (أرضون)؛ ولهذا لمَّا
أريد ذكر جميع الأرضين قال تعالى: (ومن الأرض مثلهن) - الطلاق: 12 - .
** ** **
و(السماء) تذكر تارة بصيغة الجمع، وتارة بصيغة الإفراد:
1 فحيث أريد العدد أتي بصيغة الجمع الدَّالة على سعة العظمة والكثرة، نحو قوله
تعالى: (سبَّح لله ما في السموات) - الصف: 1 - أي جميع سكانها على كثرتهم؛
وكقوله تعالى: (يسبح لله ما في السموات) - الجمعة: 1 - أي كل واحد على اختلاف
عددها؛ وكقوله تعالى:(قل لا يعلم مَنْ في السموات والأرض الغيبَ إلا الله) - النمل:
65 - إذ المراد نفي علم الغيب عن كل من هو في واحدة من السماوات.
2 وحيث أريد (الجهة) أتي بصيغة الإفراد، نحو قوله تعالى: (وفي السماء رزقكم)
- الذاريات: 22 - ؛ وكقوله تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)
- الملك: 16 - أي من فوقكم .
** ** **
و(الريح) إذا ذكرت في سياق الرحمة جمعت، أو في سياق العذاب أفردت. وفي
الحديث الشريف، وإسناده ضعيف: " اللهم اجعلها رياحاً، ولا تجعلها ريحاً "، وذلك
لأن العرب تقول : رياح الرحمة مختلفة الصفات والمهبَّات والمنافع، وإذا هاجت
منها ريح أثير لها من مقابلها ما يكسر سوْرتها، فينشأ من بينهما ريح لطيفة تنفع
الحيوان والنبات؛ ولذلك كانت في الرحمة رياحاً. وأما في العذاب فإنها تأتي من
وجه واحد لا معارض لها ولا دافع .
لكن خرج عن هذه القاعدة قوله تعالى: (وجرين بهم بريح طيبة) - يونس: 22 –
وذلك لسببين: 1 للمقابلة في قوله تعالى: (جاءتها ريح عاصف).
2 ولأن تمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لا باختلافها؛ فالسفينة تسير
بريح واحدة من وجه واحد، فإن اختلفت عليها الرياح كان سبب الهلاك؛ فأكَّد تعالى
المعنى بوصفها بالطيب. وعلى ذلك جرى قوله تعالى: (إن يشأ يسكن الريح فيظللن
رواكد) - الشورى: 33 - وقال ابن المُنيِّر (بضم الميم، وبكسر الياء: أحمد بن محمد
الإسكندراني 620 هـ - 683 هـ): بل هو على القاعدة، لأن سكون الريح عذاب
وشدة على أصحاب السفن (انظر الإتقان في علوم القرآن 1 / 615 ).
** ** **
ومن ذلك إفراد (النور) وجمع (الظلمات)، وإفراد (سبيل الحق) وجمع (سبل
الباطل)، كقوله تعالى: (ولا تتبعوا السبل فتفرَّق بكم عن سبيله) - الأنعام: 153 -
وذلك لأن طريق الحق واحدة، وطريق الباطل متشعبة متعددة = والظلمات بمنزلة
طرق الباطل، والنور بمنزلة طريق الحق = ولهذا وحَّد تعالى وليَّ المؤمنين، وجمع
أولياء الكفار لتعدُّدهم، في مثل قوله تعالى: (الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من
الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى
الظلمات) - البقرة: 257 - .
** ** **
ومن ذلك إفراد (النار)، ووقوع (الجنة) مجموعة ومفردة: وذلك لأن الجنان مختلفة
الأنواع فحسن جمعها، والنار مادة واحدة. ولأنَّ الجنة رحمة، والنار عذاب، فناسب
جمع الأولى وإفراد الثانية، مثل (الرياح) و(الريح).
** ** **
ومن ذلك إفراد (السمع) وجمع (البصر): لأن السمع غلب عليه المصدرية فأفرد،
والبصر اشتهر في الجارحة = ولأن متعلَّق السمع الأصوات وهي حقيقةٌ واحدة،
ومتعلق البصر الألوان والأكوان وهي حقيقة مختلفة، فأشار في كل منهما إلى
متعلقه .
** ** **
ومن ذلك مجيء (المشرق) و(المغرب) بالإفراد والتثنية والجمع. فحيث أفرد
فاعتباراً للجهة. وحيث ثنيا فاعتباراً لمشرق الصيف والشتاء ومغربهما: فللشمس
مشرقان ومغربان، فأحد المغربين: أقصى ما تنتهي إليه الشمس في الصيف،
والآخر أقصى ما تنتهي إليه في الشتاء. وأحد المشرقين: أقصى ما تشرق منه في
الصيف، والآخر أقصى ما تشرق منه في الشتاء. وقال سعيد حوى (1935 م -
1989 م): تعليل ذلك، أن الإنسان في أي مكان من الأرض يرى شروقاً واحداً
للشمس وغروباً، والغروب في حقه شروق في حق غيره من الجهة الثانية من
الأرض، والشروق في حقه غروب في حق غيره. ومن ثمَّ كان مشرقان ومغربان،
ولكنه في الحقيقة ما من لحظة من اللحظات إلاَّ فيها شروق وغروب بالنسبة لجزء
من أجزاء الكرة الأرضية؛ ومن ثمَّ كانت مشارق ومغارب.. وفي ذكر المشارق
والمغارب إشارة إلى كروية الأرض، لأنه لا يمكن أن يكون مشارق ومغارب إلاَّ
إذا كانت الأرض كروية (الأساس في التفسير 5 / 267 ).
** ** **

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس