رد: التطور التاريخي للسياحة في فلسطين
[align=justify]نتابع: التطور التاريخي للسياحة في فلسطين
حركة السياحة إلى فلسطين من 1850 إلى 1950ومن عام 1850م
بدأت المؤسسات السياحية تهتم بأولئك المسافرين الذين لا يرغبون بالسفر وحدهم إلى فلسطين. وكان معظم السياح تقريباً ينزلون في الأديرة، أو في الأنزال (الهوسبسات) التي كانت ترعاها المؤسسات الدينية، ولذلك توفر بعض الأرقام عن أعداد السياح الذين زاروا الأرض المقدسة. ففي حين زارها سنة 1845م حوالي 5 آلاف سائح، فقد ارتفع العدد عام 1858 إلى 9,854 سائحاً في شهر شباط من السنة نفسها، وفي آذار من نفس السنة وصل العدد إلى 13,475 سائحاً، وسجل الفرنسيسكان في السنوات من 1850ـ1859 حوالي 55,763 سائحاً، وبلغ مجموع ليالي المبيت 229,346 ليلة. ويلاحظ أن الأغلبية العظمى من هؤلاء السياح كانت من المسيحيين الأوروبيين الشرقيين، ومن مسيحيي الشرق وأكبر فصائلهم كانت من السياح الروس. (13)
كان يزور فلسطين سنوياً حتى بداية القرن الحالي، ما معدله 20,000 سائح أجنبي بالإضافة إلى آلاف الزوار العرب الذين كانوا يتوافدون على فلسطين، ولا سيما في رمضان، وبعد عيد الأضحى، وفي أعياد الميلاد من كل عام، وكان عدد السياح الوافدين إلى فلسطين يتزايد سنوياً حتى وصل عدد السياح من غير العرب إلى قرابة 30,000 شخص في السنة قبل قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين على أن هذه الأعداد كانت تتغير طبقاً للعوامل السياسية والأمنية في البلاد. (14)
وكانت مدينة يافا بوصفها ميناء فلسطين بشكل خاص، وأهم مكان للتجارة الخارجية يفد السياح إليها، ولذلك بدئ بتحسين ميناء يافا، خاصة مع النمو السريع في شحن البضائع وتفريغها في الستينات والسبعينات من القرن التاسع عشر، وأيضاً نمو حركة سفر الأشخاص التي قدرت في بداية الستينات حوالي 80 ألف مسافر، فكان لابد من بناء منشآت الميناء باستمرار، وقامت السلطات بتحسينات في المرفأ، ولكنها لم تكن كافية. (15)
وعلى العموم، فإن تطور الموانئ المنتشرة على الساحل الفلسطيني، وارتباطها بخطوط بحرية تتصل بموانئ أوروبا (المتوسطية والأطلسية)وموانئ أمريكا وجنوب شرق آسيا شجع قدوم السياح إلى فلسطين، هذا بالإضافة إلى ارتباط فلسطين بالخط الحديدي الحجازي (سابقاً) عن طريق حيفا ـ العفولة ـ درعا، ووجود شبكة من الخطوط الحديدية داخل فلسطين تصل إلى معظم الأماكن السياحية فيها، وارتباط المدن الفلسطينية بطرق برية جيدة، تمتد إلى الدول المجاورة، كل ذلك ساهم في تطوير السياحة في فلسطين(16) منذ نهاية القرن الماضي.
وقد أقيمت في المدن الفلسطينية الكبرى قبل نهاية القرن مجموعة كبيرة من الفنادق الجيدة لاستقبال السياح، وكانت تابعة إما لشركات أجنبية أو محلية وإما لشركات مشتركة، ففي مدينة القدس مثلا:ً كانت الفنادق منتشرة انتشاراً واسعاً،
لم تعرفه مدن المشرق الأخرى في ذلك الوقت، ومن أهمها: Grand New Hotel Lioyd Hotel، Hotel Metropol، Hotel Jerusalem، وكانت معظم هذه الفنادق في شارع يافا، واشتهر أيضاً فندق الأردن في أريحا. (17)
وساهمت الكنائس والإرساليات الأجنبية، ولا سيما المسيحية، والأهالي في توفير الغرف لمبيت السياح، وقام بعض السكان أيضاً بتوفير الدواب لنقلهم إلى المناطق الوعرة، التي لاتصل إليها العربات أو السيارات وإعداد القوارب لتمكينهم من القيام برحلات بحرية قصيرة، ولا سيما على سواحل البحر المتوسط، وفي بحيرة طبرية والبحر الميت. (18)
أما السياحة الداخلية التي لم يجر حصرها آنذاك، فكانت نشطة جداً، ولاسيما إلى الأماكن المقدسة في القدس والخليل وبيت لحم، واقتصرت الإقامة في المصايف والمشاتي الفلسطينية على الطبقات الميسورة. (19)
وازدهرت حركة السياحة في فلسطين مع بداية الانتداب البريطاني بسبب الموقع الجغرافي لفلسطين الذي يربط آسيا بأفريقيا، وأيضاً يربط بلاد المشرق العربي بمصر بالذات، إذ كانت مصر في تلك الفترة تحت الاحتلال البريطاني، ولعب النقل البحري عبر ميناء يافا دوراً هاماً في قيام الحركة السياحية، ووجود هذا الميناء ساعد على الاتصال البحري مع العالم الخارجي، لأن البحر في ذلك الوقت كان هو وسيلة النقل المهمة بسبب ضعف حركة الطيران، (20) وبعد اغتصاب فلسطين عام 1948، انخفض عدد الزائرين انخفاضاً حاداً بسبب قيام الحرب.
يتبع[/align]
|