عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 07 / 2008, 06 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

كتاب المثُل الأمريكية

[frame="13 95"] [align=justify] الجانب المظلم ... الحلقة الأولى

التعذيب أصبح القانون الرسمي في الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر

المثُل الأمريكية"، كتاب صدر مؤخراً . وهو من تأليف الصحافية جين ماير، عضو هيئة تحرير مجلة "ذي نيو يوركر" الأمريكية . وتكشف ماير في الكتاب تفاصيل تقرير سرّي أعدته هيئة الصليب الأحمر الدولي، العام الماضي، وفيه تحذّر إدارة بوش، من أن معاملة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للسجناء، تشكّل تعذيباً دون أي شك، ويمكن أن تجعل موظفي إدارة بوش الذين وافقوا على استخدام أساليب التعذيب، مذنبين بارتكاب جرائم حرب . كما تكشف ماير أيضاً، الى جانب أمور كثيرة أخرى، أن إدارة بوش قد تجاهلت تحذيرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي ذكرت قبل ست سنين، أن نحو ثلث السجناء المحتجزين في سجن خليج جوانتانامو، قد سُجنوا خطأ .

الكتاب صادر عن دار دبْلدي، في 392 صفحة.

في سردها لقصة الحرب على الإرهاب، تروي جين ماير، في حقيقة الأمر قصة حربين: الأولى حرب إدارة بوش ضد الأصولية الإسلامية، والثانية صراع خفي مرير، يدور داخل إدارة بوش، خلف الأبواب المغلقة، في سبيل منح الرئيس سلطة غير محدودة لشن تلك الحرب .

وتروي المؤلفة بأسلوب نابض بالحياة، تفاصيل وسمات الحرب على الإرهاب، وهي تفاصيل غاية في الفظاعة والبشاعة، ولكن إدارة بوش اعتادت أن تطلق عليها أسماء ملطفة، ومنها تسليم السجناء إلى دول عريقة في التعذيب، من خلال رحلات جوية في طائرات لا تحمل أي سمات، وإنشاء السجون السرية المبثوثة في بقاع الأرض في دول نائية، والتفنن في استخدام أساليب التعذيب المختلفة أثناء استجواب السجناء، وإعادة السجناء الذين يحالفهم الحظ بإثبات براءتهم، حيث يتركهم عملاء المخابرات الأمريكية مثل الفضلات، معصوبي الأعين، عند الحدود في نقاط نائية، إلى أن يعثر عليهم من يعيدهم إلى دولهم .

ولكن المؤلفة تبدأ حكاية الحرب على الإرهاب من أولها . وفي فصل يحمل عنوان "الذعر"، تقول:

لو كان في الولايات المتحدة أحد جاهزاً ليتصرف عند وقوع أحداث 11 سبتمبر/ أيلول الإرهابية بطريقة معدة سلفاً، فلا بد أن يكون ذلك الشخص هو ديك تشيني، نائب الرئيس .

فقد ظل تشيني قبل أن تضرب الطائرات البنتاجون ومركز التجارة العالمي، بعشرات السنين، يتدرب سراً لمواجهة يوم مهيب كهذا .

خلال ثمانينات القرن الماضي، وعندما كان تشيني عضواً جمهورياً في الكونجرس، ماضياً في صعود سلم السلطة، كان يشارك سراً في أشد برامج إدارة الرئيس ريجان سرية، وهو عبارة عن محاكاة لسيناريوهات البقاء على قيد الحياة، الموضوعة لضمان استمرار بقاء الحكومة الأمريكية في حال حدوث حرب نووية شاملة مع الاتحاد السوفييتي . وفي كل عام، أثناء عطلات الكونجرس في العادة، كان تشيني يختفي تحت جنح الظلام، دون أن يقول لزوجته لاين فينسنت تشيني شيئاً، ويكتفي باعطائها رقم هاتف تتصل به عليه في حال حدوث طارئ . ويظل تشيني برفقة نحو خمسين أو ستين من الموظفين الاتحاديين، يقوم على مدى عدة أسابيع بدور كبير معاوني "رئيس" بديل معين يعسكر في العراء في مكان ناء في الولايات المتحدة .

وتهدف هذه الممارسة إلى التدرب على المصاعب عند التعرض لمحرقة نووية . . وكان يفترض أن وسائل الاتصال المدنية قد دُمرت . ويكمن التحدي في الحفاظ على النظام المدني والسيطرة على الجيش في حال فناء الرئيس المنتخب ونائب الرئيس ومعظم أفراد الفرع التنفيذي . والدستور بطبيعة الحال، يشرح تفاصيل خط التعاقب . فإذا عجز الرئيس ونائبه عن ممارسة مهامهما، تنتقل السلطة أولاً إلى الناطق باسم مجلس النواب، ثم إلى الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ . ولكن الرئيس ريجان، الذي كان قلقاً جداً بشأن الخطر السوفييتي، أصدر أمراً تنفيذياً سرياً وأجرى على العملية إصلاحاً من أجل السرعة والوضوح . وقد أوجد الأمر السري وسيلة لإعادة بناء الفرع التنفيذي، من دون إبلاغ الكونجرس بأنه قد تم تجاوزه، أو طلب إصدار قانون لإضفاء الشرعية القانونية على خطة "استمرار الحكومة" الجديدة . ومن الواضح أن تشيني، المؤيد لتوسيع صلاحيات الرئيس، لم يكترث بهذا الإهمال لدور الكونجرس.

هدوء تشيني في 11 سبتمبر
ويقول المراقبون، إن هذه التدريبات التي مر بها تشيني، كانت بمثابة "بروفات" لتصرفه الهادئ يوم 11/9 . فلم تكن هذه المرة الأولى التي يرى فيها أبواب الجحيم تنفتح . يقول شاهد عيان في ذلك اليوم، إن تشيني، وهو داخل قيادة عمليات الطوارئ الرئاسية، التي تقع على عمق مئات الأقدام تحت البيت الأبيض، لم يطرف له جفن وهو يصدر الأمر باسقاط أي طائرات أخرى مخطوفة، وينسق الجهود مع أعضاء الحكومة الآخرين، وبخاصة مديري مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووكالة الاستخبارات المركزية، ويحل القضايا مثل قضية تجنب الاتهام بأخذ رئيسي دولتين زائرين، هما رئيس استراليا، ورئيس لتوانيا، رهينتين، بعد وقف الحركة الجوية .

وبعد ستة أسابيع من الهجمات على نيويورك وواشنطن، كانت إدارة بوش قد نجحت في استعادة الهدوء، وطمأنت الأسواق المالية، واكتسبت عطف ومساندة معظم دول العالم، ولكن البيت الأبيض، غرق مرة أخرى في حالة من الذعر القابل للسيطرة عليه .

وتروي المؤلفة قصة الطرد البريدي الذي أرسل يوم 17 اكتوبر/ تشرين الأول ،2001 إلى مكتب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، توم داشيل، والذي عثر فيه على نوع من سم مرض الجمرة الخبيثة البكتيري القاتل . وجاءت هذه الأخبار بعد أقل من عشرة أيام من موت أحد الضحايا بسم الجمرة الخبيثة في فلوريدا . . وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تعتقد بأن الطرد قد أرسلته منظمة إرهابية ذات خبرة واسعة، وعلى الأغلب أنها حركة القاعدة، كملحق لهجماتها يوم 11 سبتمبر . وفي اجتماع لمجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، ذلك اليوم، وكان تشيني يقوم فيه مقام الرئيس، لأن الرئيس كان خارج البلاد، حث تشيني جميع الحاضرين على ابقاء هذا التخمين سراً.

إنذار كاذب
وكانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تتوقع حدوث المزيد من الأعمال الإرهابية . . وفي اليوم التالي، بدا أن أسوأ هذه المخاوف قد تحقق . . ففي 18 اكتوبر/ تشرين الأول ،2001 انطلقت صفارة الإنذار في البيت الأبيض . . ولم يكن ذلك إنذاراً بحريق . . بل كان مجساً متخصصاً حساساً، مصمماً لإنذار كل من في الجوار، بأن الهواء الذي يتنفسونه قد تلوث بمادة مشعة أو كيماوية أو بيولوجية قاتلة . . وقد ظنوا يومئذ أن هجوماً بغاز الأعصاب قد وقع على البيت الأبيض . . وتبين فيما بعد أن ذلك الإنذار كان كاذباً . ولكن، في 22 اكتوبر/ تشرين الأول، ذكر جهاز الاستخبارات السرية أنه قد عثر على ما يعتقد بأنه آثار أخرى لبكتيريا الجمرة الخبيثة على آلة لفتح الرسائل في البيت الأبيض . وفي ذلك الوقت، كان تشيني قد أقنع الرئيس بدعم برنامج للاستعداد لمواجهة الإرهاب البيولوجي، بتكلفة 1،6 مليار دولار . واقترح تشيني تحصين كل مواطن في البلاد ضد مرض الجدري .

وفي الأيام العشرة التالية، تكررت التهديدات بوقوع هجمات قاتلة، وكانت مثيرة للذعر، إلى درجة جعلت تشيني يصر بهدوء يوم 29 اكتوبر، على الانتقال من البيت الأبيض، إلى ما وصف بأنه "موقع سري آمن"، وهو أحد الملاجئ الكثيرة المقاومة للحرب النووية، التي بنتها إدارتا ترومان وايزنهاور، والتي كان أقربها يقع تحت الصخور الصلبة على عمق مئات الأقدام، في مناطق مثل جبل ويذر، في جبال السلسلة الزرقاء في فرجينيا، وعلى طول الحدود بين ميريلاند وبنسلفانيا، غير بعيد عن كامب ديفيد.

الإحساس بالخطر الماحق
ويقول الموظفون الذين كانوا يعملون في البيت الأبيض، أو غير ذلك من المناصب الحساسة التي تتيح لهم الاطلاع على ملفات الاستخبارات، أثناء خريف سنة 2001: إن الإحساس بالخطر الماحق كان مهيمناً على أفراد الفئات العليا في إدارة بوش، خلال تلك الشهور . فقد كان هؤلاء يعتقدون بأنهم سوف يُضربون من جديد . وقد أقنعوا أنفسهم بأنهم يواجهون قنبلة موقوتة توشك على الانفجار .

وكان خبراء مكافحة الإرهاب يعلمون أن أعضاء حركة القاعدة كانوا في الماضي القريب قد حاولوا الحصول على أسلحة نووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الرهيبة للقتل على نطاق أوسع . وكانوا خلافاً لأعداء أمريكا السابقين يستهدفون المدنيين الأبرياء ويقاتلون سراً مستهينين بالحياة . وكان الخصوم الآخرون أقوى وأفضل تنظيماً، ولكن أياً منهم لم يوجه ضربة بهذه القوة إلى أمريكا في عقر دارها، ولم ينشر مثل هذا الإحساس بالهشاشة واحتمال التعرض للخطر بين السكان . . وفي ظل هذه الظروف، كان المسؤولون في الإدارة الأمريكية يتوقعون جازمين حدوث ضربة ثانية .

وتضيف المؤلفة قائلة: إن إحساساً بالخطر الدائم كان يلاحق تشيني أينما ذهب . فعندما كان يذهب إلى مكتبه في البيت الأبيض من محل إقامة نائب الرئيس، كان ينتقل في رتل مدرع يغير مساره ليخدع المهاجمين المحتملين . وعلى المقعد الخلفي، وراء تشيني، كانت تقبع حقيبة مصنوعة من نسيج غليظ وبداخلها قناع واق من الغازات، وسترة واقية من المواد البيوكيماوية، ونادراً ما كان يتنقل من دون أن يصحب طبيباً معه . ويظن بعض المحيطين بتشيني، أن هجمات 11 سبتمبر/ بالإضافة إلى مشاكله الصحية، قد فاقمت تشاؤمه المفطور عليه . . ويقول لورانس ولكرسون، كبير معاوني وزير الخارجية السابق، كولن باول، "إن تشيني قد أصيب بصدمة بفعل أحداث 11/9 . وقد أصبح المسكين موسوساً" .

تقول مؤلفة الكتاب، إن الدرس الذي تعلمه بوش وتشيني من هجمات 11/،9 هو أن الإرهابيين قد ضربوا الولايات المتحدة لأنها كانت هدفاً سهلاً . وقد شعر بوش بالقلق لأن الأمة الأمريكية كانت "تنزع إلى المادية واغتنام اللذات"، وأن ابن لادن لم يشعر بخطورتها عليه . وفي مواجهة العدو الجديد وفشل الاستخبارات، تحول بوش وتشيني إلى بضاعة المحافظين البالية، وأفكارهم التي كان تعشش في أذهان اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري منذ أيام ووترجيت . وكان هؤلاء يعتقدون بأن هنالك ما هو أكثر من اللازم من القانون الدولي، ومن الحريات المدنية، والقيود على سلطات الرئيس الحربية، وحقوق المدعى عليهم، والضوابط ضد الأعمال السرية المدمرة . وكانوا يعتقدون أيضاً أن هنالك ما هو أكثر من اللازم من الانفتاح، ومن تدخلات الكونجرس والإعلام.

تعزيز سلطة الرئاسة
وكان تشيني على وجه الخصوص يتململ من الكوابح التي فرضت بعد ووترجيت على سلطات الرئيس منذ أواسط سبعينات القرن الماضي، عندما كان يشغل منصب كبير مساعدي الرئيس جيرالد فورد . وكان بوصفه نائباً للرئيس قد بدأ بالفعل تعزيز سلطة الرئاسة بشدة . وكان تشيني ينظر إلى الخطر الإرهابي من زاوية مدمرة، بحيث إن الغاية، وهي إنقاذ أمريكا من انقراض محتمل، تبرر استعمال أي وسيلة . وكما قال ولكرسون السالف الذكر، والذي يدرس شؤون الأمن القومي في جامعة جورج واشنطن، "إن تشيني لديه هدف مفرد، وبالأبيض والأسود، وهو أن أمريكا أسمى من أي شيء سواه . وهو يرى أن الأمن التام يمكن تحقيقه . وأنا لا أستطيع أن أخطئ الرجل على رغبته في الحفاظ على أمن أمريكا . ولكنه يريد إفساد البلاد كلها للحفاظ عليه" .

تقول المؤلفة، إن الجدل بشأن معقولية مخاوف البيت الأبيض يطول . ولكنه في هذا الجو المحموم، تم وضع نظام قانوني جديد للتغلب على ما وصفه بوش بأنه نوع جديد من الأعداء، في حرب "لا تشبه أي حرب أخرى" .

وبعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول ،2001 على الفور أشرف تشيني على بعض ألمع المحامين وأفضلهم تدريباً في البلاد، يعملون سراً في البيت الأبيض وفي وزارة العدل الأمريكية، لكي يخرجوا بتبريرات قانونية لإجراء توسيع هائل لسلطات الحكومة في شن الحرب على الإرهاب.

شرعنة التعذيب
وكجزء من تلك العملية، وللمرة الأولى في تاريخها، أباحت الولايات المتحدة لمسؤولي حكومتها أن يعذبوا نفسياً وجسدياً، أسرى الولايات المتحدة، جاعلة التعذيب هو القانون الرسمي، وإن لم تعترف بذلك رسمياً .

كما أباح المحامون ممارسات أخرى كانت غير قانونية في السابق، من بينها الاعتقال السري واحتجاز المشتبه فيهم إلى أجل غير مسمى من دون توجيه تهم إليهم . وبوصم المشتبه فيهم بكل بساطة، بأنهم "محاربون أعداء" يستطيع الرئيس أن يعلق أمر جلبهم إلى المحكمة، الذي يضمن للشخص حق تحدي سجنه أمام سلطة عادلة ومستقلة . وما أن يصبح هؤلاء المشتبه فيهم محتجزين لدى الولايات المتحدة، حتى يصبح بالإمكان كما يقول محامو الرئيس اعتقالهم من دون السماح لهم بالاتصال بأحد، واخفاؤهم عن عائلاتهم وعن المراقبين الدوليين، مثل أفراد الصليب الأحمر، وتعريضهم لأذى لا نهاية له، ما دام لا ينطبق عليه تعريف هؤلاء المحامين للتعذيب . ويمكن أن يظلوا في الحجز مادامت الحرب على الإرهاب جارية، وهي الصراع الذي لم يحدد فيه النصر بوضوح أبداً.

وتضيف المؤلفة قائلة، إنه لا أحد يعترض على حماية أمن الأمة . ولكن الخطوات التي اتخذتها إدارة بوش في حربها على الإرهاب . ومن وجهة نظر أحد أبرز المفكرين الأمريكيين تعتبر وصمة عار على جبين التاريخ الأمريكي والتقاليد الأمريكية، تتجاوز بمسافة شاسعة كل وصمة سبقتها . ويمثل برنامج مكافحة الإرهاب الذي وضعته إدارة بوش، والذي يتجاوز القانون، تحدياً سافراً وجذرياً لحكم القانون في التاريخ الأمريكي، كما قال آرثر شليزنجر الأصغر .

وتضيف المؤلفة، أنها عندما سألت شليزنجر، الديمقراطي الليبرالي، سنة 2006 التي سبقت سنة وفاته، عن رأيه في سياسة بوش في موضوع التعذيب، قال "إنه ما من موقف اتخذ وكان له ضرر أكبر على سمعة أمريكا في العالم أبداً" .

وتقول المؤلفة، إنه بينما لا يوجد شيء جديد بشأن التعذيب، إلا أن إباحته من قبل محامي إدارة بوش تمثل انبتاتاً حاداً عن الماضي . ففي وقت مبكر جداً، ومنذ أيام الحرب الثورية، أقسم الجنرال جورج واشنطن، أن هذا البلد الجديد في العالم الجديد وخلافاً لبريطانيا، التي كانت تعذب أسرى الأعداء سوف يميز نفسه عن سواه بإنسانيته . ففي حربها لتحرير العالم من الشيوعية والفاشية والنازية، وبعملها للتقليل من الجهل والفقر في العالم، عملت أمريكا أكثر من أي دولة أخرى على وجه الأرض، لاستئصال التعذيب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان .

ومع ذلك، كما تقول المؤلفة، وفي الذكرى الستين للحكم الذي أصدرته محكمة جرائم الحرب الشهيرة في نورمبرج، والذي أرسى أسس مبدأ لا يتزعزع، وهو أن التقيد بحرفية القانون، وتفسيراته التقنية، لا يمكن أن يحل محل خيار الفرد الأخلاقي وضميره، أصبحت أمريكا أول دولة على الاطلاق، تبيح انتهاكات اتفاقيات جنيف . وهذه المعاهدات الدولية، التي صاغ الكثير منها قانونيون أمريكيون في أعقاب الفظائع النازية الرهيبة في الحرب العالمية الثانية، وضعت أساساً لحد أدنى من المعاملة الإنسانية لكل فئات السجناء الذين يؤخذون في أي نوع من أنواع الصراعات الدولية، وبدلاً من صف السجناء أمام حفر الخنادق وإعدامهم، أو إبادتهم في غرف الغاز، أو تعريضهم لمحن جسدية منهكة، فإنه منذ ذلك الوقت وما بعده، سوف يمنح كل السجناء الأعداء وحتى الجواسيس والمخربين منهم قيمة أساسية، لأنهم ببساطة، بشر . وقد لعبت أمريكا منذ وقت طويل دوراً خاصاً بوصفها بطلة العالم العنيدة في تأييد هذه الحقوق الأساسية، وهي لم تكن مجرد دولة موقعة، بل هي الراعية لاتفاقيات جنيف، التي ترقد نسخها الأصلية الموقعة في سرداب وزارة الخارجية.

وتضيف المؤلفة قائلة، إن أي وصف عادل للكيفية التي ضحت بها أمريكا بقيمها العزيزة في حربها على الإرهاب، عليه أن يعترف بأن العدو الذي واجهته إدارة بوش في 11 سبتمبر/ أيلول، والذي لاتزال الولايات المتحدة تواجهه، حقيقي ومروّع . وفي كثير من الأحيان، كان المسؤولون في السلطة الأمريكية يشعرون أنه لا خيار في أيديهم . ولكن أمريكا كانت قد واجهت في السابق كما تقول المؤلفة أعداء لدودين آخرين، أكثر خطراً، إن لم يكونوا بالقدر نفسه من الخطورة، من دون أن تعرض للخطر سلطتها الأخلاقية باللجوء إلى التعذيب بإذن من الدولة . كما أن دولاً ديمقراطية أخرى، تعرضت لمخاطر مماثلة أو أعظم بسبب الإرهاب، من دون أن تدمر قيمها وقوانينها.
تأليف: جين ماي ر، عرض وترجمة: عمر عدس "الخليج"
يتبـــــــع>>>>>

[/align]
[/frame]


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس