رد: بين يدي الآيات // عمرو بن أم مكتوم
ويمر به خير الورى (ص) ويرى محنته ومحنة غيره في رمضاء مكة ,من الذين اشتروا الجنة بأنفسهم من الإله الفرد الصمد, فما بدلوا تبديلا ,بل قالوا أحد أحد,ويقول لهم (ص) كلاما من ربهم يبلسمون به جراحهم وينسون به أتراحهم :" أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون"(العنكبوت02).يا ابن أم مكتوم,صبرا صبرا فإن الفرج قريب.
وتنفرج الغمة , ويرجع الأعمى مغتبطا بعذابه, مشتاقا إلى خير أحبابه, محمد (ص) , يجلس في مجلسه , ينهل من حوضه , ويتفيأ في روضه , وإذا بالمصطفى (ص) يروي عن ربه حديثا قدسيا فيقول (ص) : إن الله عز وجل يقول :" أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " . يسمع الأعمى من رسول الله (ص) ما سمعه الحاضرون , فلا تسعه دنياه من الفرح ... ما رأى المبصرون الجنة ولا رأوا نعائمها, ما رأى المبصرون شيئا إذ أبصروا , لم يفت الأعمى شيء إذن . ما أسعده بالسير على منهاج نور لم يسر عليه المبصرون .
ويداوم الأعمى على تلك الحال , يردف السؤال بالسؤال , ومع كل إجابة من رسول الله (ص) يزداد تقربا إلى الله .... " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " حدث بها الحبيب المختار , الخيرين من اصحابه, وابن أم مكتوم من الحاضرين في جنابه, فغيرت من حياته كل مجرى . خير الناس من كان بالقرآن أدرى . ويشهد الجميع أنه من يومه ذاك وهو يأخذ من القرآن نصيبه ونصيب غيره, يفرح بآيات الكتاب كما تفرح الأرض الظمأى برش المطر , يتعطش لكل وحي جديد , فيحفظه ويقول هل من مزيد .
للحديث بقية
|