[نبيل عودة]

استاذي محمد توفيق الصواف
الجرح الفلسطيني لن يندمل في الجسدالعربي بل يزداد تقرحا. الصهيونية هي هدية اوروبا للشعب اليهودي، كما قال احد قادتها.. وقد عارض هذه الهدية وزير يهودي بريطاني منتقدا وعد بلفور من رؤيته ان وراء الوعد مهمة استعمارية يجري تحميلها للشعب اليهودي. ليست فلسطين فقط، بل الشرق الأوسط كله ( وهو ما تقوم به اسرائيل ) من رؤية استعمارية ان الاستعمار المباشر انتهى عصره بعد الحرب العالمية الأولى ويجب ايجاد وسائل اخرى لاستمرار السيطرة على الشرق الأوسط.
ان الادعاء الصهيوني ان الهدف كان اقامة وطن قومي لليهود، من اجل حمايتهم من اعمال العنف المعادية،هو كذب صهيوني.
يكشف البروفسور رافكين ، يهودي محاضر في جامعات كندا مختصف بتاريخ فلسفة العلوم والتاريخ اليهودي المعاصر ، في بحثه في كتاب جديد له حقائق لم نكن نعرفها بمثل هذا الحجم، حيث يشير الى علاقة بين النظرية العرقية (النظرية التي تطورت في المانيا النازية) والأيديولوجيا الصهيونية، أخطر ما يؤكده هو وجود تعاون بين قيادات صهيونية في بداية طريقها وبين قادة معادين للسامية (معادين لليهود) في اوروبا. يفسر الباحث ان وراء هذا التعاون المستهجن وقف هدف مشترك: "طرد" (تهجير) اليهود من اوروبا الى ارض اسرائيل ( فلسطين).
هذا الموضوع ليس جديدا ، اذكر ان مجلة "الدرب" النظرية التي كان يصدرها الحزب الشيوعي في اسرائيل، نشرت تقارير هامة عن نفس الموضوع كتبها قادة شيوعيين يهود اثارت في حينه ضجة كبيرة، للأسف لم احتفظ بأعداد المجلة التي توقفت عن الصدور قبل اربعة عقود على الأقل... وأسجل ذلك من الذاكرة. كانت اتفاقات بتهجير اليهود الأغنياء و"التصرف" باليهود الفقراء.
بسبب اصابتي بكسر في فخذي وفترة العلاج الطويلة نسبيا وغيابي الطويل نسيت ان انشر مراجعتي لكتاب هام يلقي الضوء على حقيقة الصهيونية ودورها سانشره فورا في المنتدى بعنوان "المعارضة اليهودية للصهيونية - تاريخ الصراع المستمر".
من ناحية اخرى الربيع العربي كان تمرينا وتجريبيا. المشكلة كما اراها هي غياب منظمات مجتمع مدني قادرة على التأثير. المجتمع العربي كان خاليا من أي قوة سياسية قادرة على قيادة الربيع العربي. ما عدا الحركات الأصولية التي نشطت وتلقت اموالا هائلة جعلت الجماهير العربية ترى فيها مخلصا، لكن هذا المخلص سقط مع اول صعود له لقمة السلطة.
ابقاء النظام العربي متخلفا ،هو استمرار لنكبة فلسطين ويبدو انها نكبة أخطر بكثير.. بناء على ما يجري اليوم ....