حين يراك العيد
حينَ يراكَ العيدُ
--------------
بغداد سايح
--------------
نـظـرةُ الـعـيدِ أخـرسـتْ كـلماتي
فـالـقوافي إلـى الـذهولِ رُمـاتي
كـيـفَ ودّعــتَ يــا دمـي رمـضاناً
عـاشَ لـلصومِ سـاكباً بسماتي؟
لا تـقُـلْ يُـعشِبُ الـسرورُ بـثغري
هـــذه طـعـنـةُ الـــوداعِ مـمـاتي
صــاحَ عـيدٌ و دمـعُ غـزّة يـمضي
راسـماً حـيرتي عـلى قـسَماتي
لـيـتني أحـضـنُ الـشهيدَ سـماءً
أدمــــعُ الأرضِ كــلّـهـا نـجْـمـاتي
لـيتَ لـي مـنْ دمِ الطفولةِ حُلماً
كــيْ أغـذّيـهِ مِــنْ بُـكا غـيْماتي
إنــنــي ذابـــلُ الــكـلام تُــنـادي
حِـضْـنَ مَـنْ أدمـنَ الإبـا ضـمّاتي
غـابـةً صـرتُ أحـطبُ الـغدَ مـنّي
حـيـثُ تُـرخي مـواجعي بُـوماتي
أيّـهـا الـعـيدُ شــاخَ حُـزنُكَ حـتّى
سِـــرْتَ تـنـهَـدُّ نـــازفَ الـنّـغـماتِ
مِــنْ فـلـسطين جُـرْحِـها فـشآمٍ
قـابَ جُـرحيْنِ فـي عُـيونِ حماةِ
مِــــنْ عــــراقٍ فُــراتُــهُ عــربـيٌّ
أورثَ الـشـوقَ دجـلـةَ الـنَسَماتِ
مــنْ طـرابُـلْس إذْ يـنـوءُ شـذاها
عــنْ ريـاحـينَ فـي يـدِ الـظُلماتِ
منْ دمشْقِ الأسى فتُونُس جُرحٍ
حـين تُـغفي الـحروفُ كالشّاماتِ
يـقـصُرُ الـقـولُ يــا كـتـائبَ نـصْـرٍ
فـالـبُـطـولاتُ أطــــولُ الــقـامـاتِ
إنّـــمــا الــعــيـدُ أنْ نُــبــرْعـمَ لاءً
بــامْـتـدادِ الــنـضـالِ و الــلامــاتِ
أنْ يُـعـيـدَ الــوفـاءُ لــلـدمِ روْضـــاً
فــيـهِ تـنـمـو شـوامـخُ الـهـاماتِ
أنْ يـجيءَ الـصدى يُـدغدغ طفْلاً
أوْ يـشـقَّ الـدُّعـا لـظـى الأزَمـاتِ
أنْ يــرى الـطّـهْرُ لـلبلادِ شُـموخاً
أو عــــذارى شــذيّــةَ الـحُـرُمـاتِ
لــيـسَ عـيـداً تـلَـعْثُمُ الـيـدِ فـيـنا
و هْــيَ تـمـحو مـدامـعَ الـعتَماتِ
كــــمْ ثِــــداءٍ تــنـكّـرتْ لـحـلـيـبٍ
تـجـحدُ الـيـومَ شُـعـلةَ الـحـلَماتِ
كــمْ يـتـيمٍ بـكـى الـشهامةَ أُمّـاً
لــــمْ تُــدثّــرْهُ نــخــوةُ الــعـمّـاتِ
كــمْ صـبـيٍّ مـشى يـخُطّ هـواهُ
مُـسـتـنـيراً مُــضـمّـخَ الـتّـيـمـاتِ
كـــمْ ســـؤالٍ تـكـهربتْ شـفـتاهُ
يشحذُ السينَ منْ رُبى الجِيماتِ
يــا بــلادَ الـصّـمودِ مـجْـدُكِ يـحيا
كـابْـنِ عُـبّـاد فـي دُجـى أغـماتِ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|