[align=justify]
أتى الربيع العربي عام 2011 ، ليُسقِط الجزء الأكبر من الأقنعة ويرينا إلى أي حد تتعرض الأمة العربية وشعبها إلى مؤامرات هائلة وخيانات وسقوط أخلاقي تجعل الأمة العربية كلها محتلة، وعرف معظم الناس من غير المبرمجين أن الحاكم الخائن الظالم الصديق لعدو الأمة عدواً لشعبه ومحتل مثله مثل العدو الصهيوني المحتل ولا يمكن زوال العدو الخارجي إلا بزوال العدو الداخلي...
يجتاح الصمت إنسانيتنا فيحيل واحاتها إلى صحارى وسط كل ما وصلنا له من خيانة وتواطؤ مع الخونة؟!!
خلال الفترة الماضية وصلت إلى مشارف الموت.. موت الروح وموت الجسد .. وأعادتني نيران العدوان النازي على قطاع غزة من صقيع تجمد الروح إلى حالة الغليان .. ولكن أي غليان؟!!
اختفى صوتي وتبين أن المنشأ نفسي ،ورأى الطبيب أن صوتي سيعود للظهور فجأة كما اختفى، وهو ما كان حين تعرضت والدتي لانتكاسة صحية حادّة..
اختفى صوتي ربما لأني بقيت فترة طويلة بلا صوت أصارع الغثيان صامتة على كل التزوير وقلب الحقائق.. إلى أن أخرجتني غزة الحبيبة وشعبها العظيم الأبيّ ومقاومتها الباسلة من بقعة الزيت اللزجة المقرفةإلى جمر النار...
قدر فلسطين أن تكون هي الميزان الذي نزن به الصدق من الادعاء .. التضامن الفعلي من التواطؤ والتآمر .. الوطنية من الخيانة.. الثبات على المواقف من الذبذبة والرياء والتلون بألف لون حسب هوى الزعماء كما تتلون الحرباء.. من قبل القريب والبعيد ، خصوصاً وأننا في مرحلة لم تعد تنطلي على أحد الشعارات الانشائية والخطابات الرنّانة الفارغة والادعاءات، إلا من غُسلت أدمغتهم بعد أن تنازلوا عنها لأحزاب وزعماء ، وهذه فئة لا فائدة منها فهي تردد ما يملى عليها كما يردد الببغاء ما يلقّمه سيده من كلمات – وعجبي – عجبي من إنسان كرّمه الله بالعقل والمقدرة على التحليل ووزن الأمور وبعثه الله حراً فأبى إلا أن يكون عبداً لزعماء وأحزاب، يلغون عقله ويفكرون عنه ويقررون له ماذا يقول وكيف يفكر وأين ومتى يردد كلامهم وكيف يحب اليوم هذا ويكرهه في اليوم الثاني ، لا لشيء إلا لأن الزعيم لم يعد يحبه أو يتفق معه، وعليه أن يشوهه ويجعله شيطاناً رجيماً.
نعبد الله سبحانه ونحب أوطاننا ويعبدون زعمائهم ويتخذون أحزابهم أوطاناً ولو على حساب ضمير الوطن، حتى أعميَ عليهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً فلا يرون ويسمعون إلا ما يراد لهم ن يروا ويسمعوا، وصدق الله العظيم حين قال
بعد بسم الله الرحمن الرحيم: أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو اذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور - الحج ٤٦ .
كم وقفت أرتعش خشوعاً أمام الآيات الثلاث من سورة البقرة ، وأنا أراها إلى أي حد تنطبق وتتطابق مع حال فئة كبيرة من الناس ضلّوا طريق الوطن ومشوا خلف أكاذيب مرتزقة اتخذوهم زعماء لهم وضحوا من أجلهم بكل شيء بما فيه أمن الوطن ومصالحه:
165-وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ
166-إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ
167-وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ
لأن الثورة العربية فشلت ووقعت صريعة تحت هول كل الغزوات ضدها ليس بدءا من الانقلابات العسكرية - والعسكر في بلادنا رحماء على الأعداء ينسقون معهم ضد الشعوب ومصالح الوطن العليا - وليس انتهاء بخوارج خرجوا علينا باسم ديننا ليقاتلونا ويقتلونا ويكونوا للأعداء ذراعاً - ويفشلون كل آمالنا بوطن عزيز أبيّ حر – لنعود أغناماً في مزرعة الظلم والطغيان والتآمر.. كل شعوب العالم لهم أوطاناً تحمي مصالحهم ونحن لنا مقابر جماعية أو فردية وخراب ودمار..
كانت قديماً العصابات مكشوفة الأهداف ، واليوم الخائن العميل يغدو زعيماً ويحاكم الشريف على شرفه، والمجرم يغدو أميراً ويتقنع باسم الدين يرتكب باسمه جرائمه – وقالها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : { التجارة بسم الثعبان ولا التجارة بالإيمان }.
لست أنت يا أمير داعش أمير العرب - ما أنت إلا ذراع من أذرع الاخطبوط - أمير العرب المحبوب المطاع هو الخليفة بنيامين النتن ياهو ، فكلما ما زادت النتانة أكثر وزرقة العيون أسطع، كلما كان الأمير أكبر ومطاع أكثر!..
كيف تريدين يا غزة الجريحة الذبيحة المحاصرة من العرب قبل الصهاينة، أن يقفوا معك ضد أميرهم وقائدهم؟!!!..
يتبع....
[/align]