عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 08 / 2014, 38 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

قراءة لقصيدة :سأنام طويلا بقلم د/ رجاء بنحيدا

قراءة لقصيدة: سأنام طويلا للشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
بقلم د/ رجاء بنحيدا.

أشعر ُ أنّي متعبْ!!..
يا أمي ..
كلّ مرايا العمر ِ انكسرتْ
وتشظّتْ أوراقُ الروح ِ
بقايا حبر ٍ أسود َ
كفّي عارية ٌ مني
والقلب ُ المجروح ُ
المأخوذ ُ
مِرارا ومِرارا ً
فوق رصيف ِ الدمعة ِ
يصلبْ
يا أمي أقسم ُ بالله ِ تعبتُ
وتهتُ
ظمئتُ
فمن يعطيني كأسا ً
مغسولا بحنان ِ الروح ِ
لكي أشربْ؟؟..
أحيانا ابكي !!..
أحيانا اضحك ُ
مثل المجنون أسير ورائي !!
ألهث ُ من وجع ٍ يضربُ
جلدي
أحملُ داخل َ نعش الريح ِ غطائي !!
لا شيء َ يساوي شيئا ً !!
لا شيء يساوي بعضَ غبار ٍ
جمعتها السنة ُ كلاب ٍ
مضغتْ لحمي
ورمت ْ أشباح أذاها
فوق َ حذائي !!..
أشعر أني متعبْ
هذا العالم مسكونٌ بضباب ٍ مجنونْ ..
أين الدفء ُ وأين الناس ُ ؟؟..
لماذا لا أبصر إلا جثثا تمشي ؟؟..
وكلابا تنبحُ ؟؟..
وعيونا يكسرها الذلّ
فآخْ
لصراخي ألف صراخ ٍ !!..
آخْ
من منكم أبصر وجها يحمل ُ
بعض ملامح إنسانْ
أشعر أني متعب ْ
يا أمي
مدّي كفك ِ حتى اشربْ
مدي كفك حتى أسقطَ رأسي
حتى أنسى نفسي !!..
مدي كفك حتى ارمي ظلي
وأنام ْ
سأنام طويلا
لا احدَ سيسألُ عني
أعرف لا أحد سيسأل عني !!
فالناس الجثث عرايا
حتى من أحلام الناس ْ!!
يا أمي
لا أحد سيسالُ عني
سأنام طويلا ..

وطويلا .. وطويلا
..
((( شعر / طلعت سقيرق ))
إن اكتشاف ومصاحبة القصيدة يتطلب تخيلا مختلفا متناغما مع أسطرها وكلماتها لأن هذه الأخيرة تظل الوحدة الأساسية للبناء الفني اللفظي كما يقول لوتمان ، فالكلمة الشعرية تنتقل من حالة العادة والابتذال إلى حالة التميز والاستثناء ، إذ تتموج دلالتها وتتلون بسياق النص وتكتسب خاصيتها من خلال آليتي الفراغ والامتلاء ، ومن خلال الانتقال من الإيضاح والتفسير إلى المغايرة والإشارة.
أول ما يصادفنا في هذه المصاحبة وفي هذا الاكتشاف النص الموازي الدال - العنوان - سأنام طويلا - وهو تركيب فعلي يصف حالة النوم ، هذا النوم الذي يشكل مطلبا للهروب والراحة من إحساس مهول و فاجع، وقد انطلق الشاعر من الفعل سأنام للتأكيد علىى رفض هذا الواقع الفاجع المرير برؤيا جديدة
تنقل شعور الإنسان الفلسطيني المفجوع الذي يصور ألمه وألم كل الفلسطينيين ، فالفاجعة واحدة والألم واحد ،والبيت واحد يقول باشلار البيت جسد وروح ، وهو عالم الإنسان الأول قبل أن يُقذف بالإنسان إلى العالم ،وأي ميتافيزيقيا دقيقة لا تستطيع إهمال هذه الحقيقة البسيطة لأنها قيمة هامة، نعود إليها في أحلام يقظتنا . والوجود أصبح الآن قيمة، الحياة تبدأ بداية جديدة محمية دافئة في صدر البيت " -1-
جاستون باشلار : جماليات المكان ت غالب هلسا دار الجاحظ - بغداد - دت - ص 45 .

والوطن واحد حيث تجسد الأم في قصيدة سأنام طويلا رمزا من رموز الانبعاث والتجدد والحياة ، والإحساس بالدفء والراحة

يا أمي
مدّي كفك ِ حتى اشربْ
مدي كفك حتى أسقطَ رأسي
حتى أنسى نفسي !!..
مدي كفك حتى ارمي ظلي
وأنام ْ

فهذا التعلق بالأم هو تعلق بالأرض بأحشاء ها التي تمنح الدفء والراحة ، هو شوق وحنين إلى أحشاء الأم وانتظار .. لأمل جديد وغد مشرق وانبعاث .. بالعودة .
يا أمي ..
كلّ مرايا العمر ِ انكسرتْ
وتشظّتْ أوراقُ الروح ِ
بقايا حبر ٍ أسود َ
كفّي عارية ٌ مني
والقلب ُ المجروح ُ
المأخوذ ُ
مِرارا ومِرارا ً
فوق رصيف ِ الدمعة ِ
يصلبْ
في هذه السطور والكلمات تتمحور الدلالة الشعرية حول الجرح والدمع والألم ، وهي حالة من التماهي بين القضية الفلسطينية والشاعر الفلسطيني ، فهو ينتمي لذاته باعتباره هو القضية ، و هو الشاهد على أحداث عصره فاعل فيها ، ومنفعل بها .
وتأتي القصيدة سأنام طويلا لتنقل مواجع الشاعر والشعب ، فتشكل تجاوبا بين الفرد والعام ،تم تعارضا لهذا العالم المتوحش الشبح الذي يعشق القتل والموت ،ورفضا لهذا الصمت والفراغ والسكون والغياب

فمن يعطيني كأسا ً
مغسولا بحنان ِ الروح ِ
لكي أشربْ؟؟..
[COLOR="red"]ظمأٌ وعطش إلى الصفاء والنقاء إلى الماء رمز البقاء والاستمرارية((هذا العالم مسكونٌ بضباب ٍ مجنونْ ..))[/COLOR]
((مدّي كفك ِ حتى اشربْ
مدي كفك حتى أسقطَ رأسي
حتى أنسى نفسي !!..

عطش إلى الراحة التي يبحث عنها الشاعر ويلجأ إلى تيمة الماء كرمز للبقاء للفرح والنسيان ورمز للبكاء ..
(( فوق رصيف ِ الدمعة ِ ))
البحث عن الماء ، ومغامرة البحث عنه لم يكن المسلك لها واحدا ، في حين أن هناك طريقا واحدة للارتواء ، ولم يكن سبب العطش غامضا مجهولا ،فأسباب العطش تعددت في حين أن طريق الارتواء واحدة غير متعددة كما أن لفظة الماءتعددت دلالتها المتداولة وتعددت دلالتها النصية لتضيف تأويلا يلمسه القارئ بسهولة ،ويحس بدبيبه السحري السري الرائع المتمثل في حب الأرض والأم والحنين والعودة ...
يا أمي أقسم ُ بالله ِ تعبتُ
وتهتُ
ظمئتُ
فمن يعطيني كأسا ً
البحث عن الذات ، البحث عن الهوية ، هي أزمة حضارية وأزمة كون ، وهي مركز التساؤل في شعر طلعت ، ما مدى التجاوب مع القضية والإنسان ، ما مدى حضور الجانب الإنساني قبل السياسي ، فكأن الشاعر يدرك ذاك الزمن الغائب المجهول ، هذا الصمت الرهيب الذي يقتل الإحساس العربي ، ويطمس مشاعر النخوة والأخوة العربية .
فآخْ
لصراخي ألف صراخ ٍ !!..
آخْ

ومن منطلق الوجع والصراخ ، يتداخل الماضي والحاضر ، ويفجر الغضب السقيرقي الصادق
لتأتي القصيدة كصرخة تنبعث من عمق واقع المجتمع ، ،ترفض وتتمرد على البقاء وسط هذا الوجع والتعب ... واللامبالاة .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس