[محمد جادالله محمد]

جماعة داعش..وما قبلها من جماعات.. مثل القاعدة والاخوان..وغيرها..
وما قد يستجد من جماعات اخرى مثلها..
خاصة بعد ان اشتد الخلاف بين بعضها..الى درجة التقاتل فيما بينها..
هذه الجماعات المختلفة..ما هى الا دليلا قاطعا على وجود ازمة كبيرة فى الفكر الاسلامى..
وكذلك وجود ازمة كبيرة فى الفكر العربى..نتيجة فشل المشروع القومى الذى تبناه الفكر اليسارى
فى النصف الثانى من القرن الماضى..والذى كان يمثل النخبة الثقافية والسياسية..فلما سقط المشروع القومى
سقط بالتبعية الفكر الذى كان يحمله.. ونتج عن ذلك الفراغ الكبير فى الثقافة والسياسة..حيث لم يستطع بعد ملئ الفراغ
اى فكر معتدل..رغم وجود تجربة بسيطة وناجحة وتصلح لان تكون بديلا للمشروع القومى العربى الذى كان يتبناه اليسار العربى
وهى تجربة الراحل الشيخ زايد ال نهيان..فى اتحاد الامارات العربية...لكن المثقفون العرب عزفوا عن ان يتبنوا هذه التجربة ويروجوا لها لان تكون
شاملة لجميع الدول العربية...او حتى بديلة عن جامعة الدول العربية...
وبسبب الفراغ فى الفكر العربى ..اندفعت هذه الجماعات مستغلة بعضا من الفكر المتشدد الغير متفق عليه..وبعض من الفتاوى..لتملئ الساحة وتجذب الشباب..للوصول الى المراكز السياسية...
والى ان يعود الفكر العربى من جديد لعمله فى الفكر المجرد..من اجل الوطن العربى...
ستظل هذه الجماعات تتوالى وتتسابق وتتنافس وربما تتقاتل..لا لشيئ سوى لفراغ الساحة من منافسة الفكر الطيب والمعتدل
وتحياتى للجميع..